أكد اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية، على أن التطورات الحاصلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، كانت متوقعة، منذ فترة طويلة، ومؤخرًا أعلنت إسرائيل بشكل واضح أن تلك الجبهة هي التي ستشهد تصعيد.
وأوضح "الحلبي" في حديثه لـ"دارالهلال"، أنه على الرغم من أن هناك مناوشات دائرة بين الجانبين، منذ الثامن من أكتوبر الماضي، إلا أنها شهدت تصعيدًا ملحوظًا مؤخرًا بدأ بشكل هجمات سيبرانية على جنوبي لبنان أدت إلى تفجير أجهزة الإتصالات اللاسلكية.
وأضاف:"تفجير أجهزة الإتصال أدى إلى إصابة عدد من المدنيين، إلا أنها في الأخير أدت إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر حزب الله، وهي ضربة كانت موجعة، تبعها ضربات جوية وقصفات صاروخية من إسرائيل، وهو ما رد عليها حزب الله من جهته بقصف صاروخي أيضًا".
وفي تقدير الخبير العسكري والإستراتيجي، أن هذا التصعيد سيستمر؛ وذلك نظرًا لأن هدف إسرائيل تدمير إمكانيات حزب الله، وتقليصها إلى أقل قدر ممكن، بما يحقق عودة مستوطني الشمال إلى منازلهم.
وفي المقابل، شعر حزب الله بأنه تلقى ضربة قاصمة، بعد استهداف قيادته المتكرر، فهذا يدفعه لرغبة في الثأر والرد؛ لأن استهدافه في منطقة جنوبي لبنان التي تعتبر البيئة الحاضنه له، يعتبر هزة كبيرة لصورته، حسبما يذكر "الحلبي"، الذي يعتقد أن هذا التصعيد سوف يستمر مستقبلًا.
هل نشاهد توغلًا بريًا؟
وفي رأي الحلبي، أن نشوب حرب برية بين كلا الجانبين مستبعد حتى الآن؛ لأن التوغل الإسرائيلي البري في جنوب لبنان، له كُلفة عالية عليها من ناحية الخسائر، كذلك من غير المتوقع أن يقدم حزب الله على مثل تلك الخطوة في الشمال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن التصعيد بين الجانبين قد يأتي في شكل قصفات صاروخية، وضربات مدفعية، واستخدام طائرات بدون طيار، فضلًا عن استخدام قوات جوية واستمرار الاغتيالات من جانب إسرائيل، موضحًا أنها نجحت بالفعل في تنفيذ عمليات اللغتيال.
ومنذ الثامن من أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية من جهه، وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى قصفًا شبه يوميًا على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، تزايدت حدتها بشكل غير مسبوق خلال الأيام المنقضية، ما سبب في نزوح عشرات آلاف الأشخاص على كل من جانبي "الخط الأزرق" الفاصل بين البلدين.
وتقول الفصائل إنه مستمر في مؤآزة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي الذي شارف عامه الثاني، مخلفًا عشرات آلاف الشهداء والجرحى، فضلًا عن دمار واسع في البنى التحتية.
ويعد حزب الله اللبناني أبرز تلك الفصائل حيث درج على قصف البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بأسراب من المسيرات والصواريخ، ما خلق حالة من الذعر في بلدات الشمال الإسرائيلي.