الأحد 29 سبتمبر 2024

دعم منذ اللحظة الأولى.. مصر السند والشقيق للبنان

الرئيس السيسي إلى جانب ميقاتي- أرشيفية

تحقيقات29-9-2024 | 00:16

محمود غانم

مع التطورات اللافتة التي تشهدها الأراضي اللبنانية، أكدت مصر على تضامنها الكامل مع البلد الشقيق، ورفضها المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته ووحدة أراضيه، في ظل حديث متزايد في الأوساط العبرية يؤشر وبقوة إلى إمكانية التوغل في الأراضي اللبنانية.

ومع بداية التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان، في الـ17 من سبتمبر الجاري، بتفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية بأيدي من يحملونها، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتواصل السريع مع الأشقاء في لبنان بهدف الإعراب عن الدعم المصري الكامل للبنان، وتأكيد حرص مصر على أمن واستقرار البلد الشقيق وعدم انتهاك سيادته من أي طرف خارجي، وعرض تقديم أي دعم ممكن للأشقاء في لبنان خلال هذا الظرف الحرج.  

وحذرت مصر من خطورة التصعيد الإقليمي في المنطقة والانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، مؤكدة على أن التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة جنوب لبنان تعد مؤشرًا واضحًا على أن المنطقة بصدد منعطف خطير جراء تصرفات أحادية غير مسئولة ومتهورة، والتي ستؤدي إلى تبعات ستلقي بظلالها على استقرار المنطقة بأسرها. 

وشددت على الأهمية البالغة لمنع التصعيد، وهو ما يتحقق بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وسرعة التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن والأسرى والنفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية للقطاع.

 

 إدانة التصعيد

ومع تصعيد إسرائيل قصفها على الأراضي اللبنانية، الإثنين الماضي، والذي أسفر عن مقتل وإصابة المئات، أدانت مصر ذلك التصعيد، معربة عن تضامنها مع لبنان، مؤكدة رفضها التام لانتهاك سيادتها.

ودعت القوى الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، والذي يهدد مصير شعوبها وأفق السلام. 

وطالبت بتسوية الأزمة بشكل سلمي ووقف التصعيد فورًا والبدء في تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 دون انتقائية، وإتاحة الفرصة أمام الحلول الدبلوماسية، خاصة وأن التصعيد العسكري سيؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة.

 

 صوت مصر في مجلس الأمن

وخلال مشاركته في جلسة مجلس الأمن، التي عقدت الأربعاء الماضي، بشأن التطورات في لبنان، أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن ما يحدث في لبنان هو عدوان مكتمل الأركان، وانتهاك صارخ لسيادة دولة هي عضو مؤسس لمنظمة الأمم المتحدة.

وأكد أن المأساة التي يعيشها لبنان، هي نتيجة للعجز المخزي لمجلس الأمن عن الاضطلاع بمسئوليته لوقف الحرب الدائرة منذ عام كامل في غزة، مذكرًا بأن مصر حذرت مرارًا من أن استمرار الحرب في غزة ينذر باتساعها إلى ساحات إقليمية أخرى، وبتهديد السلم والأمن الدوليين في كامل منطقة الشرق الأوسط. 

لكن إسرائيل ضربت بكل ذلك عرض الحائط، ومضت في غيها، فجاء تأكيد الدولة المصرية على أنها ستواصل جهودها في التواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية لاحتواء هذا التصعيد الخطير، مطالبة بوقف إطلاق نار ‏فوري وشامل ودائم بغزة ولبنان، مؤكدة على دعمها جميع المبادرات والترتيبات المقترحة التي من شأنها التوصل لتلك التهدئة الشاملة والدائمة بالمنطقة.

 

توجيه المساعدات

بدوره، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على ضرورة الوقف الفوري والشامل والدائم لإطلاق النار بكل من لبنان وغزة، منوهًا في هذا الصدد إلى أن عدم اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته لوقف الممارسات العدوانية تجاه الأراضي الفلسطينية ولبنان، يهدد بانزلاق المنطقة لحالة خطيرة من التصعيد، بما يضع الاستقرار والسلم الإقليميين والدوليين على المحك، وفقًا لتصريحات المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.

وبحسب المصدر ذاته، فإن الرئيس أكد خلال اتصالًا هاتفيًا، اليوم السبت، مع رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، أكد على دعم مصر الكامل للبنان، ووقوفها بجانبه في هذه الظروف الدقيقة، ورفضها المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته ووحدة أراضيه

ووجه الرئيس بإرسال مساعدات طبية وإغاثية طارئة للبنان بشكل فوري، تضامنًا مع شعبه الشقيق، مؤكدًا على استمرار دعم مصر للبنان على جميع الأصعدة.

ومن جانبه، ثمن رئيس الوزراء اللبناني الموقف المصري الداعم لبلاده وللدولة اللبنانية، مستعرضًا نتائج الاتصالات التي تجريها الحكومة اللبنانية لاحتواء الموقف، ومشيدًا في ذلك السياق بالدور الذي تقوم به مصر لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

مصر تقف بجانب لبنان على أكثر من صعيد

وفي هذا الإطار، أكد اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإرسال مساعدات طبية وإغاثية طارئة للبنان بشكل فوري خطوة في غاية الأهمية، مستبقًا بذلك جميع الدول العربية، في ظل الأوضاع المأسوية التي يتعايش فيها البلد الشقيق على إثر العدوان الإسرائيلي المتصاعد.

وأوضح في حديثه لـ"دار الهلال"، أن الوضع الذي تمر به لبنان، يتطلب تقديم دعم من كافة الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، وذلك في إطار دورها الريادي.

وأضاف فرج، إن مصر تقف إلى جانب الدولة اللبنانية على أكثر من صعيد، حيث تابعنا نشاطها في مجلس الأمن، وتأكيدها على أن ما يحدث هو عدوان مكتمل الأركان، على شاكلة ما قامت به مع غزة.

وشدد على أن الأوضاع الناتجة في لبنان جاءت نتيجة للأزمة في غزة، لذا تحاول مصر جاهدة تحقيق وقف إطلاق النار في القطاع، بما لا يجلب الهدوء للبنان فقط، بل كذلك يؤدي إلى توقف هجمات الحوثيين.

وحول مجريات الأوضاع في الأراضي اللبنانية، يقول الخبير الإستراتيجي، إن إسرائيل ستستمر في تصعيدها الراهن حتى إجراء الانتخابات الأمريكية، فإذا استطاعت إنزال دمار كبير في إمكانيات حزب الله لن تلجأ إلي التوغل البري، وفي حال عدم تحقيق ذلك فسيقتصر التوغل على نحو خمسة كم، لإنشاء منطقة عازلة فقط لا غير.