ذكرت وزارة البترول والثروة المعدنية أن إجمالي إنتاج الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، ومصانع وشركات البتروكيماويات التابعة البالغ عددها 9 شركات قائمة ومنتجة، ارتفع إلى ما يناهز 4 ملايين طن، بخلاف المنتجات الوسيطة التي تدخل في تصنيع البتروكيماويات في شركات أخرى، خلال العام المالي 2023 - 2024، وتم تحقيق الخطة الإنتاجية بنسبة 105%، فيما بلغت القيمة الإجمالية للمبيعات من المنتجات البتروكيماوية خلال العام ما يناهز 37 مليار جنيه للسوق المحلي والتصدير.
جاء ذلك خلال رئاسة وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي أعمال الجمعية العامة للشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، التي عُقدت بمقر الشركة لاعتماد نتائج أعمال العام المالي 2023 - 2024، ومتابعة موقف تنفيذ الحزمة الكبيرة من المشروعات الجديدة التي تنفذها الشركة القابضة لزيادة إنتاج البتروكيماويات وتعزيز الإنتاج الأخضر.
وأوضحت وزارة البترول، في بيان اليوم الأحد، أن الوزير أكد أهمية قطاع صناعة البتروكيماويات كجزءٍ حيوي من الاقتصاد المصري، لكونه قطاعًا مرتبطًا بشكل وثيق بتعميق الصناعة المحلية وتقليل الاستيراد بالعملة الصعبة، وكذلك باستخدامات الحياة اليومية للمواطنين، حيث يمثل هذا القطاع مصدرًا أساسيًا لإنتاج الخامات والمنتجات التي تدخل في مختلف الصناعات وينتج عنها مئات المنتجات التي يستخدمها المواطن في حياته اليومية.
كما أكد الوزير أهمية ما تعمل عليه الوزارة حاليًا من جهود لتحفيز الاستثمار في زيادة إنتاج الزيت الخام والغاز، بما سينعكس على تحقيق الاستفادة المثلى من الطاقات المتاحة لمصانع إنتاج البتروكيماويات كصناعة تحويلية للبترول والغاز، والكفاءة في جذب الاستثمارات الجديدة إليها، ومن ثم المساهمة في رفع مستوى العائدات الاقتصادية المتحققة منها.
وشدد الوزير، خلال الجمعية، على أولوية الالتزام بالسلامة والصحة المهنية في مختلف مواقع صناعة البتروكيماويات، والمتابعة والمراجعة المستمرة في هذا الصدد، ودعم هذه المنظومة بإجراءات متواصلة للحفاظ على سلامة العنصر البشري، كما شدّد على أهمية الجانب البيئي والالتزام بأن تكون صناعة البتروكيماويات صديقة للبيئة وأن تكون مشروعاتها لها مردود بيئي إيجابي، لافتًا إلى الاستمرار في تنفيذ حزمة من المشروعات الإنتاجية الجديدة لصناعة البتروكيماويات، والتي سيكون لها انعكاس كبير على خفض الاستيراد من العديد من المنتجات، وتحقيق مردود بيئي متميز، والتي سيتم الانتهاء منها تباعًا خلال السنوات القادمة.
وأوضح أن أولى هذه المشروعات مشروع إنتاج الألواح الخشبية من قش الأرز بمدينة إدكو، الذي دخل مرحلة التشغيل التجريبي ويستعد للتشغيل التجاري هذا العام، وكذلك مشروعات مثل وقود الطائرات المستدام، والتوسعات الإنتاجية بشركة موبكو، ومشروع استخلاص ثاني أكسيد الكربون الذي يمثل نموذجًا للمشروعات البتروكيماوية صديقة البيئة، وغيرها من المشروعات التي تعزز القيمة المضافة والبعد البيئي والإنتاج الأخضر.
كما وجه الوزير بالتوسع في برامج تعزيز كفاءة استخدام الطاقة في صناعة البتروكيماويات بما يسهم في الحفاظ على الطاقة وتحقيق الوفر، وأن يكون قطاع البترول مثالًا يُحتذى به لباقي القطاعات في هذا المجال، وأضاف أن عناصر السلامة والبيئة وكفاءة الطاقة هي عناصر رئيسية لدعم خطة القطاع لجذب الاستثمارات الجديدة في قطاع البتروكيماويات، حيث يضع الاستثمار نصب عينيه هذه العوامل، مشيرًا إلى أن جذب استثمارات جديدة سيدعم قدرتنا على الاستفادة من الطاقات الإنتاجية بمصانع البتروكيماويات بالشكل الأمثل وبما يساعد على التعجيل أيضًا بتنفيذ المشروعات الجديدة.
وأكد الوزير كذلك ضرورة الحرص على الاستثمار في العنصر البشري، ودعم الابتكار، وتبني الأفكار الجديدة، ونقل الخبرات وتطوير التكنولوجيا بما يساعد صناعة البتروكيماويات على تحقيق نقلة كبيرة في السنوات المقبلة، مشيدًا بمبادرة إشراك الشباب من برنامج القيادات الشابة والمتوسطة في الجمعيات العامة للشركات كأحد محاور العمل على نقل وتواصل الخبرات.
من جانبه، أوضح المهندس إبراهيم مكي رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، جهود تنفيذ المشروعات الجديدة وموقف تقدم الأعمال بها وأثرها الاقتصادي والبيئي، موضحًا أن 9 مشروعات حاليًا في مراحل التنفيذ المختلفة من المخطط أن تنتج ما يقرب من 6 ملايين طن، مشيرًا إلى مشروع إنتاج الألواح الخشبية متوسطة الكثافة من قش الأرز بمدينة إدكو، الذي دخل مرحلة التشغيل التجريبي ويستعد للتشغيل التجاري هذا العام لإنتاج 205 آلاف متر مكعب من الألواح الخشبية لصناعة الأثاث والأرضيات والاستفادة الاقتصادية من قش الأرز وتجنب الأضرار البيئية للتخلص منه.
كما أشار إلى مشروع إنتاج مشتقات الميثانول بدمياط لإنتاج نحو 140 ألف طن من المشتقات التي تدخل في صناعات المواد اللاصقة والخرسانة الجاهزة والأسمدة، ومشروع إنتاج الإيثانول الحيوي بدمياط من مولاس مصانع السكر، وسينتج 100 ألف طن إيثانول حيوي يستخدم في الصناعات الدوائية والأحبار، وكذلك لإضافته إلى بنزين السيارات للمساعدة في الحد من الانبعاثات الكربونية، مما يبرز أهمية المشروع البيئية، ومشروع إنتاج الصودا آش، الذي يعد مشروعًا حيويًا لتوفير منتج تستورده مصر بما لا يقل عن 250 مليون دولار سنويًا لصناعة الزجاج والورق والكيماويات والمنظفات وغيرها.
ولفت إلى مشروع مجمع السيليكون لإنتاج السيليكون المعدني بكمية 45 ألف طن كمرحلة أولى من خام الكوارتز المصري لتعظيم القيمة المضافة لهذا الخام عند تصنيعه للحصول على منتج نهائي قيمته أضعاف بيع الكوارتز خامًا، ويستخدم في صناعات الإلكترونيات وخلايا الطاقة الشمسية، ومشروع وقود الطائرات المستدام من زيت الطعام المستعمل (SAF)، ومشروع إنتاج الأمونيا الخضراء بدمياط لإنتاج 150 ألف طن أمونيا خضراء كوقود أخضر باستخدام تسهيلات شركة موبكو وبتمويل عالمي بالكامل، بالإضافة إلى مشروع شركة الإسكندرية لسلاسل الإمداد المقرر إقامته بميناء الدخيلة كمنصة بحرية حديثة لاستقبال 600 ألف طن من الإيثان كمرحلة أولى كمدخلات أساسية لتغذية مصانع البتروكيماويات، علاوة على مشروعي مجمع البتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومجمع العلمين للبتروكيماويات تحت الدراسة والتنمية.
واستعرض مكي جهود تطوير وتوسعة مصانع البتروكيماويات القائمة والمنتجة، وفي مقدمتها مجمع موبكو بدمياط، الذي شهد بنجاح تنفيذ مشروع جديد لإنتاج مادة (AdBlue) كمادة يتزايد الطلب عليها عالميًا في المركبات الثقيلة لتقليل الانبعاثات الضارة، بخلاف مشروع زيادة الطاقة الإنتاجية من اليوريا الجاري العمل عليه، ووحدة لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون (CO2 Capture).
كما استعرض جهود تطوير مصانع شركة البتروكيماويات المصرية بالإسكندرية وتحديث مصنع الكلور بداخلها بهدف الوصول إلى الطاقة الإنتاجية من مادة البولي فينيل كلوريد، وكذلك التوسعات الإنتاجية بمصنع إيلاب لإنتاج الألكيل بنزين، المادة الأساسية في صناعة المنظفات، والتي تم تنفيذ مشروع ناجح لزيادة إنتاجها، ويجري العمل على مشروع طموح آخر لزيادة الطاقة الإنتاجية بنسبة 25% وزيادة السعة التخزينية كذلك.
وأشار رئيس الشركة إلى تحقيق 27 مليون ساعة عمل خلال العام، والحرص على تحقيق أعلى درجات الالتزام بالسلامة والصحة المهنية والحفاظ على سلامة العاملين، كما استعرض ما تم تنفيذه في مجال دعم كفاءة استخدام الطاقة.