الجمعة 27 سبتمبر 2024

فريق دولي يرسم خريطة لقاع بحر بيكيني.. إرث التجارب النووية يظهر مجددا

خريطة كاملة للمناظر الطبيعية لبحيرة بيكيني حول منطقة رسو الأسطول التجريبي

ثقافة23-9-2024 | 00:48

إسلام علي

أكمل فريق دولي من الباحثين مؤخرًا رسم أول خرائط شاملة لقاع البحر في جزيرة بيكيني أتول بجزر المارشال في المحيط الهادئ ، الموقع المعروف بعمليات الاختبارات النووية كروس رودز في عام 1946.

 تقدم النتائج التي نُشرت في مجلة علم الآثار البحرية، رؤية غير مسبوقة لموقع المعركة النووية الوحيدة المحاكية تحت الماء على الأرض، وتكشف هذه الدراسة عن بقايا 12 سفينة غرقت خلال الاختبارات، بالإضافة إلى التأثيرات الدائمة للانفجارات الذرية على قاع البحر.

تقنية السونار لرسم الخرائط
قاد الدراسة مايكل إل. برينان وجيمس بي. ديلجادو من شركة  SEARCH Incبمشاركة آرثر سي، تريمبانيس وفريقه من جامعة ديلاوير، استخدم الفريق تقنية السونار الجانبي والمركبات المستقلة تحت الماء لإنشاء خريطة مفصلة لقاع بحيرة بيكيني.

أفادت الدراسة أنه، ولأول مرة منذ أكثر من 75 عامًا، تم تصور المشهد تحت الماء الناتج عن الانفجارات النووية، مما يوفر رؤى جديدة حول مدى وطبيعة الضرر الناتج عن التفجيرات.

مشهد قمري تحت الماء
وصف الدكتور برينان الاكتشاف بأنه "مشهد قمري مغمور بالمياه"، حيث لا تزال الندوب الناتجة عن قنبلتي آبل وبيكر مرئية، مشكّلة حفرًا وأنماطًا من الرواسب تحكي قصة تلك اللحظات الكارثية. 
تمكن الفريق من تحديد حفرة رئيسية يبلغ قطرها حوالي 800 متر ناتجة عن انفجار قنبلة بيكر، بالإضافة إلى العديد من الحفر الأصغر وأنماط الحطام الممتدة عبر عدة كيلومترات مربعة.

إرث التاريخ والبيئة
أكد الباحثون أن هذه الدراسة تتجاوز مجرد رسم خرائط الحطام، مشيرين إلى أن "فقاع البحر نفسه هو شهادة على العصر النووي، وقد يمثل فجر عصر الأنثروبوسين، العصر الجيولوجي الذي تحدده التأثيرات البشرية". 
من بين أبرز الاكتشافات بقايا سفن شهيرة مثل حاملة الطائرات يو إس إس ساراتوجا والبارجة اليابانية ناغاتو، مما يسلط الضوء على تأثير الانفجارات النووية تحت الماء على الهياكل البحرية.

الأهمية الثقافية والبيئية
تشير الدراسة إلى أن تأثيرات عملية كروس رودز تمتد إلى ما هو أبعد من مياه وسط المحيط الهادئ، حيث غرق المزيد من السفن المشعة في أماكن بعيدة مثل هاواي والساحل الغربي للولايات المتحدة، يعتبر هذا المشهد الأثري شهادة مادية على النطاق العالمي لسباق التسلح النووي وعواقبه البيئية المستمرة.
الأسئلة حول الإرث البيئي
وبالرغم من انخفاض مستويات الإشعاع في الجزيرة، يحذر الباحثون من أن التأثير البيئي الطويل الأمد لهذه التجارب لا يزال موضوعًا مهمًا للبحث. 
وقد أصبح المشروع ممكنًا بفضل تعاون فريد بين الأكاديميين وصناعة الأفلام الوثائقية وخبراء التكنولوجيا تحت الماء، مما يسمح بإعادة فحص الأحداث التاريخية بمستوى غير مسبوق من التفاصيل.

الحفاظ على المواقع التاريخية
تثير الدراسة أيضًا تساؤلات حول كيفية إدارة مواقع التراث الثقافي تحت الماء. مع تزايد الاهتمام بالسياحة الغوصية في بيكيني، يؤكد الباحثون على ضرورة تحقيق التوازن بين الوصول العام والحفاظ على هذه المواقع التاريخية الفريدة.
 تشكل هذه الحطام والمناظر الطبيعية المحيطة تحت الماء مقبرة حرب ومختبرًا علميًا ونصبًا تذكاريًا قويًا في آن واحد، مما يتطلب نهجًا دقيقًا ومتعدد الأوجه لإدارتها، وذلك طبقا لما نقله موقع . labrujulaverde