السبت 19 اكتوبر 2024

الجارديان: التصعيد الإسرائيلي في لبنان يثير مخاوف من اندلاع صراع شامل

قصف إسرائيلي

عرب وعالم23-9-2024 | 21:01

دار الهلال

رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الإثنين أن التصعيد الإسرائيلي في لبنان والغارات المستمرة على حزب الله، يثير المخاوف من اندلاع صراع شامل كان يتجنبه الطرفان منذ فترة طويلة.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير إخباري- أنه منذ بداية حرب إسرائيل على قطاع غزة أكتوبر الماضي، تمكن الجيش الإسرائيلي وحزب الله في تجنب حرب شاملة، والانخراط بدلاً من ذلك في صراع استنزاف محدود.

وأضافت الصحيفة أنه مع ذلك، أثار تصعيد الضربات الإسرائيلية والضربات المضادة من قبل حزب الله مخاوف من اندلاع صراع شامل خاصة بعدما أعلن وزير الصحة اللبناني أن 274 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 1024 آخرون، بعد موجة من الغارات الجوية الإسرائيلية على ما قيل إنها أهداف لحزب الله، والتي خلفت أعلى حصيلة يومية للقتلى في الصراع منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وقالت الوزارة إن أطفالا ونساء ومسعفين كانوا من بين الضحايا في الضربات على البلدات والقرى الجنوبية، بينما فر الآلاف شمالا على طول الطريق الرئيسي نحو العاصمة بيروت، في أشد وابل من الغارات الإسرائيلية منذ ما يقرب من عام من الاشتباكات عبر الحدود.

ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن الجيش يغير "التوازن الأمني" على طول حدوده الشمالية، موضحا في اجتماع أمني اليوم: "سنغير التوازن الأمني ​​وتوازن القوى في الشمال - وهذا بالضبط ما نفعله".

وقالت إسرائيل إنها ضربت 300 هدف لحزب الله في أكبر ضربة تشنها ضد الجماعة اللبنانية منذ بدء حرب غزة في أكتوبر الماضي، عندما بدأ حزب الله في شن هجمات في إسرائيل دعما لحماس كما نفذت غارات جوية في وادي البقاع.

كما طلبت هيئة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) من موظفيها المدنيين الانتقال من جنوب لبنان إلى الشمال، كـ"إجراء احترازي" مع تصاعد القتال في جنوب لبنان اليوم الاثنين بينما ستبقى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والموظفين الأساسيين في الجنوب.

وفي وقت سابق من اليوم، حذرت القوات الإسرائيلية اللبنانيين في العاصمة بيروت ومناطق أخرى من إخلاء مساكنهم والابتعاد عن أي مبان تحتوي على أسلحة لحزب الله، وفقا للصحيفة.

وتابعت الصحيفة أن الطرق المؤدية إلى خارج جنوب لبنان مزدحمة بالمرور حيث فر الناس من القصف المتواصل بينما أصبحت المناطق التي كانت بمثابة مناطق آمنة للنازحين منذ العام الماضي فجأة في مرمى نيران الجيش الإسرائيلي.

ونقلت الصحيفة عن بلال كشمر، منسق في مركز للنازحين في مدينة صور الجنوبية: "وصلتنا الغارات الجوية، على مشارف صور. كانت هناك ضربة على بعد 100 متر فقط خلف مركز النزوح ". وعرض مقطع فيديو لعمود من الدخان يتصاعد عبر الشارع من الملجأ الذي يضم مئات العائلات.

وقال حسن دبوق، رئيس اتحاد بلديات صور "الغارات الجوية لا تتوقف، غارة تلو الأخرى. الناس خائفون" بينما انتشرت مقاطع فيديو لمبان منهارة وقنابل تسقط من السماء والانفجارات الناتجة عنها ترتجف أيدي المصورين على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن جانبها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تصاعد العنف حيث قالت رافينا شمداساني، المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة :"قلقون للغاية بشأن التصعيد في لبنان. ويبدو أن أفعال وخطابات أطراف الصراع تأخذه إلى مستوى آخر".

وأصدرت اليونيفيل بيانًا بعد ظهر يوم الاثنين أعربت فيه عن "القلق الشديد بشأن سلامة المدنيين في جنوب لبنان وسط حملة القصف الإسرائيلية الأكثر كثافة منذ أكتوبر الماضي" وحثت على خفض التصعيد.

وأضاف البيان: "أي تصعيد إضافي لهذا الوضع الخطير يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى ومدمرة، ليس فقط لأولئك الذين يعيشون على جانبي الخط الأزرق، بل وأيضًا للمنطقة الأوسع".