الجمعة 27 سبتمبر 2024

تصاعد الهجمات بين حزب الله وإسرائيل.. هل يُجر إلى حرب شاملة؟

حزب الله يهاجم حيفا

تحقيقات22-9-2024 | 16:15

محمود غانم

تصاعدت الهجمات الإسرائيلية على لبنان عقب تفجير أجهزة الإتصالات اللاسلكية بأيدي من يحملونها، حتى بات البلد لايستقيظ من فاجعة إلا على فاجعة أكبر، مما يثير المخاوف من جر المنطقة إلى صراع أوسع عبر ذلك التصعيد.

وفي رد أولى على تفجير أجهزة الإتصالات اللاسلكية، وما تلاه من اغتيال القيادي العسكري البارز في "حزب الله" إبراهيم عقيل، وقادة آخرين، أعلن حزب الله عن قصف مجمعًا إسرائيليًا للصناعات العسكرية في شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ.

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن بلاده وجهت خلال الأيام الماضية، ضربات لحزب الله لم يكن يتخيلها، متوعدًا بمزيد منها "في حال لم يفهم الرسالة".

وأضاف نتنياهو: "ليست هناك دولة يمكنها تحمل إطلاق الصواريخ على مدنها ومواطنيها وكذلك إسرائيل لا يمكنها تحمل ذلك، سنفعل كل ما يلزم لإعادة الأمن".

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، إن حزب الله اللبناني بدأ يستشعر قدرات الجيش الإسرائيلي، مؤكدًا على استمرار الهجمات على الحزب حتى إعادة سكان الشمال إلى منازلهم.

وأسفرت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان عن مقتل 37 شخصًا، فضلًا عن إصابة مايزيد عن 3000 آلاف شخص، جراء تفجير أجهزة الإتصالات في أيدي من يحملونها، هذا بالإضافة إلى غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أسفر عن مقتل 45 شخصًا من ضمنهم القيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل، بجوار 68 مصابًا، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

ولم تتبنى إسرئيل تفجير أجهزة الإتصالات رسميًا، لكن العديد من المصادر أكدت أنها تقف وراء تلك الهجمات، بما في ذلك الصحافة العبرية، التي أكدت أن ذلك جاء في إطار سلسلة من المشاورات الأمنية التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع عدد من كبار الوزراء ورؤساء المؤسسة الأمنية وأجهزة المخابرات، هذا بالإضافة إلى أن مراقبين أكدوا أن لغة الجسد لرئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريح مقتضب عقب الحادثة بخصوص عودة سكان الشمال توحي بأن بلاده ضالعة في تفجيرات لبنان، في حين أنها تبنت اغتيال "عقيل".

سيناريو الحرب الشاملة

في هذه الأثناء، أفاد موقع "بوليتيكو" الأمريكي عن مسؤولين أميركيين، توقعهم  تصاعد المعارك بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين الجانبين.

وبحسب المصادر، فإن التوترات بين الجانبين بلغت أعلى مستوياتها في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المتتالية، مشيرة إلى أن تقديرات واشنطن ترى أنه من الصعب خفض التصعيد بين إسرائيل وحزب الله قريبًا.

وتجري واشنطن محادثات مع إسرائيل من جهة، وحلفائها من جهة أخرى في محاولة لمنع المواجهة المباشرة بين الجانبين، بينما أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة أنها عازمة على الضغط على حزب الله من خلال عمل عسكري يحمله على ما تسميها الموافقة على حل من شأنه إعادة الإسرائيليين في الشمال إلى منازلهم، طبقًا للمصادر التي تحدثت لـ" بوليتيكو".

واعتبرت المصادر الضربات الجارية انتكاسة لجهود واشنطن ومساعيها لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، رغم تقليل بعضهم من أن تؤدي تلك الهجمات إلى مواجهة فورية، غير أن الوضع الحالي مقلق ويزيد تفاقم التوترات.

لماذا نساعد إسرائيل؟

وفي هذا الإطار، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسؤول أمريكي، إن مسؤولين في البيت الأبيض أعربوا عن إحباطهم بسبب تصرفات إسرائيل في لبنان، والتي تزامنت مع جهود مضنية دامت شهورًا في سبيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وتتساءل أصواتًا في إدارة الرئيس جو بايدن:"لماذا نساعد إسرائيل إذا كانت هي من جلبت هذا الوضع لنفسها؟"، وفق المسؤول، الذي أشار إلى أن مسؤولين في البيت الأبيض يعتقدون أن إستراتيجية إسرائيل الأوسع في لبنان غير واضحة.

ومنذ الثامن من أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية من جهه، وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى قصفًا شبه يوميًا على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، تزايدت حدتها بشكل غير مسبوق خلال الأيام المنقضية، ما سببب في نزوح عشرات آلاف الأشخاص على كل من جانبي "الخط الأزرق" الفاصل بين البلدين.

وتقول الفصائل إنه مستمر في مؤوازة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي الذي شارف عامه الثاني، مخلفًا عشرات آلاف الشهداء والجرحى، فضلًا عن دمار واسع في البنى التحتية.

ويعد حزب الله اللبناني أبرز تلك الفصائل حيث درج على قصف البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بأسراب من المسيرات والصواريخ، ما خلق حالة من الذعر في بلدات الشمال الإسرائيلي.