بقلم: غالى محمد
كلما رأيت الرئيس عبدالفتاح السيسى، راكبًا الدراجة الهوائية مع مجموعات من الشباب، تساءلت ولماذا يُصر الرئيس على الدراجة، ولم أره راكبًا المرسيدس أو الجاجوار أو أية ماركات فاخرة من السيارات، باستثناء سيارة الرئيس الخاصة برئاسة الجمهورية، التى يستخدمها أى رئيس..
أسأل هذا السؤال كلما رأيت الرئيس راكبًا الدراجة الهوائية، متذكرًا فشلى منذ الصغر فى تعلم ركوب الدراجات.
ومثلما أسأل، فالكثيرون يسألون نفس السؤال، وهناك من يرى أن هذا تزيد من الرئيس فى الوقت الذى نعانى فيه المشاكل وبخاصة مشكلة الإرهاب، وهناك من يرى أن هذا تعبير عن شباب مصر.
وما بين هذا أو ذاك، أستطيع أن أقول إن عشق الرئيس السيسى للدراجة الهوائية أمر من أبسط الأشياء، وبما يؤكد بساطته كمواطن مصرى أصيل من أبناء الطبقة الوسطى.
أقول ذلك بكل فخر، حيث إن الرئيس السيسى لم يكن عاشقًا لسيارة فاخرة تقدر بالملايين، مثل المرسيدس والجاجوار والرولز رويس والبنتلى أو قصر فى قرية من أصحاب المليارات بالساحل الشمالى.
رأيت الرئيس السيسى عاشقًا للدراجة الهوائية التى ظلت ومازالت لسنوات طويلة وسيلة انتقال الفقراء ومحدودى الدخل، وإن كانت قد تراجعت الآن بسبب سيطرة التوك توك.
رأيت السيسى بالدراجة الهوائية بين بسطاء المصريين فى التجمع الخامس أثناء ترشحه للرئاسة.
ورأيته بالدراجة مع طلاب الكلية الحربية وطلاب كلية الشرطة.
ومن قبل رأيته بالدراجة الهوائية أكثر من مرة فى منطقة المعمورة بين الناس المصريين البسطاء، وليس فى مصايف ومنتجعات الأثرياء بالساحل الشمالى.
رأيت السيسى من قبل بالدراجة الهوائية فى مدينة شرم الشيخ وسط المواطنين والسياح لإيصال رسالة طمأنة للعالم بأمن وآمان مصر.
بصفة عامة لم أر الرئيس بالدراجة الهوائية إلا بين الشباب وبين المواطنين البسطاء.
لقد لاحظت فى الصور التاريخية الموجودة بدار الهلال ومن خلال السجل المصور الذى أصدرته المؤسسة منذ أسابيع قليلة بمناسبة اقتراب مئوية ميلاد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مدى بساطة الرئيس ناصر، وها هو التاريخ يعيد نفسه إذ أرى بساطة الرئيس السيسى فى الظهور المتكرر سبع مرات راكبًا الدراجة الهوائية.
ليس هذا فقط، بل رأيت بساطة الرئيس السيسى فى إفطاره مع الطلاب أثناء زيارته الكلية الحربية وأكاديمية الشرطة.
لن أتكلم عن معنى الدولة العفية التى تظهّر رمزية ركوب الرئيس للدراجات الهوائية بالملابس الرياضية، ولكن ما يعنينى هو بساطة الرئيس الذى يستيقظ فجرًا للقاء طلاب الكلية الحربية وطلاب كلية الشرطة.
الرسائل كثيرة فى ظهور الرئيس السيسى راكبا الدراجة مع الشباب، ربما يؤكد أن الرئيس لم ينفصل عن شباب هذا الوطن فى أبسط أنواع الرياضة، ولم ينفصل عن البسطاء. والدراجة -كما هو معروف- وسيلة انتقال قديمة بين العمال والفلاحين والطلاب وغيرهم.
وإذا كان البعض يروج أن الدراجة التى يستخدمها السيسى بمبالغ ضخمة، فإننى أؤكد أنها بمبلغ قليل جدا، كما أنه فى معظم الحالات استخدم ذات الدراجة التى يستخدمها طلاب الكلية الحربية وطلاب كلية الشرطة، ومن ثم لا داعى للمزايدة على الرئيس حتى عندما يستخدم الدراجة فى التواصل مع أنشطة الشباب والالتقاء بالبسطاء فى هذا البلد.