يحتفل الشعب المصري بالذكرى الـ51 لانتصارات أكتوبر المجيدة، والتي تعد معركة خالدة في تاريخ مصر، وكان من أحد قادتها المشير أحمد إسماعيل، أحد أبرز القادة في تاريخ العسكرية المصرية، والذي صنف من ضمن أفضل 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكاً جديداً، وكان ثانى ضابط يحصل على رتبة المشير في مصر، حيث شارك بدور بارز فى حرب أكتوبر وهو أول من قام بإنشاء قوات الصاعقة.
المشير أحمد إسماعيل
ولد أحمد إسماعيل علي في 14 أكتوبر عام 1947 في شبرا كان والده ضابط شرطة، وبعد حصوله على الثانوية العامة حاول الالتحاق بالكلية الحربية ولكنه لم يوفق، ثم التحق بكلية التجارة في السنة الثانية بـ«التجارة»، وقدم أوراقه مع الرئيس الراحل أنور السادات إلى الكلية الحربية، لكن رفضت الكلية طلبهما معا لأنهما من عامة الشعب إلا أنه لم ييأس، حيث جاء قرار الملك فؤاد الأول بقبول طلاب الكلية الحربية من عامة الشعب وكانت هذه الدفعة وما بعدها هي دفعة «الضباط الأحرار».
وعاد وقدم أحمد إسماعيل أوراقه بعد أن أتم عامه الثالث بكلية التجارة، ليتم قبوله أخيراً كان من زملائه: جمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات، وعبد المنعم رياض، ويوسف السباعي، وأحمد مظهر، ليتخرج عام 1938 برتبة ملازم ثان والتحق بسلاح المشاة سافر في بعثة التدريب بدير سفير بفلسطين عام 1945، جاء ترتيبه الأول على الضباط المصريين والإنجليز.
بدأ يتألق في الحرب العالمية الثانية التي اشترك فيها كضابط مخابرات في الصحراء الغربية، ثم في حرب فلسطين أصبح قائدا السرية مشاه في رفح وغزة عام 1948، تلك الخبرة أهلته ليكون أول من قام بإنشاء نواة قوات الصاعقة، وأثناء العدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في عام 1956 كان برتبة (عقيد) وقاد اللواء الثالث مشاه في رفح ثم القنطرة شرق، وتولي مهمة استلام بورسعيد بعد الانسحاب البريطاني منها في ديسمبر 1956.
في عام 1957م التحق بكلية مزونزا العسكرية بالاتحاد السوفييتي في نفس العام عمل كبيرا للمعلمين في الكلية الحربية تولى قيادة الفرقة الثانية مشاه التي أعاد تشكيلها لتكون أول تشكيل مقاتل في القوات المسلحة المصرية.
رئاسة المخابرات ووزير الحربية
استدعاه الرئيس عبد الناصر وعينه قائدا لقوات شرق قناة السويس بعد حرب يونيو 1967، وتم تكليفه باستعادة الكفاءة القتالية للقوات المصرية وبناء الدفاعات غرب القناة، وبعد ثلاثة شهور فقط من معارك 1967 أقام أول خط دفاعي، وتمكنت هذه القوات أن تخوض معركة رأس العش ومعركة الجزيرة الخضراء، وإغراق المدمرة إيلات.
تم تعيينه رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة عام 1969، وبعد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في مارس 1969.
بعد وفاة الرئيس عبد الناصر عام 1970 وتولي الرئيس أنور السادات، اختاره تعيين أحمد إسماعيل في 15 مايو 1971 رئيسا للمخابرات العامة، وبقي في هذا المنصب قرابة العام ونصف العام، حتى 26 أكتوبر 1972 أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيينه وزيراً للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة خلفا للفريق أول محمد صادق.
حرب أكتوبر
قاد المشير إسماعيل الجيش المصري في مرحلة من أدق المراحل لخوض ملحمة التحرير، وفي 28 يناير 1973 عينته هيئة مجلس الدفاع العربي قائداً عاماً للجبهات الثلاث المصرية والسورية والأردنية.
وأشرف المشير أحمد إسماعيل على التخطيط لحرب أكتوبر، وحقق التعاون الكامل مع القوات السورية لشن الحرب على الجبهتين في آن واحد، وأدار الحرب بكافة مراحلها في السادس من أكتوبر وحتى وقف إطلاق النار في 28 أكتوبر 1973.
بعد قرار الرئيس السادات بتطوير الهجوم وتوغل القوات المصرية لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، ولعب دورا بارزا في ذلك، وبعد قرار الرئيس السادات إعفاء الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس هيئة الأركان، تولى أحمد إسماعيل
وكان للمشير إسماعيل دور معنوي كبير وقيادي في حرب أكتوبر، إذ أنقذ الجبهة المصرية من الانهيار، وبعد قرار السادات بتطوير الهجوم وتوغل القوات المصرية لتخفيف الضغط علي الجبهة السورية حدث الخلاف الشهير بين الرئيس السادات قيادة هيئة الأركان بنفسه عاونه المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الذي جرى تصعيده إلى المنصب رسميا مع انتهاء الحرب.
وقال المشير إسماعيل عن تلك المرحلة: "كانت سلامة قواتي شاغلي طوال الحرب لذلك قال بعض النقاد أنه كان علينا أن نتقبل المزيد من المخاطرة وكنت على استعداد للمخاطرة والتضحيات لكنني صممت على المحافظة على سلامة قواتي لأننى أعرف الجهد الذي أعطته مصر لإعادة بناء الجيش وكان على أن أوفق بين ما بذل من جهد لا يمكن أن يتكرر بسهولة وبين تحقيق الهدف من العمليات ".
وأوضح: «كنت أعرف جيدا معنى أن تفقد مصر جيشها إن مصر لا تحتمل نكسة ثانية مثل نكسة يونيو 1967 وإذا فقدت مصر جيشها فعليها الاستسلام لفترة طويلة.»
تكريمه
منحه الرئيس السادات رتبة المشير في 19 فبراير عام 1974 اعتبارا من السادس من أكتوبر عام 1973 يعد ثاني ضابط مصري يصل لهذه الرتبة بعد المشير عبد الحكيم عامر.
وفي خطابه في مجلس الشعب بعد النصر، أكد الرئيس الراحل أنور السادات أنه "الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وباسم هذا الشعب وباسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة في قواتنا المسلحة، وثقتنا في قيادتها التي خططت"، مع إشارة إلى المشير أحمد إسماعيل وسط تصفيق حار للحضور للمشير الراحل.
حصل على وسام نجمة الشرف العسكرية عن دوره في قيادة جيش مصر نحو تحقيق المعجزة، كما حصل على نجمة سيناء من الطبقة الأولى تم تعيينه في 26 أبريل 1974 نائبا لرئيس الوزراء تم اختيار من مجلة الجيش الأمريكي كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكا جديدا.
أصيب المشير الراحل بسرطان الرئة وفارق الحياة يوم الأربعاء 25 ديسمبر 1975 عن 57 عاما، ليقلده التاريخ العسكري كرمز من رموز مصر العظام وأحد أهم القادة العسكريين في القرن العشرين.