في ليلة فنية متميزة أسدل الستار على فعاليات الدورة الحادية والثلاثين لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي برئاسة الدكتور سامح مهران، والتي تحمل اسم دكتور علاء عبد العزيز، وأقيمت في الفترة من 1إلى 11 سبتمبر الجاري تحت رعاية دكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة المصرية.
والتقت بوابة دار الهلال مع العديد من ضيوف المهرجان، والمشاركين في الفعاليات، مسرحيين وأساتذة أكاديمين، من المصريين والعرب والأجانب لنتعرف على آرائهم حول سمات هذه الدورة وآمالهم وأمنياتهم لدورات المهرجان المقبلة.
أشكال مسرحية متنوعة وعديدة
وقال الممثل والمخرج المسرحي دكتور أمير هشام الحداد، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة بابل العراق: «رست سفيتي مؤخرًا في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي للدورة الـ 31 باسم د. علاء عبد العزيز 31 في الفترة من 1 الى 11 سبتمبر الجاري، وتميزت الرحلة من حيث الشكل والمضون، وتنوعت ألوانها وجغرافيتها الدولية وأشكالها المسرحية في التجريب والورش والمحور الفكري، وحظيت بالتنسيق والترتيب والتنظيم على مستوى عال من الدقة والالتزام، بدءا من دخولنا إلى مطار القاهرة وتسكيننا وعملية نقلنا إلى أعداد المسارح المنتشرة بالمدن المزدحمة وذات الكثافة السكانية الكبيرة رغم صغر بعض المسارح، وحسب طبيعة ونوع العرض الذي أحيانًا محصورة بقلة عدد المقاعد إلا أن العروض كانت تعاد ثاني يوم من أجل مشاهدتها لجمهور أكبر، وهذا ينم عن حرص إدارة المهرجان على ذلك، وخطة معدة بدقة، من قبل رئيس المهرجان دكتور سامح مهران، وفريق عمله ووعيه بكل شاردة وواردة في متابعة أدق تفاصيل المهرجان وحضوره المستمر في العروض ولجميع الفعاليات ومواكبة الفنانين بأغلب الوقت».
حضور كبير للجمهور المصري
وتابع دكتور أمير الحداد: «ولفت انتباهي بشدة الحضور الكبير للجمهور المصري والتزاحم إلى الدخول لمشاهدة العروض ومتابعتها رغم أنه في بعض الأحيان لم يحالفهم الحظ بالدخول لكثرة الوفود وقلة المقاعد ببعض العروض إلا أنهم كانوا مصرين على التواجد ومشاهدة العروض الأخرى وهذا ينم عن شغف وحب وثقافة الشعب المصري وولعه بالجمال المسرحي ومعرفة مستوى العروض المشاركة في المهرجان، التي تنوعت حسب مشاهدتي لها بألوان الطيف الإنساني إضافة الى تباين البيئات التي ينتمون إليها، واختلاف مرجعياتهم الفكرية والتراثية وإحساسهم الوطني والاجتماعي والاقتصادي ، وتنوعت اتجاهات التجريب والخروج عن النمطية و«الكلاشيه» حسب تنوع الأساليب المسرحية المقدمة في العروض ومنها المونودراما الذي أسميته بالمسرح الثائر، واتضح ذلك بالعرض العراقي «حكاية درندش» والمسرح المتكامل لعرض «مكبث المصنع» و«السرد الثلاثي الأدائي» لعرض اليونان، وفي «المصعد» لرومانيا، وكذلك تميز أداء الكيروجراف الجديد للعرض الألماني ، «Bab(b)el » الذي أبهر الجميع في بايوميكانيته وأفكاره والمحاكي للعرض الكويتي، والأيروتيكي لتونس في «الألباتروس» والتراثي التجريبي لعرض سلطنة عمان« شجرة اللبان ــ موشكا»، ودراماتورجية السينوغرافيا للعرض السعودي، والراقص المحاكي لمسرح جنوب إفريقيا «الماء» .
المحور الفكري بعناوين مختلفة
وتابع الحداد»: «واتسم المحور الفكري بعناوين مختلفة شملت المركزيات في النص المسرحي من الجانب الفكري والتقني والأدائي والتاريخي إضافة إلى تنوع ثقافات المشاركين من حيث توصيفهم المهني والمؤسساتي وبيئاتهم المعاشة وثقافاتهم ما بين الغرب والشرق وتداخلات الضيوف المستمعين وأسئلتهم التي إضافة إلى المحور حميمية نقاشية وأغنت الكثير من الإجابات من قبل المشاركين تلك التساؤلات، ومهم ذكر أن المحور امتلك انضباط عال، بمواعيد وتوقيت بداية الندوة وختامها وتوزيع الوقت وعدد المشاركات والمتداخلين جعل منها ذات أهمية كبيرة لم تفقد رونقها وغايتها وهدفها وكان دكتور محمد الخطيب، حريصا كل الحرص في إدارته لمقريية الجلسات مع فريق عمله، إضافه ندوات «رد الجميل» في الندوات وهو جزأ من الوفاء مابين الطالب وأستاذه والفنان ومديره مما أعطى المهرجان عمقًا تاريخيا لأساتذة كبار زرعوا وحصدوا، مما يجعلنا أمام تلك الوردية المتفاؤلة عرضًا وأسلوبًا وتنظيمًا ووفاءً، إضافة إلى إدارة المهرجان بجميع مفاصلها».
مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 31
ويذكر أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي تنظمه وزارة الثقافة المصرية ويقام برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وتتشكل لجنته العليا من كل من الدكتور سامح مهران رئيسًا، الدكتور محمد عبد الرحمن الشافعي منسقًا عامًا، الدكتورة دينا أمين مديرًا، الدكتور أيمن الشيوي مديرًا، بالإضافة إلى عضوية كل من: الدكتور أحمد مجاهد، الدكتورة أسماء يحيى الطاهر، الدكتور محمد سمير الخطيب، المخرج أحمد البوهي.
ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي أحد أقدم المهرجانات الدولية المتخصصة في إعطاء الفرصة لتقديم العروض المسرحية التجريبية من كل دول العالم، ويقوم المهرجان بتكريم عدد من الشخصيات العالمية المهتمة بفنون المسرح التجريبي، ويمنح الجوائز لأفضل العروض في المجالات المسرحية المختلفة، كما يقام على هامش المهرجان عدد من الندوات المتخصصة في تقنيات وفنون المسرح