الثلاثاء 1 اكتوبر 2024

استهدفها الاحتلال الإسرائيلي بالغارات والاغتيالات.. ما هي الضاحية الجنوبية لبيروت؟

الضاحية الجنوبية لبيروت

تحقيقات1-10-2024 | 12:03

أماني محمد

دوي انفجارات وغارات واغتيالات، شهدتها الضاحية الجنوبية لبيروت خلال الأسبوعين الماضيين، بدءا من حوادث انفجار أجهزة بيجر والأجهزة اللاسلكية التي نفذتها إسرائيل لاستهداف حزب الله وأعضائه، حتى الغارات الجوية واغتيال قادة حزب الله وعلى رأسهم حسن نصر الله الأمين العام للحزب وعلي كركي، ومن قبلهما فؤاد شكر كبير المستشارين العسكريين للأمين العام وغيره من القادة.

تاريخ الضاحية الجنوبية حافل بالأحداث السياسية، وكان عام 2006 محوريا في تاريخها عندما كانت معقلا للتصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان حينها، وتوصف الضاحية بأنها معقل حزب الله في لبنان، وتضم العديد من المناطق المهمة ومن أبرزها حارة حريك، التي تعد مقر القيادة المركزية لحزب الله.

وخلال الساعات الماضية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها على الضاحية الجنوبية وعدد من أنحاء لبنان، مع استمرار دوي الانفجارات، وإعلان الاحتلال الإسرائيلي قصفه مواقع تصنيع أسلحة وبنى تحتية في الضاحية تتبع حزب الله.

ما هي الضاحية الجنوبية؟

لا تعد الحرب الإسرائيلية على لبنان الآن، وبدء الاحتلال عملية اقتحام بري للبلد الشقيق وفي القلب منه الضاحية الجنوبية هو الاستهداف الأول في تاريخ الضاحية، حيث كانت على مر السنوات شاهدة على سلسلة من الاغتيالات والحروب.

وتقع الضاحية الجنوبية بين ساحل بيروت الجنوبي وبداية جبل لبنان شرق بيروت، ويقطنها ما يزيد عن 900 ألف نسمة، معظمهم من الطائفة الشيعية مع وجود المسلمين من السنة وكذلك المسيحيين، يتنوع سكانها من الجنوب والبقاع وبيروت وجبل لبنان.

وكانت الضاحية من قبل عبارة عن مزارع وبساتين، لكن مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 ازداد عدد النازحين إليها وبدأت تتغير ملامحها لتضم مبان إدارية وسكنية، وتوافد عليها اللاجئين السوريين والفلسطينيين، حيث تضم الآن مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 95 ألف نسمة، وتضم 5 أحياء هي الشياح والغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة والمريجة.

وكانت نقطة التحول البارزة في تاريخ الضاحية الجنوبية، بداية مشروع الحركة الإسلامية الشيعية في لبنان على يد موسى الصدر، حيث اتخذ بلدة الشياح مقراً له وأسس حركة أمل لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، والتي تعد المرجع لتأسيس حزب الله، وكانت المحطة الفاصلة في تاريخ الضاحية في صيف 1982 عند التصدّي لتقدّم الجيش الإسرائيلي، وانطلاق المقاومة الإسلامية وحزب الله رسميا ككيان للمقاومة وبعده حزب سياسي.

وكان يطلق على الضاحية عدة ألقاب عبر تاريخها، فكانت تعرف في البداية بـ ضاحية المحرومين، كما وصفها موسى الصدر، لكن حزب الله أسماها فيما بعد باسم ضاحية المستضعفين.

ومنذ ذلك عام1982، توطد وجود حزب الله في الضاحية لتصبح معقلاً أمنياً وسياسياً وثقافياً له، ما جعلها هدفاً مباشراً للاعتداءات الإسرائيلية ولا سيما خلال حرب مايو 2006، حيث استهدف العدوان الإسرائيلي أنحاء الضاحية ودمرها، وأعلن الاحتلال خلال هذه الحرب ما وصفه بـ"مبدأ الضاحية"، من خلال التدمير الواسع لمبانيها وبنيتها التحتية وفقا لسياسة "الأرض المحروقة".

لكن حزب الله وقف في وجه الاحتلال وقاوم ونجح في تحقيق الانتصار باستهدافه لأبنية تل أبيب مقابل الضاحية، حتى أجبر الاحتلال على وقف العدوان حينها والانسحاب بعد نحو 30 يوما من اندلاع الحرب.

الضاحية الجنوبية بعد 7 أكتوبر

ومع اندلاع عملية طوفان الأقصى، في 7 أكتوبر 2023، أعلن حزب الله دعمه للعملية ودعم المقاومة في غزة، ما جعل الاحتلال يعود لاستهداف الضاحية الجنوبية مرة أخرى، ففي فجر يوم السبت بتاريخ 28 أبريل 2024 تعرضت الضاحية الجنوبية للقصف بنحو 33 صاروخا إسرائيليا، زعم الاحتلال أنها استهدفت مخازن أسلحة تابعة لحزب الله.

وتوسعت العمليات على مدار الأشهر والأيام السابقة من خلال غارات جوية استهدفت البنى التحتية للحزب واغتيال قادته وعلى رأسهم حسن نصر الله الأمين العام للحزب، في غارة جوية على الضاحية الجنوبية، مساء الجمعة الماضي، مع أدى لاغتياله والقيادي في الحزب علي كركي وعدد من قادة الحزب.

وخلال الساعات الماضية، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية الاجتياح البري للبنان، وأنه ينفذ هجوماً مركزاً على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، زاعما أن الهجوم المركز استهدف مواقع لإنتاج أسلحة وبنى تحتية لحزب الله.