السبت 5 اكتوبر 2024

تحليل الجمسي الاستراتيجي لحرب أكتوبر 1973

د. يحيي محمد محمود

تحقيقات5-10-2024 | 14:35

د. يحيي محمد محمود

يعتبر المشير محمد عبدالغني الجمسي من الشخصيات العسكرية الفريدة في التاريخ المصري، فقد كان ابن البتانون محافظة المنوفية ممثلا للطبقة الوسطى في الجيش المصري، فقد تخرج من مدرسة المساعي المشكورة الثانوية أول مدرسة ثانوية مجانية في المنوفية ليصبح الابن الوحيد المتعلم من أخوته السبعة، وبعد توقيع معاهدة 1936 فتح الباب لأبناء الطبقة المتوسطة للالتحاق بالكلية الحربية، وتخرج منها عام 1939م رفقة العديد من الضباط الأحرار مثل عبد الحكيم عامر وحسين الشافعي، لكنه لم يتدخل في السياسة  وواصل العمل بجدية ورفع مستواه العلمي في صفوف القوات المسلحة، فحصل على إجازة كلية القادة والأركان عام 1951، ثم التحق بدورة تدريبية تابعة لسلاح المدرعات في روسيا عام 1960م، ثم تخرج من أكاديمية ناصر العسكرية عام 1966م.

تنقل الجمسي في صفوف القوات المسلحة فتولى رئاسة أركان حرب المدرعات في 1975م، ورقي لرتبة لواء عام 1965م، وأصبح رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة في 1972، وهو المركز الذي مكنه من المشاركة في حرب أكتوبر 1973، ثم مثل مصر في مفاوضات فض الاشتباك، ورقي إلى رتبة فريق 1973، وتولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة عام 1973، ثم رقي لرتبة فريق أول 1974 ثم وزارة الحربية ليتقاعد بعدها عام 1980م.

مكنت كل تلك الخبرة العسكرية البعيدة عن التأثر بالسياسة من كتابة تحليله الاستراتيجي لحرب أكتوبر 1973 بعقلية عسكرية موضوعية بحتة، وقد كتب الجمسي مذكراته ونشرها عام 1989 بعد تقاعده بتسعة أعوام، وقد مكنته تلك الخبرة العسكرية الواسعة المستندة للدراسات العليا في الأكاديميات العسكرية علاوة على خبرته العملية منذ كان ضابطا في المخابرات العسكرية حتى رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة ورئاسة أركانها من الاطلاع على سير المعارك العسكرية، والمشاركة في إدارتها. 

عشرون عاما من الصراع

 (1947 – 1967)

رصد الجمسي الصراع العسكري في 20 عاما من عام 1947 وحتى عام 1967، حيث شهدت تلك السنوات العشرون التوسع الجغرافي التدريجي على حساب الأرض العربية، والتفوق العسكري الدائم على القوى العربية مجتمعة، كما شهدت الارتباط القوي بالحليف المضمون الذي يعاونها في تحقيق أهدافها، وأدى هذا التفوق العسكري إلى إضعاف وتبديد الطاقات العربية، وهو ما يمكن إسرائيل في النهاية من السيطرة على المنطقة العربية وذلك بوضع أهداف مرحلية طبقا لما يمكن أن يتحقق في كل مرحلة ووفقا لاعتبارات الموقف الدولي والعربي والداخلي الإسرائيلي.

نظرية الأمن الإسرائيلي

صاغت العقلية الصهيونية نظرية عسكرية شكلت ستارا لتحقيق تلك الأهداف التوسعية، وكانت تلك النظرية وسيلة لخداع الرأي العام العالمي، وإقناع الداخل بتقبل مغامراتها العسكرية، وكان حجر الزاوية في تلك النظرية هو استخدام القوة العسكرية، لذلك خططت إسرائيل لامتلاك التفوق العسكري على الدول العربية؛ حتى تتمكن من احتلال الأراضي العربية تدريجيا، وفرض الأمر الواقع على العرب بالقوة، وخلق الإحساس لدى العرب بالعجز الدائم في مواجهة إسرائيل.

لم تحدد اسرائيل حدودها أبدا، وتعمد قادتها الحديث عن الحدود الآمنة مع إغفال أي ذكر لشكل تلك الحدود، وبالتالي زادت عام 1948 أراضيها المحددة في تقرير التقسيم من 56.5 بالمائة من مساحة فلسطين إلى 77.4 بالمائة من مساحتها، ثم أعلن بن جوريون 1956 ضم سيناء إلى إسرائيل قبل أن يجبر على الانسحاب منها، ثم في عام 1967 استولت على أراضي ثلاث دول مجاورة لها على أساس ان تلك الأراضي ضرورة لأمنها، وهكذا لا تتوقف حدودها عند حد وربطت الأمن بالتوسع الجغرافي.

أما بن جوريون فقد عبر عن منطق فرض الحدود بالقوة فقال"إن حدود إسرائيل حيث يقف جنودها"، واعتبر ديان أن السلام الذي تريده إسرائيل قد تحقق عام 1967، وأصبحت تسعى منذ ذلك الوقت لتثبيت الأمر الواقع، والحلول محل القوى الكبرى في الشرق الأوسط، ولتحقيق ذلك قال قادتها أن لإسرائيل أنياب عسكرية واقتصادية وجغرافية، والناب العسكري هو ما حقق الأنياب الأخرى، كان هذا هو تحليل الجمسي لمنطق القوة الإسرائيلية في ضوء تصريحات قادتها العسكريين والسياسيين.

الموقف المصري بعد حرب 1967

أما الموقف العسكري المصري فقد رصده الجمسي من خلال خبرته العسكرية، فقد كانت البلاد تعاني سنوات عجاف من نهاية حرب يونيه 1967، حيث بدأ إعادة بناء القوات المسلحة في ظروف صعبة من الصفر، ثم كان عليها خوض حرب الاستنزاف لاكتساب الخبرات القتالية اللازمة للأفراد ولاستخدام السلاح، ورغم تحولها لاستنزاف مضاد أي استنزاف لمصر أيضا، لكنها كانت ضرورة لتجنب الإصابة بمرض الخندقة، حيث يعتاد الجنود على البقاء في خنادقهم انتظارا للهجوم عليهم، لذلك كان يجب البناء والقتال في آن واحد، وكان ذلك يتطلب التخطيط والتسليح والتنظيم والتدريب وخلق القادة والكوادر واحتراف العمل العسكري والتغلب على سلبية عشر سنوات مضت، علاوة على المشكلة الرئيسة وهي الحاجة للسلاح.

كانت للاتحاد السوفييتي – المصدر الوحيد للسلاح - معاييره في إمداد مصر بالسلاح من حيث النوع والكمية، ورأى الجمسي أن السبب في ذلك يرجع لرؤية الاتحاد السوفييتي لحل مشكلة الشرق الأوسط بالوسائل السلمية وليس العسكرية، بالتالي كانت إمداداته بحيث لا تحدث تفوقا عربيا على إسرائيل، بينما تغدق أمريكا على إسرائيل بالأسلحة بالكميات والنوعيات التي تريدها إسرائيل، أي أن الطرفين المنتجين للسلاح كانت لهما سياسة دائمة تضمن التفوق العسكري الإسرائيلي نوعا وكما.

وفي أول أكتوبر 1973 أصدر الرئيس أنور السادات قرار الحرب في أصعب الظروف السياسية والعسكرية، دخلت مصر الحرب وهي تعلم أن إسرائيل لديها: التفوق العسكري، استنادها إلى الموانع الطبيعية، أقامت التحصينات الدفاعية وأنشأت المطارات والقواعد، أكبر مانع مائي، ومع وجود مخابرات حربية اشتهرت بكفاءتها، وبالتالي كيف يمكن دخول الحرب في مواجهة كل تلك الصعاب؟؟، بالتالي عند تقييم تلك الحرب يجب ان نقدر كل تلك الظروف.

الهدف الاستراتيجي للحرب

كان الهدف الاستراتيجي للحرب كما حدده الرئيس أنور السادات في قرار الحرب المؤرخ في 5 رمضان 1393هـ، الموافق أول أكتوبر 1973م كالآتي: "إن الهدف الاستراتيجي الذي أتحمل المسئولية السياسية في إعطائه للقوات المسلحة المصرية، وعلى أساس كل ما سمعت وعرفت عن أوضاع الاستعداد يتلخص فيما يلي: تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي، وذلك عن طريق عمل عسكري حسب إمكانيات القوات المسلحة، يكون هدفه إلحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو، وإقناعه بأن مواصلة احتلاله لأراضينا يفرض عليه ثمنا لا يستطيع دفعه... وبالتالي فإن نظريته في الأمن على  أساس التخويف النفسي والسياسي والعسكري ليست درعا من الفولاذ يحميه الآن أو في المستقبل.

وإذا استطعنا بنجاح أن نتحدى نظرية الأمن الإسرائيلي، فإن ذلك سوف يؤدي إلى نتائج محققة في المدى القريب وفي المدى البعيد:

في المدى القريب: فإن تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي يمكن أن يصل بنا إلى نتائج محققة تجعل في الإمكان أن تصل بنا إلى حل مشرف لأزمة الشرق الأوسط.

وفي المدى البعيد: فإن تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي، يمكن أن يحدث متغيرات تؤدي بالتراكم إلى تغيير أساسي في فكر العدو ونفسيته ونزعاته العدوانية".

ثم توالت تكليفات الرئيس أنور السادات للقوات المسلحة كما رصدها الجمسي، فقبل الحرب بيوم واحد كلف القوات المسلحة بثلاث مهام استراتيجية:  الأولى: كسر وقف إطلاق النار اعتبارا من 6 أكتوبر 1973، والثانية تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة، والثالثة وكانت أهمها كما رأى الجمسي: العمل على تحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية حسب نمو وتطور إمكانيات وقدرات القوات المسلحة.

أما الهدف الاستراتيجي الإسرائيلي فقد كان منع الدول العربية من تحرير أراضيها بالقوة، حتى ترضخ الإرادة العربية للإرادة الإسرائيلية، فتفرض الأمر الواقع حتى يتحقق السلام بشروط إسرائيل، وكانت المهمة الأولى للقوات الإسرائيلية هي منع القوات المسلحة المصرية من اقتحام قناة السويس وتدمير أي قوة مسلحة مصرية تحاول عبور القناة، مما يدفع مصر للاستسلام لشروط إسرائيل.

بإمعان النظر في الهدفان الاستراتيجيان المصري والإسرائيلي في هذه الحرب، يمكن التقرير بكل بساطة أن مصر حققت هدفها الاستراتيجي وفشلت إسرائيل، لقد سقطت نظرية الحدود الآمنة بعد نجاح القوات المصرية في اقتحام خط بارليف وتحطيمه، رغم التفوق العسكري الإسرائيلي.

نتائج الحرب

كانت حرب السادس من أكتوبر هي أول انتصار عسكري عربي ضد إسرائيل، وأظهر الجنود المصريون والسوريون كفاءة وتضحية بالنفس، فقد فوجئ الجيش الإسرائيلي تماما بتدريب وكفاءة الجندي العربي.

أثبتت الحرب قدرة العرب على استخدام سلاح البترول وكان له فاعلية وتأثير شديد تأييدا للعمل العسكري واستكمالا له، فقد بدأ أولا بخفض الإنتاج بنسبة 5-10 بالمائة عما كانت عليه في سبتمبر 1973 على أن تزداد بنسبة 5 بالمائة شهريا، وقد صنف العرب الدول حسب دعمها لإسرائيل، وقد اقترن الخفض بارتفاع أسعار البترول، وقلبت معركة البترول الموازين السياسية والدبلوماسية ضد إسرائيل، كما قلبت المعركة العسكرية الموازين العسكرية والاستراتيجية، فدخلت الدول العربية المنتجة للبترول عصر التحرير الاقتصادي، وانتزعت حق تحديد الأسعار من جانب واحد، محطمة قاعدة سيادة المستهلك التي كانت سائدة لسنوات طويلة، ففقد أصبح المنتج هو صاحب الحق في تحديد السعر وليس المستهلك.

القرار الفردي للرئيس السادات

أبدى الجمسي تمنياته بأن يكون مجلس الأمن القومي في مصر أو حتى مجلس الوزراء أو كلاهما في حالة انعقاد دائم طوال مدة الحرب، حتى لا يتحمل الرئيس السادات وحده المسؤولية السياسية، فقد حدث خلال الحرب مواقف رئيسية كانت تستدعي التشاور والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة حتى يمكن الوصول إلى أفضل القرارات، ولكن لم ينعقد أي من المجلسين، وأخذ الرئيس السادات على عاتقه اتخاذ القرارات بشكل فردي، كانت هناك مقترحات لوقف إطلاق النار أكثر من مرة، وكان هناك موضوع التعاون مع سوريا والعلاقات السياسية مع الاتحاد السوفييتي، كانت هناك اتصالات سياسية مستمرة بين الرئيس السادات والولايات المتحدة الأمريكية، كان هناك تحديد الوقت المناسب لوقف إطلاق النار، ومع أهمية كل تلك الموضوعات للنقاش لم يجتمع مجلس الأمن القومي ولا مجلس الوزراء، وتحمل الرئيس السادات وحده وفقا لرؤية الجمسي مسؤولية اتخاذ القرار السياسي وإبلاغه للقوات المسلحة للتنفيذ.

انتهاء الغطرسة الإسرائيلية

ادعت إسرائيل في أعقاب حرب 1967 أنها آخر الحروب، وطالبت بأن يرفع العرب صك الاستسلام، فصرح موشى ديان تصريحه الشهير:"إنها الحرب التي أنهت كل الحروب، لم يبق أمام العرب إلا طلب المقابلة لتقديم فروض الطاعة، لاسيما أنهم يعرفون رقم التليفون والعنوان 31 شارع كابلان – القدس"، أصيبت إسرائيل بجنون العظمة، لأن جولات الصراع منذ 1948 كانت انتصارا لها، بل أن حجم الانتصار الإسرائيلي كان في تصاعد مطرد من جولة لأخرى حتى عام 1967، وكانت تحرز النصر في عدد أقل من الأيام، وتحرز نصرا أكبر، فقد جاءت حرب الأيام الستة بمساحات ضخمة من الأرض في أقل من أسبوع، فظن ديان أنه يستطيع أن يفعل ذلك في كل مواجهة عسكرية له مع العرب، لقد انتصرت إسرائيل في حرب 1967 من حدود تعتبرها غير آمنة، وهزمت في 1973 من حدود كانت تعتبرها آمنة، فانهارت نظرية الحدود الآمنة الإسرائيلية، كذلك هزمت إسرائيل جيل 1967 العسكري المصري، وهزمت من نفس الجيل عام 1973، فقد كان الجمسي برتبة لواء ويمثل أحد قادة الجيش المصري عام 1967 عند الهزيمة ولواء ورئيس هيئة العمليات عام 1973 عند النصر، لقد انهارت قواعد الحدود الآمنة والفوز العسكري الإسرائيلي مهما كانت متفوقة عسكريا.

لقد سقطت كل الادعاءات الإسرائيلية في حرب السادس من أكتوبر 1973، وذاقت إسرائيل طعم الهزيمة العسكرية للمرة الأولى، فوضعت حرب أكتوبر حدا فاصلا بين عهدين في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وتمثل نقطة تحول حاسمة في مسار هذا الصراع لصالح الحق العربي.

 تحليل الجمسي ما بين العلمية

 والدفاع عن مواقفه
لقد درج كتاب المذكرات على استخدامها للدفاع عن مواقفهم، ولكن الجمسي لم يتبع هذا المنهج، فقد استخدم في تحليلاته كتابات غيره من العسكريين والمحللين، فعندما يتناول موقفا سياسيا للرئيس السادات يلجأ لاستخدام كتاب الرئيس السادات البحث عن الذات، فهو لا يهاجم السادات ولكنه يعرف أن له القرار السياسي وله تنفيذ الأمر عسكريا على ساحة القتال.

استخدم الجمسي مذكرات هنري كيسنجر في تفسير الكثير من مواقف القرار الأمريكي، فقد كانت كواليس السياسة الأمريكية غير معروفة للقيادة العسكرية المصرية في أثناء العمليات العسكرية، ولكن بعد انتهاء الحرب، وبعد تقاعد هنري كيسنجر ثعلب السياسة الأمريكية، والمحرك لكل التسويات في أعقاب الحرب، قرأ الجمسي مذكرات كيسنجر وفسر بها الكثير من أسرار مباحثاته مع الجانب الآخر بعد أن نشرها وزير الخارجية الأمريكي.

لم يستخدم الجمسي مذكرات كيسنجر فقط، ولكنه استخدم مذكرات القادة الإسرائيليين التي نشروها بعد تقاعدهم، والتي ترجمت ونشرت بالعربية، فأصبح ما بها من معلومات ليست أسرارا عسكرية، ولكنها معلومة ومنشورة، ولم يتردد في تفنيد ما بها من افتراءات، ولكنه وجد فيها الكثير من الشواهد التي تدعم تحليلاته العسكرية الدقيقة علميا. 

كذلك استخدم المذكرات التي كتبها المعاصرين للأحداث والمشاركين فيها معه، ومنهم كتاب محمد حافظ إسماعيل "أمن مصر القومي في عصر التحديات"، وكتاب وزير الخارجية المصري إسماعيل فهمي "التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط: رؤية عربية"، كذلك استخدم كتاب رئيس الأركان السابق له الفريق سعد الشاذلي "مذكرات حرب أكتوبر"، ويلاحظ أن كل هذه الاستشهادات كانت تدعم رؤيته وتحليلاته، حتى من اختلف معهم مثل سعد الدين الشاذلي فقد عالج الأمر بعقلانية وحيادية شديدة، فقد كان يرى منذ تعيين الفريق أول أحمد إسماعيل على وزيرا للحربية أنه لا يتفق مع سعد الدين الشاذلي وقبل الحرب وقبل الثغرة لم يكونا على وفاق، وفي أثناء الحرب كان له رأي مستقر أن القيادة السياسية تتخذ القرار السياسي وتتولى القيادة العسكرية التنفيذ في ساحة المعركة.

جاء تحليل المشير متقاعد محمد عبد الغني الجمسي لحرب أكتوبر في الميزان الاستراتيجي كتقييم علمي عسكري دقيق، دون خروج عما عرف عنه من تقاليد عسكرية دقيقة أنصفت كل الأطراف التي شاركت معه في حرب أكتوبر، وفسر أسباب هزيمة 1967، وأظهر الأهمية الاستراتيجية لنصر السادس من أكتوبر 1973.