الأربعاء 18 سبتمبر 2024

اكتشافات تبرز عقيدة أحياء الموتى من القبور بعد وفاتهم في بولندا

مقبرة الطفل المكتشفة في بولندا بالقرن الثالث عشر

ثقافة18-9-2024 | 01:49

إسلام علي

اكتشف خبراء الآثار مقبرة تعود إلى العصور الوسطى تظهر فيها أدلة على اتخاذ تدابير لمكافحة ما يُعتقد أنهم "مصاصو دماء". 
تم العثور على هذا الاكتشاف في موقع على سلسلة جبال "غورا تشيلمسكا" بالقرب من كوزالين في شمال غرب بولندا، وفقًا لما أعلنه المحافظ الإقليمي للآثار في لوبلين عبر منشور خاص له على فيسبوك.
عُثر على هياكل عظمية لطفلين دُفنا في حفر دون توابيت، وتم وضعهما على ظهريهما مع توجيه جمجمتيهما نحو الغرب، وفقًا للتحليل الأولي، يعود تاريخ المدافن إلى القرن الثالث عشر، واستند علماء الآثار إلى تحديد التاريخ إلى طبقات الأرض المحيطة وشظايا الفخار المكتشفة معها.
وقد أُثيرت الدهشة حين وُجدت هذه المدافن في موقع لا يرتبط بأي من المقابر المعروفة في تشيلمسكا، لكن المفاجأة الأكبر كانت أن أحد القبور تميز بخصائص "مضادة لمصاصي الدماء"، وفقًا للمسؤول عن الحفاظ على الآثار، وعرف هذا النوع من المدافن باسم "قبور الأرواح الشريرة" ويُشار إليه أحيانًا بمدافن "مصاصي الدماء".
ففي العديد من الثقافات، يُعتقد أن العائدين من الموت هم أفراد قد يعودون بعد وفاتهم على هيئة أرواح أو جثث مُحياّة، وغالبًا ما يكون هدفهم إرهاب الأحياء.
عُثر على قبور مشابهة في مختلف أنحاء أوروبا عبر القرون، وغالبًا ما كانت تحتوي على أدلة لاحتياطات اتخذت لمنع الموتى من النهوض، تشمل هذه الإجراءات وضع حجارة كبيرة على أجساد المتوفين أو ثقبهم برمح لتثبيتهم على الأرض.
في حالة أحد الأطفال المكتشفين في بولندا، يبدو أن الرأس قد تم فصله عن الجسد، وتم وضع الجمجمة في تجويف الدفن ووجهها لأسفل، بينما وُضعت حجارة فوق الجذع، كما يُعتقد أن القبر كان يحتوي على عمودين كما يتضح من الثقوب المكتشفة في الموقع. 
وتم توثيق المقبرة غير العادية الواقعة في منطقة غورا تشيلمسكا، وهي منطقة جبلية قرب كوزالين، حيث تم استخراج الهياكل العظمية، وتنتظر هذه الرفات الآن التحليل الأنثروبولوجي، مما قد يزود علماء الآثار بمزيد من المعلومات حول هذا الاكتشاف الفريد.