تشهد الكرة الأرضية، خلال الأسبوع الحالي، كسوف حلقي للشمس في مشهد يحظى بالكثير من الإهتمام من قبل عشاق الفلك والفضاء، لأنه الأخير من نوعه في عام 2024.

 كسوف الشمس

ومن المنتظر، أن يحدث هذا الكسوف، يوم الأربعاء المقبل، الـ8:51 بتوقيت مصر، ولكن ستقتصر رؤيته على جنوب تشيلي وجنوب الأرجنتين.

وبحسب خبراء الفلك، فإن القمر لن يتمكن في لحظة الكسوف من تغطية قرص الشمس بالكامل، وسيكون مخروط ظله بعيدا عن الأرض، لذلك سترى حول محيط قرص القمر حلقة نارية ساطعة، بمعنى أنه سيحدث كسوف حلقي للشمس.

وبشكل عام، يحدث كسوف الشمس عندما يمر القمر بين الشمس والأرض، بحيث تكون الشمس والقمر والأرض على استقامة واحدة، فيغطي القمر قرص الشمس مؤقتا، ويحجب أشعتها لفترة قصيرة بحيث يلقي بظلاله على جزء من الأرض.

ويوجد هناك أربعة أنواع لكسوف الشمس، تختلف بالاعتماد على موقع القمر وظله، أولها كسوف الشمس الجزئي، الذي يحدث عندما تصطف الأرض والقمر والشمس على خط مستقيم، ويبدأ القمر بالمرور من أمام الشمس حاجبا أشعتها عن الأرض، لكن ظل القمر أصغر بكثير من أن يغطي الأرض كلها. 

ولذلك ما يحدث بالنسبة لمعظم المناطق على الأرض أنها تقع في شبه ظل القمر ويسمى "Penumbra"، حيث لا يستطيع القمر أن يحجب سوى جزء من أشعة الشمس، وقد يحجب الكسوف الجزئي قرص الشمس بنسب متفاوتة، فقد يحجب ربعه أو نصفه، أو أي نسبة أقل من الكامل.

أما كسوف الشمس الكلي، فيحصل في البقعة الصغيرة من سطح الأرض التي تقع في ظل القمر الكامل ويسمى (Umbra). خلال هذا الكسوف يمر قرص القمر تماما أمام قرص الشمس، فيحجب كامل أشعة الشمس وتظلم السماء كلها كما لو كان الوقت ليلا، لكن يظهر للعيان الهالة الشمسية، وهي الغلاف الجوي الخارجي للشمس. ويدوم هذا الكسوف لنحو خمس دقائق، وبعدها يعود كسوفا جزئيا متناقصا حتى يكمل القمر عبوره من امام الشمس.

وبالنسبة لكسوف الشمس الحلقي الذي نحن في صدده، فهو ظاهرة مماثلة فلكيا للكسوف الكلي، ويحدث لأن مدار القمر حول الأرض بيضاوي الشكل، وليس دائريا تماما، فيحدث الكسوف الحلقي عندما يكون القمر أبعد عن الأرض من العادة، أو تكون الأرض أقرب للشمس من العادة، أو الاثنان معا، وبالتالي تبدو الشمس أكبر من حجمها المعتاد بمقدار بسيط، بينما يبدو القمر أصغر قليلا، وبالتالي عندما يعبر قرص القمر أمام الشمس لا يستطيع حجبها بالكامل، رغم أنه يقع أمامها.

أما النوع الأخير من كسوف الشمس الأخير يسمى "الهجين"، ويحدث عندما يكون القمر ضمن مساحة قريبة بما فيه الكفاية ليصل ظله إلى الأرض، وعادة ما يبدأ الكسوف الهجين ككسوف حلقي، ثم يكتمل ليصبح كليا.