كشفت أعمال التنقيب في موقع دفن يعود إلى عصر الفايكنج في الدنمارك عن 50 هيكلًا عظميًا محفوظة بشكل استثنائي بمدينة أودنسي ثالث أكبر مدن الدنمارك.

 

أتاح هذا الاكتشاف فرصة للعلماء لاستكشاف تفاصيل حياة شعب الشمال المعروف برحلاته البحرية في العصور الوسطى، وقال مايكل بوري لوندو في ذلك السياق، وهو المسؤول عن التنقيب من متحف أودنسي، أن الهياكل العظمية التي اكتُشفت بقيت في حالة جيدة بفضل ارتفاع منسوب المياه وظروف التربة المواتية التي حالت دون تحللها.

 

وأضاف لوندو: أنه من المعتاد في الحفائر السابقة العثور على بقايا الأسنان مع بعض الأغراض الجنائزية عند التنقيب في قبور الفايكنج، لكننا هنا وجدنا الهياكل العظمية محفوظة بشكل كامل.

 

وأوضح قائلاً: "أن الهياكل العظمية مذهلة للغاية، وهناك أصابع الأيدي وأصابع القدم محفوظة بالكامل، وهذا يفتح آفاقًا جديدة من الاكتشافات."

 

وأثناء أعمال التنقيب التي انطلقت قبل ستة أشهر، عُثر أيضًا على قطع أثرية نادرة، من بينها سكاكين، وخرز زجاجي، ودبابيس، تعود للفترة ما بين عامي 850 و970.

 

وتشير الهدايا الجنائزية المكتشفة إلى أن غالبية المدفونين كانوا من مجتمع صغير من المزارعين، بينما وُجدت امرأة ذات مكانة اجتماعية رفيعة مدفونة مع سكين مزخرف بالفضة وقطعة زجاج، وهو اكتشاف نادر من عصر الفايكنج.

 

وأخذ علماء الآثار عينات من التربة لتحليل حبوب اللقاح وتحديد الموسم الذي دفن فيه الأفراد وما كان يرتدونه من منسوجات، كما كشفت الأشعة السينية عن دبوس بيضاوي مزخرف، وهو قطعة مجوهرات شهيرة من ذلك العصر، محاط ببقايا خشب وآثار بشرية.

 

كما عُثر على دبوس آخر مزين بزخارف تعود لفترة زمنية معينة، وبه شظايا نسيجية معدنية نسجت، موفرةً أدلة مهمة حول أنواع الملابس التي كانت تُرتدى.

 

وفي المرحلة النهائية، أُزيلت معظم الهياكل العظمية من القبور، ووضعت في صناديق من الورق المقوى داخل المتحف لتجف قبل بدء الفحص والتنظيف التفصيلي لها، وذلك طبقا لما ذكره موقع reuters.