السبت 5 اكتوبر 2024

"الفاو": استمرار التعاون مع «الطاقة الذرية» لمواجهة التحديات الزراعية المتغيرة

الوكالة الدولية للطاقة الذرية

عرب وعالم3-10-2024 | 10:12

دار الهلال

أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" والوكالة الدولية للطاقة الذرية، استمرار تعاونهما في تعزيز الابتكار والتعاون العالمي لمواجهة التحديات الزراعية المتغيرة، من خلال الأبحاث وتطوير القدرات والشراكات القوية، بالإضافة إلى تقديم حلول مبتكرة لضمان حصول سكان العالم على غذاء آمن ومغذٍ، مع تقليل الآثار البيئية للزراعة ومعالجة تحديات تغير المناخ.

جاء ذلك في إطار احتفال المنظمتين هذا الشهر بذكرى مرور 60 عاما على الإنجاز الكبير لتأسيس مركز الفاو/الوكالة الدولية للطاقة الذرية المشترك للتقنيات النووية في الأغدية والزراعة.

فمنذ إنشائه في عام 1964، كانت هذه الشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية مصدرًا رئيسيًا للتقدم في استخدام العلوم النووية لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة الإنتاجية الزراعية والاستدامة البيئية.

وعلى مدى العقود الستة الماضية، ساهم المركز في دعم البلدان لمواجهة تحديات عالمية كبرى من خلال تسخير التقنيات النووية، وشملت هذه التحديات زيادة إنتاج المحاصيل، حماية الثروة الحيوانية، مكافحة الآفات، تحسين إدارة التربة والمياه، وضمان سلامة الأغذية وأصالتها.

وكانت مختبرات التكنولوجيا الحيوية التابعة لمركز الفاو الوكالة الدولية للطاقة الذرية ركيزة أساسية في عمل المركز منذ إنشائه، وهذه المختبرات المتطورة تعتبر العمود الفقري لعمليات المركز، حيث تركز على تطوير حلول تكنولوجية لمواجهة التحديات الزراعية والبيئية، ولا تزال هذه المختبرات حتى الآن في طليعة البحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار، مما يساهم في تقديم الأبحاث وتطوير القدرات ونقل التكنولوجيا إلى البلدان حول العالم.

وشلمت مساهمات مركز التقنيات النووية في الأغذية والزراعة خمس مجالات رئيسية وتشمل مكافحة الآفات الحشرية، وتحسين الوراثة النباتية وإدارة التربة والمياه وتغذية المحاصيل والإنتاج الحيواني وصحة الحيوانات، بالإضافة إلى سلامة الأغذية ومكافحة الغش.

ولعب المركز دورًا مهمًا في تطوير وتطبيق تقنية الحشرة العقيمة (SIT) وغيرها من التقنيات المعتمدة على الإشعاع لإدارة الآفات، وتسمح هذه التقنية بالتحكم في الآفات الحشرية دون الاعتماد على المبيدات الكيميائية، حيث يتم تعقيم ذكور الحشرات المستهدفة باستخدام الإشعاع المؤين. على سبيل المثال، تم استخدام هذه التقنية في مدينة فورت مايرز بولاية فلوريدا لقمع البعوض المقاوم للمبيدات الحشرية.

وفي عام 2024، لعبت تقنية الحشرة العقيمة دورًا رئيسيًا في القضاء على ذبابة الفاكهة المتوسطية في جمهورية الدومينيكان، بعد عودة انتشارها منذ القضاء الأول عليها في عام 2017. كانت هذه التقنية حاسمة في مساعدة البلاد على استعادة الوصول إلى أسواق التصدير الهامة.

وساهم المركز أيضا في تحسين المحاصيل من خلال تقنية التحسين الوراثي بالطفرة، التي تعتمد على تشعيع بذور النباتات لتسريع الطفرات الطبيعية وتطوير صفات وراثية مرغوبة، كما يحتفظ المركز بقاعدة بيانات الفاو/الوكالة الدولية للطاقة الذرية للأصناف الطافرة، والتي تضم أكثر من 3400 صنف نباتي محسّن تم إطلاقه عالميًا حتى عام 2024، تغطي أكثر من 200 نوع نباتي.

وفي عام 2022، أرسل المركز المشترك بين الفاو والوكالة الدولية للطاقة الذرية بذورًا إلى محطة الفضاء الدولية لدراسة تأثيرات الإشعاع الكوني والجاذبية الصغرى على الوراثة النباتية، يقوم العلماء حاليًا بتحليل الطفرات الناتجة عن الفضاء لتحديد السمات التي يمكن أن تجعل المحاصيل أكثر مقاومة لتغير المناخ. .

وتعد التقنيات النووية والإيزوتوبية أدوات هامة في تعزيز خصوبة التربة وتغذية المحاصيل، ويقوم المركز بتطوير حلول لمراقبة وإدارة التفاعلات بين الماء والتربة والعناصر الغذائية، مما يعزز الإنتاجية الزراعية ويحقق الاستدامة البيئية.

وساعد المركز في تحسين إنتاج وصحة الماشية من خلال تطبيق التقنيات النووية في تغذية الحيوانات وتشخيص الأمراض، مما ساهم في بناء أنظمة إنتاج حيواني أكثر كفاءة.

وتقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة الدعم للدول في مكافحة الغش الغذائي واكتشاف الملوثات الضارة لضمان جودة وسلامة المنتجات الغذائية، وعلى سبيل المثال، ساعد المركز في تطوير قدرات مختبرات السلامة الغذائية في سريلانكا للكشف عن الملوثات مثل الأفلاتوكسينات أو السموم الفطرية وهو أحد المواد السامة التي تتكون عن طريق الفطريات أو العفن، وهي توجد في المحاصيل الزراعية مثل الذرة، والفول السوداني، والقطن.

وللمساعدة في تعزيز الإنتاج الغذائي العالمي والتغذية، أطلقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) مبادرة "الذرات من أجل الغذاء" في عام 2023 خلال منتدى الأغذية العالمي.

وتقدم هذه المبادرة نهجًا مخصصًا في مجال الغذاء والزراعة، وتدعم المبادرة الدول في استخدام التقنيات النووية المبتكرة لتعزيز الإنتاجية الزراعية، وزيادة مرونة أنظمة الأغذية الزراعية، وتعزيز إنتاج الغذاء، وتحسين سلامة الأغذية، ومواجهة تحديات تغير المناخ.

الاكثر قراءة