ذكرت دراسة حديثة إلى أن الإسكندنافيين القدماء بين عامي 3500 و2300 قبل الميلاد الذين شكلوا ثقافة الفخار المحفور وربما استخدموا جلود الحيوانات لبناء القوارب لصيد الأسماك والصيد بشكل عام والتجارة.
ثقافة الفخار المحفور
عرفت هذه الجماعة باسم ثقافة الفخار المحفور واشتهرت هذه المجموعة بأوانيها الفخارية المزخرفة بخطوط أفقية محفورة على الطين قبل حرقه.
وكما كانت معروفة بمهارتها في الصيد البحري، خاصة صيد الفقمة، ويعتقد علماء الآثار أن أفراد هذه المجموعة استخدموا جلود الفقمة لبناء القوارب، بالإضافة إلى زيت الفقمة لصيانتها.
استخدام الزيتوت لمقاومة المياة: من ثقافة الاسكندنافيين القدماء
أوضح أحد الباحثين وهو ميكائيل فوفيل من جامعة لوند بالسويد، أن ثقافة الفخار المحفور اصطادت كميات كبيرة من الفقمة، وكان زيتها مستخدمًا لجعل القوارب مقاومة للماء، كما هو الحال لدى شعوب الإنويت.
شعوب الأنويت
وبالنسبة إلى شعوب الإنويت هم مجموعة من الشعوب الأصلية التي تعيش في المناطق القطبية الشمالية، وتشمل مناطق في كندا، وجرينلاند، وألاسكا.
ويُعرفون أيضًا باسم الإسكيمو، ولكن هذا المصطلح يُعتبر الآن غير مفضل عند الكثير منهم، ويعتمد الإنويت على الصيد البحري بشكل رئيسي، حيث يصطادون الحيوانات البحرية مثل الفقمة والحيتان والأسماك.
وأضف إلى ذلك أنهم ماهرين في بناء القوارب المصنوعة من جلود الحيوانات، خاصة قوارب الكاياك والأمياء، وهي قوارب خفيفة الوزن ومناسبة للتنقل في المياه الجليدية. يتميزون بثقافة غنية وفن وتقنيات بقاء متميزة في بيئة قاسية للغاية.
أضاف فوفيل أن التحليلات أظهرت آثارًا لبقايا زيت الفقمة داخل الأواني الفخارية لشعوب الإسكندنافية، وعلى الجانب الأخر، كانت القوارب جزءًا أساسيًا لحياة هذه الشعوب، حيث اعتمدوا على صيد الأسماك في محيطهم البحري الذي يشمل بحر البلطيق وبحر الشمال.
يُرجح أن القوارب المصنوعة من جلود الفقمة كانت أكثر كفاءة من القوارب البدائية المصنوعة من جذوع الأشجار، مما سمح لهم بالسفر لمسافات طويلة والتنقل عبر المياه.
سعة القوارب
تشير الدراسة إلى أن القوارب الجلدية ربما كانت كبيرة بما يكفي لنقل مجموعات تصل إلى 12 شخصًا، بالإضافة إلى الحيوانات، ورغم قلة الأدلة المادية المكتشفة حول تلك القوارب، فإن الباحثين وجدوا بعض الشظايا الصغيرة التي قد تعود لهذه الفترة، بالإضافة إلى فن الصخور الذي يظهر أشخاصًا يستخدمون قوارب مزودة بمساند تشبه رؤوس الحيوانات، مما يعزز فكرة استخدام القوارب الجلدية المتقدمة في التنقل بين الجزر.