فارس بكل ما تحمله الكلمات من معان، كرّس حياته لخدمة الوطن لأكثر من نصف قرن، رجلٌ شجاع مخلص، شديد الوطنية، عشق بلده وأخلص وحارب من أجلها، مر بالعديد من التحديات والعقبات ولكنه واجه كل ذلك بالصبر والقوة، إنه المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبق، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته ولم ولن تنساه مصر، وسيظل راسخًا في العقول والقلوب.
قاد المشير طنطاوي سفينة الوطن بقوة وإخلاص في وقت شديد الصعوبة، وتحمّل ما لا يطيقه بشر، وتعامل مع أشد المواقف بحكمة وحسم في نفس الوقت، فلم يسمح للذئاب المتربصة بالانقضاض على الوطن، وكان لهم بالمرصاد بطلًا مغوارًا، وعبر بالسفينة حتى شاطئ النجاة.
وُلد المشير محمد حسين طنطاوي في 31 أكتوبر 1935، والتحق بالكلية الحربية سلاح مشاة، وتخرج في الدفعة 35 حربية في الأول من أبريل 1956، ليعمل في سلاح المشاة.
شارك المشير في العديد من الحروب ومنها حرب 1967، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر، وكان قائدًا للكتيبة 16 مشاة، واجه مباشرة القوات الإسرائيلية، حيث تصدى للعدو ونجحت كتيبته في إحباط عملية "الغزالة المطورة" الإسرائيلية، وألحق بالإسرائيليين خسائر فادحة في منطقة مزرعة الجلاء المعروفة باسم "المزرعة الصينية".
شغل المشير طنطاوي العديد من المناصب، على مدار أكثر من نصف قرن، فعمل ملحقًا عسكريًا لمصر في باكستان في عام 1975 ثم في أفغانستان، وتدرج في العديد من المناصب الهامة في القوات المسلحة، وتولى مسؤولية القيادة العامة للقوات المسلحة.
كما كان قائدًا للجيش الثاني الميداني 1987، ثم قائدًا للحرس الجمهوري 1988، ثم قائدًا عامًا للقوات المسلحة ووزيرًا للدفاع في 1991.
ترقى طنطاوي إلى رتبة المشير في شهر أكتوبر من عام 1993، كما شغل منصب رئيس المجلس العسكري من 2011 حتى 2012.
حصل المشير طنطاوي على العديد من الأنواط والميداليات تكريمًا له، ومنها، ميدالية جرحى الحرب، وميدالية الخدمة الممتازة، وميدالية العيد العشرين للثورة وميدالية يوم الجيش، وميدالية 6 أكتوبر وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وميدالية تحرير أكتوبر، وميدالية 25 يناير 2011، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى، ونوط الخدمة الممتازة.