حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية من أن نشوب حرب شاملة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل سوف يفتح أبواب الجحيم على المنطقة بأسرها وسيتسبب في عواقب وخيمة خاصة على المدنيين على نحو واسع النطاق.
وأوضحت الصحيفة في مقال افتتاحي أن الغزو البري الذي تعتزم إسرائيل القيام به في لبنان يشكل كارثة بجميع المقاييس يجب العمل على منعها خاصة بعد الهجمات المكثفة التي شنتها مؤخرا ضد مواقع حزب الله في لبنان.
وأشارت إلي أن ما يثير الكثير من المخاوف هو الموقف الإسرائيلي الرافض للمبادرة التي أطلقتها الولايات المتحدة وفرنسا مؤخراً لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل وتعبئة إسرائيل للمزيد من القوات على الحدود مع لبنان وإعلانها التأهب لعملية عسكرية برية داخل الأراضي اللبنانية.
ولفتت إلى أنه إذا كانت إسرائيل تعتقد أن العملية العسكرية البرية في لبنان سوف تضمن لها الأمان في المنطقة الحدودية بين شمال إسرائيل وجنوب لبنان، فإن ذلك الغزو سوف يتسبب كذلك في مقتل العديد من الإسرائيليين إلى جانب نزوح آخرين بسبب الحرب.
وأعادت صحيفة "الجارديان" إلى الأذهان الثمن الذي دفعه الجنود الإسرائيليون عام 2000 جراء احتلال إسرائيل لأجزاء من لبنان لفترة طويلة على الرغم أن الثمن الذي دفعته لبنان كان فادحاً، لافتة إلى أن الحرب بين الطرفين عام 2006 تسببت في مقتل 165 إسرائيليا وأكثر من 1,000 لبناني ونزوح ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي ومليون لبناني.
وأوضحت أن حزب الله أعلن أنه لن يتراجع عن موقفه قبل التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أن استمرار الصراع بين حزب الله وإسرائيل يحمل بين طياته دماراً شاملاً للبنان الذي يعاني بالفعل من انهيار على جميع المستويات.
ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش التي قال فيها إن الوضع القائم بين حزب الله وإسرائيل "يفتح أبواب جهنم على مصراعيها".
وفي الختام.. طرحت "الجارديان" تساؤلاً مفاده أن تجربة إسرائيل مع الغزو البري في لبنان، تشير إلى أن الجانب الإسرائيلي كان دوما يتحمل ثمناً باهظاً، فلم المغامرة بعملية برية أخرى في الوقت الحالي؟