اكتشفت حفريات نادرة لموساصور من نوع  Globidens alabamaensis، وهو مفترس بحري يبلغ طوله حوالي 20 قدمًا ويمتلك أسنانًا فريدة تشبه الفطر، في شمال شرق تكساس بالولايات المتحدة.

 

تشير دراسة حديثة إلى اكتشاف هذه الحفريات الضخمة التي تميزت بأسنان كروية كبيرة، ووفرت قطعتا الفك المكتشفتان تفاصيل جديدة حول حياة هذا المخلوق، الذي ربما بلغ طوله 6 أمتار، تظهر الأسنان الحادة الموجودة على الفكين القوة الكبيرة التي استخدمتها الموساصورات في الهجوم على فرائسها.

 

ويعد الموساصور نوع من الزواحف البحرية المنقرضة التي عاشت خلال فترة العصر الطباشيري المتأخر، قبل حوالي 100 إلى 66 مليون سنة.

وينتمي هذا الحيوان إلى مجموعة الزواحف المفترسة التي سيطرت على البحار بعد اختفاء أنواع أخرى من المفترسات البحرية مثل الإكثيوصورات والبليزوصورات.

انقرضت تلك الحيوانات البحرية مع نهاية العصر الطباشيري قبل حوالي 66 مليون سنة، في نفس الوقت الذي انقرضت فيه الديناصورات الأرضية، وذلك بسبب حدث الانقراض الجماعي الذي يعتقد العلماء أنه كان ناتجًا عن ارتطام كويكب ضخم بالأرض وتغيرات مناخية كبيرة.

 

أسباب ظهور شكل اسنان الموساصور

وعلى الجانب الأخر، صرحت بيثاني بيرك فرانكلين، عالمة الحفريات البحرية والمتخصصة في الزواحف البحرية، بأن هذه الأسنان ذات الشكل الفطري مثالية لتكسير الأصداف، موضحة: "إذا كانت الفريسة تحاول الهروب وتم سحقها، فهذا هو نهاية الأمر"، وعلى الرغم من أنها لم تشارك في الدراسة، إلا أنها أضافت أن هذه الهياكل تُظهر تطورًا تكيفيًا رائعًا.

 

بدأت  موساصورات مثل Globidens  في العصر الطباشيري المتأخر "منذ 100.5 إلى 66 مليون سنة"، في احتلال مواقع متقدمة ضمن السلسلة الغذائية البحرية بعد أن اختفت أنواع أخرى من المفترسات البحرية بسبب التغيرات المناخية، وقد تنوعت هذه الزواحف بسرعة لتشغل بيئات متعددة غنية بالفرائس.

 

رغم اكتشاف Globidens alabamaensis لأول مرة في عام 1912، فإن عيناته الكاملة نادرة للغاية، معظم الأدلة الأحفورية المعروفة تتألف من أسنان وشظايا فك صغيرة، وقد تم تحديد أربعة أنواع إضافية من هذا الجنس منذ ذلك الحين.

 

ويذكر أنه تم اكتشاف عظام الفكين الجديدة في عام 2023 بواسطة صياد حفريات خاص في تكوين أوزان شمال شرق تكساس، الذي يعود تاريخه إلى العصر الكامباني "83.6 - 72.1 مليون سنة".

 

 

وظيفة أسنان فلك الموساصور

أثبتت هذه المنطقة، رغم سماكتها القليلة، غناها بالحفريات، وما يجعل هذا الاكتشاف مميزًا هو الحفاظ الجيد على جزء من رأس الحيوان، وهو أمر نادر نظرًا لانضغاط الهياكل في هذه الطبقات الدقيقة، لا يزال أحد الفكين يحتوي على 12 سنًا بينما احتفظ الآخر بستة أسنان فقط، وكل سن مصممة بشكل مثالي لسحق الأصداف الصلبة.

 

وأوضح العلماء أن هذه الأسنان الفريدة مكنت الموساصورات من التعايش مع أنواع أخرى من الموساصوريات الأكبر حجمًا التي كانت تتغذى على فرائس مختلفة.

وقالت فرانكلين إن التكيف مع هذا النظام الغذائي المتخصص ربما كان نتيجة الوفرة الكبيرة لرأسيات الأرجل في تلك الفترة، مما أتاح لهذه الزواحف أن تتطور إلى مفترسات متخصصة ومتقدمة، وذلك طبقا لما نقله موقع Live Science.