قال مرصد الأزهر في تقرير له يرصد خلاله الانتهاكات الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك خلال العام الجاري 2024 ؛ إن هذا العام شهدت ساحة المسجد الأقصى سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية منذ مطلع العام وحتى الآن، سواء على مستوى المسئولين، أو على مستوى جماعات المستوطنين الذين سرعان ما يستجيبون لدعوات منظمات الهيكل (المزعوم) في تحريضهم للحشد، خاصة في المناسبات الدينية والإسرائيلية المختلفة، مستغلين تحول الأنظار تجاه حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال في قطاع غزة، وكذلك مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، منذ السابع من أكتوبر 2023 .
وتابع المرصد أنه بعد أن طوى عام 2023 صفحته على اقتحام 50 ألف مستوطن لباحات الحرم القدسي الشريف بدأ عام جديد يحمل في ثناياه حلقات متتالية من التـدنيس بحق أولى القبلتين من عناصر تحظى بدعم خارجي - وخاصة من المسيحيين الإنجيليين المساندين للحركة الصهيونية في الولايات المتحدة - إضافة إلى الدعم غير المحدود من سلطات الاحتلال في الداخل، الذي بلغ ذروته في ظل الحكومة اليمينية الأشد تطرفًا برئاسة مجرم الحرب نتنياهو .
وتابع المرصد أنه في إطار سعيها لتهويد المسجد الأقصى، قامت منظمة "بيادينو" بإطلاق موقعًا باللغة العربية للتعريف بالأقصى باعتباره هيكلًا لليهود، وإعطاء معلومات مغلوطة للقارئ العربي حول الحرم القدسي؛ إذ تزعم المنظمة أنها ستنشر من خلال الموقع فيديوهات تشرح من خلالها لأبناء العالمين الإسلامي والعربي، بل والعالم أجمع، علاقة اليهود بالحرم القدسي، وتحطيم ما أسمته كذبة تسمية جبل الهيكل بـ"الأقصى".
كما احتفلت هذه المنظمة عبر صفحتها على موقع "فيس بوك" بتسجيل رقم غير مسبوق في أعداد مقتحمي المسجد الأقصى خلال العام العبري –الذي بدأ 15 من سبتمبر 2023 ، وينتهي في 2 من أكتوبر 2024 - حيث أعلنت منظمة "بأيدينا من أجل الهيكل" اقتحام ما يزيد عن 50 ألف مستوطن لساحات المسجد الأقصى منذ بداية العام العبري، بزيادة تقدر بنحو 8٪ عن العام قبل الماضي والذي كان يعد هو العام الذي شهد أكبر عدد من المقتحمين، إذ اقتحم خلاله 46344 مستوطنًا باحاته المقدسة، وبزيادة تقدر بنحو 14٪ عن العام العبري الماضي، والذي شهد اقتحام 43893 مستوطنًا.
وفي يوم الثلاثاء 27 من أغسطس 2024 ، وافق مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي وقيادة الأمن القومي على خطة وزارة التراث إصدار جولات إرشادية لليهود في المسجد الأقصى المبارك، بتمويل يقدر بمليوني شيكل، من ميزانية الحكومة، وردًّا على هذا الإعلان، صرحت وزارة التراث أنها تعتزم إطلاق جولات إرشادية في المسجد الأقصى المبارك، والتي ستسمح لأول مرة لآلاف اليهود، ومئات الآلاف من السياح الذين يزورون الأقصى كل عام، بالاستماع إلى التراث اليهودي للأقصى بنسخة تاريخية دقيقة، خالية من الروايات البديلة والكاذبة (بحسب زعمهم).
وأكد المرصد أن المسجد الأقصى المبارك يتعرض لحربٍ شرسةٍ لا هوادة فيها، مدفوعة بعزمٍ إسرائيلي صريحٍ لانتزاع الأقصى المبارك من أيدي المسلمين بشتى السبل والوسائل؛ لفرض واقع جديدٍ، ما يستدعي تحركًا فوريًّا لكافة القوى الضاغطة إقليميًّا ودوليًّا للحَول دون المخطط الخبيث، الذي تسعى فيه الحكومة المَقِيت برئاسة "نتنياهو" لتقديم فروض الولاء للأحزاب الدينية المتطرفة على حساب "الأقصى" ومشاعر المسلمين حول العالم لضمان تماسكها، إضافة إلى محاولة إحباط العزيمة الفلسطينية، وإشعار الفلسطينيين بأن مقاومتهم لم تؤثر في الذَّود عن حياض الأقصى المبارك والدفاع عن حرمته، كل هذا في ظل انشغال دوليٍّ (سلبيٍّ) بمخطط وقف إطلاق النار، وإنهاء حرب الإبادة الجماعية الدائرة في قطاع غزة.