السبت 5 اكتوبر 2024

بالعصا والابتسامة.. كيف قاد «غاندي» ثورة صامتة؟

غاندي

ثقافة2-10-2024 | 11:48

بيمن خليل

رجل نحيل الجسد، قوي الروح، حمل على عاتقه أحلام أمة بأكملها، إنه موهانداس كرمشاند غاندي، الذي عرفه العالم باسم «المهاتما» - الروح العظيمة، والذي تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ 155، لم يكن «غاندي» محاربًا بالسيف، بل كان محاربًا بالكلمة والفعل السلمي، بعصاه البسيطة ونظارته المستديرة وابتسامته الهادئة، قاد ثورة صامتة هزت أركان الإمبراطورية البريطانية العظمى.

في الثاني من أكتوبر عام 1869، ولد موهانداس كرمشاند غاندي في بلدة بوربندر الساحلية بشبه جزيرة كاثياوار، نشأ في عائلة غوجاراتية هندوسية ذات تاريخ عريق في العمل السياسي، حيث شغل والده منصب رئيس وزراء إمارة بوربندر.

درس غاندي القانون في بريطانيا، وعاد إلى الهند عام 1890، سرعان ما أدرك أن مهنة المحاماة لا تتوافق مع قناعاته الشخصية، ليتحول إلى قائد سياسي وروحي بارز للهند خلال حركة الاستقلال.

اشتهر غاندي عالميًا باسم "المهاتما"، أي "الروح العظيمة"، لقب منحه إياه الشاعر رابندراناث طاغور، في الهند، عُرف أيضًا باسم "بابو" أي "الأب"، وتم تكريمه رسميًا كأبي الأمة، يُحتفل بيوم ميلاده كعطلة وطنية في الهند، وعالميًا كاليوم الدولي للاعنف.

كان غاندي رائدًا لفلسفة "الساتياغراها"، وهي مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني السلمي، بدأ تطبيق هذه الفلسفة خلال إقامته في جنوب إفريقيا، حيث ناضل من أجل الحقوق المدنية للمجتمع الهندي هناك.

بعد عودته إلى الهند عام 1915، قاد غاندي احتجاجات ضد الضرائب المفرطة والتمييز، تولى قيادة المؤتمر الوطني الهندي عام 1921، وقاد حملات وطنية لمكافحة الفقر، وتعزيز حقوق المرأة، وتحقيق الوئام الديني والوطني، وإنهاء نظام النبذ، وتحقيق الاعتماد الاقتصادي على الذات.

من أشهر أعماله النضالية قيادته لمسيرة الملح في داندي عام 1930، احتجاجًا على فرض بريطانيا ضريبة على الملح، امتدت المسيرة لمسافة 400 كيلومتر، وكانت خطوة هامة في طريق استقلال الهند.

عاش غاندي حياة بسيطة، ملتزمًا بمبادئ الأهيمسا (اللاعنف)، ارتدى الزي الهندي التقليدي الذي نسجه بنفسه، واتبع نظامًا غذائيًا نباتيًا بسيطًا، واستخدم الصيام كوسيلة للتنقية الذاتية والاحتجاج الاجتماعي.

رغم نجاته من عشرات محاولات الاغتيال، لقي غاندي حتفه في 30 يناير 1948 على يد ناثورام جودسي، أحد الهندوس المتطرفين، الذي أطلق عليه النار أثناء صلاته في معبد بيرلا بدلهي، وتركت حياة غاندي وفلسفته أثرًا عميقًا، ليس في الهند فحسب، بل في حركات الحقوق المدنية والحرية حول العالم.

الاكثر قراءة