الخميس 3 اكتوبر 2024

تحتوي على رسائل مشفرة.. ترميم تحفة روسية تعود إلى 1000 عام

صورة للقطعة الأثرية المكتشفة

ثقافة3-10-2024 | 11:05

إسلام علي

تستمر عمليات الترميم على سجادة بازيريك بمتحف الإرميتاج في سانت بطرسبرغ، للحفاظ عليها حيث تُعرض السجادة حاليا، إذ اكتشفت منذ ألف عام، وتهدف عمليات الترميم إلى تقوية النسيج وحماية الألوان الأصلية للسجادة، التي بقيت محفوظة بشكل جيد بفضل التجميد الطبيعي في التربة الصقيعية، وفقًا لموقع labrujulaverd.

 وجرى اكتشاف «بازيريك» في عام 1949 عن طريق عالم الآثار رودينكو، في قبر شخصية نبيلة، صُنعت من صوف الأغنام باستخدام تقنية متقنة تعود لألف عام قبل تاريخ صنعها، بفضل التربة الصقيعية، تم الحفاظ عليها بشكل جيد، مما سمح بملاحظة تفاصيل ألوانها الحمراء والذهبية وزخارفها المعقدة.

رغم أن هوية صانعي السجادة غير واضحة، إلا أن هناك آراء ترجح أن الحرفيين كانوا إيرانيين من الفرس أو الميديين أو البارثيين، تشير الأدلة إلى أن السجادة صُنعت في منطقة ما بين أرمينيا وتركستان، حيث كانت هناك تقاليد عريقة في صناعة السجاد باستخدام تقنيات مشابهة.

وحتى هذه اللحظة، تبقى السجادة موضع اهتمام واسع بسبب تصميمها المعقد، وبعض الباحثين يقترحون أنها قد تحتوي على رسائل مشفرة.

ويذكر أن مراحل ما قبل التاريخ شهدت استخدام جلود الحيوانات لتغطية أرضيات الكهوف والمساكن في سعيه لخلق بيئة أكثر دفئًا، وكانت هذه الممارسة الأساس لصناعة السجاد لاحقًا باستخدام تقنيات أكثر تطورًا، والسجلات الأثرية أشارت إلى أن أقدم سجادة معروفة في التاريخ الإنساني مكتشفة ترجع  إلى أكثر من 2000 عام.

وحتى الآن، من الصعب التأكد ما إذا كانت هناك أمثلة أقدم، لكن أقدم قطعة محفوظة تم اكتشافها في سيبيريا عام 1947، حيث ظلت مجمدة بفضل درجات الحرارة المنخفضة، ما ساعد على الحفاظ عليها لأكثر من ألفي عام، تُعرف هذه القطعة باسم "سجادة بازيريك" نسبة إلى وادي بازيريك في روسيا حيث عُثر عليها ضمن مجموعة من المدافن القديمة.

أولى الحفريات التاريخية في المنطقة

وشهدت المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود الروسية مع الصين ومنغوليا وكازاخستان، عمليات تنقيب بدأت في عام 1929 على يد عالم الآثار ميخائيل جريزنوف، واستمرت لاحقًا بواسطة مساعده سيرجي إيفانوفيتش رودينكو، الذي اكتشف مقبرة كاملة غنية بالتحف الأثرية.

تعرضت معظم المقابر تعرضت للنهب، إلا أن اللصوص ركزوا على المعادن الثمينة، تاركين وراءهم أشياء قيّمة مثل الأثاث والعربات والهياكل العظمية للخيول، بالإضافة إلى المنسوجات وبقايا بشرية، ومن خلال تحليل جماجم هذه البقايا أظهر أنها تنتمي إلى فصيلة القوقاز، بينما بعض الأفراد أظهروا ملامح منغولية.

ومن بين الاكتشافات المهمة، كانت مومياء لرجل موشوم وأخرى لعذراء جليدية عُثر عليها في عام 1993 بواسطة عالمة الآثار ناتاليا بولوسماك، ومن جانبها، دفنت هذه العذراء في تابوت خشبي محاط بممتلكات جنائزية فاخرة، وكان الحفاظ عليها ممتازًا بفضل التربة الصقيعية.

يرجع تاريخ هذه المدافن إلى القرن الخامس قبل الميلاد وتعود إلى ثقافة بازيريك، المرتبطة بالسكيثيين الذين اشتهروا بممارسات دفن مشابهة وأيقونات فنية مميزة، هذه الثقافة كانت تعتمد على الرعي، إلا أنها حافظت على علاقات تجارية مع مناطق بعيدة مثل الهند وبلاد فارس والصين.