أكد أحدث تقرير للتصنيف الدولي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي للفترة من أغسطس إلى نوفمبر 2024، الصادر عن هيئة التنسيق الوطنية للأمن الغذائي في هايتي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن هايتي تمثل أسوأ حالة طوارئ للجوع في نصف الكرة الغربي، إذ وصل عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الحاد إلى نصف سكان هايتي.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، ووفقا لهذا التحليل المتكامل للأمن الغذائي، يعاني ويكافح 5.4 مليون شخص لإطعام أنفسهم وأسرهم كل يوم أمن الغذائي في هايتي ، وهو ما يمثل واحدة من أعلى نسب الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في أي أزمة في العالم.
ووفقاً للمرحلة الرابعة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، يعاني مليونا شخص في هايتي من مستويات طارئة من الجوع، أي يواجهون نقصا حادا في الغذاء وسوء التغذية الحاد ومستويات عالية من الأمراض.
وبحسب المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يواجه الآن ما لا يقل عن 6 ألف نازح داخليا يعيشون في ملاجئ مؤقتة في بورت أو برنس عاصمة هايتي - بعد فرارهم من منازلهم - مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي. ويعني ذلك أن الناس يواجهون المجاعة والموت والعوز ومستويات سوء التغذية الحاد الحرجة للغاية.
بدورها، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي "سيندي ماكين": "يجب ألا ندير ظهورنا لأسوأ حالة طوارئ للجوع في نصف الكرة الغربي، ويدعو برنامج الأغذية العالمي بإلحاح إلى تقديم دعم واسع النطاق لزيادة المساعدات المنقذة للحياة على نطاق واسع للأسر التي تعاني كل يوم من نقص حاد في الغذاء وسوء التغذية المتصاعد والأمراض القاتلة. لا يمكن أن يكون هناك أمن أو استقرار في هايتي عندما يواجه ملايين الناس المجاعة".
وأكدت "ماكين" أن الوكالات الإنسانية المعنية بالغذاء والمنظمات غير الحكومية في هايتي، تعاني من نقص يقدر بـ230 مليون دولار لتنفيذ البرامج حتى نهاية العام - في حين أن الأسر النازحة بسبب تصاعد العنف هذا العام هي في الخطوط الأمامية للجوع المتزايد. ولا تزال المنظمات الإنسانية تواجه تحديات في الوصول إلى المجتمعات التي تعيش في المناطق التي تسيطر عليها العصابات المسلحة.
من جهته، قال المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لمنظمة "الفاو" في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي "ماريو لوبيتكين": مع وجود أكثر من 75 في المائة من أكثر سكان هايتي الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في المناطق الريفية، فإن تزويد الأسر المتضررة من الأزمة - لا سيما النازحين داخليا والمجتمعات المضيفة لهم - بالدعم الزراعي الطارئ في الوقت المناسب وبصورة فعالة هو حل فعال من حيث التكلفة بالنسبة لهم لإنتاج غذائهم بسرعة.
وأشار "ماريو لوبيتكين"، إلى تصاعد الهجمات العنيفة والقتال المرتبط بالعصابات المسلحة في بورت أو برنس في أوائل عام 2024، مما أجبر عمليات الشحن والمطارات على التوقف مؤقتا. واضطر مئات الآلاف من الأشخاص إلى النزوح من منازلهم بحثا عن الأمان. وخلال الأشهر الستة الماضية تضاعف عدد النازحين داخليا تقريبا إلى أكثر من 700,000 شخص. ولجأ العديد من النازحين داخليا إلى ما يقرب من 100 موقع في جميع أنحاء العاصمة، بما في ذلك المدارس والمباني العامة.
وأكد المسؤول الأممي، أن برنامج الأغذية العالمي ساعد 1.35 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد حتى الآن في عام 2024، بما في ذلك من خلال المساعدات الطارئة والوجبات المدرسية والحماية الاجتماعية وأنشطة الصمود. وبفضل الموارد الإضافية، يقف برنامج الأغذية العالمي على أهبة الاستعداد لتوسيع نطاق المساعدات الغذائية الطارئة.
ومع ذلك، تحتاج المنظمة بشكل عاجل إلى أموال لتوسيع نطاق استجابتها للوصول إلى السكان الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي. فباستخدام البذور والأدوات، يمكن للأسرة أن تنتج خضروات مغذية في غضون أسابيع قليلة فقط، وهو ما يساوي 14 ضعف تكلفة مجموعة المدخلات الزراعية المقدمة.