الجمعة 4 اكتوبر 2024

مقال رأي بـ"الجارديان": ما نوعية الفظائع التي يجب أن ترتكبها إسرائيل حتى يتوقف ساسة بريطانيا عن دعمها؟

دبابة إسرائيلية

عرب وعالم4-10-2024 | 02:25

تساءل الكاتب البريطاني أوين جونز، في مقال للرأي بصحيفة "الجارديان" البريطانية، عن نوعية الفظائع التي يتعين على إسرائيل أن ترتكبها حتى يقطع قادة بريطانيا صمتهم ويتجهون إلى إدانة هذه الجرائم والتوقف عن دعم إسرائيل.

وقال جونز في مقاله إنه للانتقام مما حدث في السابع من أكتوبر الماضي، يتم التغاضي عن الجرائم من جميع الأنواع، ولكن يجب على الساسة في بريطانيا أن ينتبهوا، فالجمهور البريطاني لا يوافق على هذا الأمر.

وأوضح جونز أن الأمر يبدو مثل وجود عالمين متوازيين: الأول هو غزة، والثاني هو عالم النخبة السياسية البريطانية، مشيرا إلى أن عالم غزة هو مسرح لبعض أسوأ الفظائع التي ارتكبت في القرن الحادي والعشرين، حيث تقدم موجة الاعتداءات الإسرائيلية تذكيرا جديدا بقدرة جنسنا البشري على الفساد. وأضاف أنه بحسب منظمات إنسانية، قُتل عدد من النساء والأطفال على يد الجيش الإسرائيلي في العام الماضي "أكثر من الفترة المعادلة لأي صراع آخر على مدار العقدين الماضيين".

وفي غضون ذلك، بعد الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني - دون الإبلاغ عن وقوع إصابات إسرائيلية - أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بحماس: "نحن نقف مع إسرائيل"، في خطاب رسمي في داونينج ستريت. 

وقال جونز إن ستارمر لم يستجمع أدنى قدر من تلك المشاعر تجاه عشرات الآلاف من العرب الذين ذبحتهم إسرائيل، من فلسطين إلى لبنان. وتساءل ما الكلمة التي يمكن أن تصف هذا التفاوت في الاستجابة، غير كلمة "العنصرية".

وأوضح جونز أنه لحسن الحظ، هذه ليست العوالم التي يسكنها الجمهور البريطاني. إذ أصبح لدى ثلثي الناخبين الآن وجهة نظر غير مواتية لإسرائيل، مقارنة بـ 17% اختاروا وجهة نظر مواتية: وهو أدنى مستوى على الإطلاق. ويعتقد سبعة من كل 10 أنه من المرجح أن تكون إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب، في حين يعتقد 54% أنه ينبغي إصدار مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية (مقابل 15% يعارضون الأمر).

وتساءل الكاتب البريطاني ما الذي يفترض أن تفعله إسرائيل بالضبط لزعزعة هذا الموقف من تفاني الساسة البريطانيين تجاهها. وأوضح أن إسرائيل ارتكبت أسوأ مذبحة للأطفال في عصرنا، من إطلاق النار على رؤوس الرضع إلى ذبح الأسر المذعورة في سياراتهم، والآن أصبح من الواضح أنها تعمدت تجويع شعب بأكمله، فضلا عن فظائع أخرى. 

وفي نهاية مقاله، قال جونز: "حقا، ما الذي يتطلبه الأمر؟ ما الفظائع التي يمكن أن ترتكبها إسرائيل قبل أن يصبح الدفاع عن تحالفنا مسألة عار عام؟ هل توجد عتبة أصلا؟ وما الحصاد الرهيب الذي سيجنيه الغرب لإخباره العالم دون اعتذار أنه لا يعلق أي قيمة على هذه الأرواح العربية التي تم إخمادها من الوجود؟"