العيش في بيت الطالبات ليس بالأمر السهل؛ فهناك عدد ليس بقليل من المغتربات لا يتأقلمن بسهولة مع زملائهن، نظرًا لاختلاف الثقافة والتنشئة الاجتماعية، الأمر الذي جعلنا نتساءل عن أهم المشاكل والمعوقات التي تواجه الفتاة داخل السكن الجامعي، والطرق المثلى لمواجهة تلك التحديات.
ومن جهتها أوضحت الدكتورة سوسن فايد- أستاذة علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث، أن كثير من الفتيات يواجهن صعوبات ومشاكل عند الانتقال للعيش في السكن الجامعي؛ والتي من أبرزها ما يلي:
- صعوبة التكيف مع بيئة السكن والعثور على توافق مع زميلات الغرفة.
- البعد عن الأهل والأصدقاء مما يولد شعورًا بالوحدة والعزلة، خاصة في الأيام الأولى.
- عدم توفر بيئة دراسية مناسبة في بعض الأحيان، ما يؤثر سلبًا على أدائهن الأكاديمي.
- صعوبة في تكوين صداقات جديدة والتأقلم مع بيئة اجتماعية مختلفة.
وأضافت أستاذة علم النفس الاجتماعي، أن الأمر يتطلب توفير دعم نفسي واجتماعي، لتقديم المشورة اللازمة وتوجيههن نحو الحلول المناسبة، وكذلك اتباع تلك النصائح التي تمكن كل فتاة جامعية، من تكوين صداقات قوية وتتأقلم مع بيئتها الجديدة، وهي كالتالي:-
- أن تكوني مبادرة؛ لذا لا تنتظري حتى يأتي الآخرون إليك، قدمِ نفسك لزملائك في الغرفة أو الطابق، واسأليهم عن أنفسهم وعن دراستهم؛ وعندما يتحدثون استمعي لهم باهتمام وشاركهم في الحديث.
- انضمي إلى الأنشطة الجامعية؛ سواء كانت رياضية أو فنية أو ثقافية، فهي فرصة رائعة للقاء أشخاص جدد وتكوين صداقات.
- استغلي الأوقات المشتركة؛ وهي أوقات الطهي أو الدراسة أو الاسترخاء لتبادل الأحاديث والتعرف على بعضكم البعض بشكل أفضل.
- لا تحاولين أن تكوني شخصية لستِ عليها، فكوني صادقة وطبيعية في تعاملك مع الآخرين.
- حتى لو كنت مشغولًا بالدراسة، حاولي الاتصال بزملائك بانتظام، سواء كان ذلك عبر الهاتف أو الرسائل النصية أو وسائل التواصل الاجتماعي.
- حاولي قضاء بعض الوقت معًا خارج نطاق السكن الجامعي، مثل الذهاب إلى المقاهي أو المتنزهات.
- في حالة وجود أي مشكلة بين أصدقائك بالسكن، يمكنك في البداية محاولة حل المشكلة بطريقة ودية من خلال الحوار والمصارحة؛ إذا لم تنجح هذه المحاولة، يمكنك اللجوء إلى الأخصائي الاجتماعي أو النفسي للمساعدة في حل المشكلة.
واختتمت حديثها مؤكدة على أهمية وجود موظفات في سكن الطالبات، لديهن القدرة على اكتشاف المشكلات النفسية لدى الطالبات في مراحلها المبكرة، والعمل على حلها بشكل فعال، مما يمنع تفاقمها وتأثيرها السلبي على أدائهن الأكاديمي وحياتهن الاجتماعية؛ ولتعزيز التماسك الاجتماعي بين الطالبات، يجب على إدارة السكن وضع حدود واضحة لضمان احترام الجميع للآخرين، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تجميع الفتيات من نفس المنطقة الجغرافية أو ذات الخلفيات الثقافية المتشابهة، مما يخلق بيئة أكثر انسجامًا وتفاهمًا.