اكتشفت لوحات زخرفية داخلية مصنوعة بتقنية الزجاج المعروفة باسم ميلفيوري "ألف زهرة" وذلك خلال أعمال التنقيب في مدينة أندرياكي القديمة والذي يعد الميناء التاريخي لمدينة ميرا في منطقة ديمري بأنطاليا بتركيا.

وبدأت تلك الحفريات في عام 2009 والتي ركزت على استكشاف مدينة ميرا وأندرياكي، التي تعد من أهم المدن في منطقة ليقيا خلال العصرين الروماني والبيزنطي.

وفي إطار "مشروع تراث ميرا وأندرياكي للمستقبل"، الذي تقوده وزارة الثقافة والسياحة، تم العثور هذا العام على ألواح زجاجية ملونة تم تصنيعها بتقنية متقدمة لمعالجة الزجاج.   

 

تقنية ميلفيوري

تتميز تقنية ميلفيوري (Millefiori) والتي تعني "ألف زهرة" بالإيطالية بأنها طريقة قديمة لصناعة الزجاج من أنماط ملونة تشبه الزهور، ويعود تاريخ هذه التقنية إلى الحضارة الرومانية وتم تطويرها لاحقًا في إيطاليا خلال عصر النهضة، خاصة في جزيرة مورانو، المشهورة بصناعة الزجاج.

 

بدأت الحفريات الأثرية بعدد قليل من القطع، ولكن استغرقت أسابيع لتجمع المئات من الأجزاء الصغيرة التي تعيد تكوين هذه اللوحات الفريدة.

أشار أحد علماء الآثار إلى أن العديد من القطع الأثرية تم العثور عليها في منطقة الجمارك بالميناء، ولكن الاكتشاف الأبرز لهذا العام هو ألواح الزجاج المسطحة، التي تحمل نقوشاً وزخارف مختلفة، وتتراوح اللوحات المكتشفة أبعادها حوالي 10 سنتيمترات مربعة، إذ تم العثور عليها في ساحة قريبة من الأغورا.

 

وأفاد تشيفيك بأن هذه اللوحات التي تعكس أنماطاً زهرية متنوعة تعتبر نادرة في تركيا، حيث لم تُسجل سوى قطعة أو اثنتين مشابهيتن في الأدب الأثري، وأضاف: "كل لوحة فريدة من نوعها لأنها صنعت يدوياً، ما يجعلها عملاً فنياً أصلياً".

 

كما أضاف أن الفريق اكتشف تماثيل لطيور وجمال وقديسين مصنوعة بتقنية "أوبس سكتيل"، التي تعتمد على استخدام مواد حجرية ورخامية بألوان متنوعة لتزيين الجدران والأرضيات، وأكد أن هذا الاكتشاف يمثل إضافة مهمة للفن الزخرفي في تركيا، حيث تم العثور على تماثيل قديسين بهذه التقنية للمرة الأولى.

 

وتشير الأدلة إلى أن المبنى الذي عُثر فيه على هذه اللوحات كان المركز الإداري للميناء، ويعود تاريخ الألواح إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين، استناداً إلى الاكتشافات المصاحبة مثل العملات والسيراميك، وذلك طبقا لما نقله موقع Daily news.