السبت 5 اكتوبر 2024

من نصر أكتوبر إلى الجمهورية الجديدة

نصر أكتوبر

ثقافة5-10-2024 | 15:03

أ.د. أشرف مؤنس

تعد حرب أكتوبر عام 1973م من أمجد الحروب التي خاضتها مصر بل إنها من أعظم انتصارات مصر في تاريخها الحديث والمعاصر.

حرب أكتوبر كانت لحظة فارقة في منطقة الشرق الأوسط، حيث غيرت موازين القوى في المنطقة، هذه الحرب التي وصفها المؤرخون بأنها الحرب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م) بقدرتها في قلب موازين القوى وإبهار العالم بما حققته القوات المسلحة المصرية.

هذه الحرب التي تذكرنا دائمًا وأبدًا بأن قواتنا المسلحة الباسلة هي صمام الأمن والأمان في الحرب والسلام، والتي ضحى رجالها بحياتهم من أجل عزة الوطن واستعادة كرامته.        

حرب أكتوبر جعلت الشعب المصري يستعيد ثقته في نفسه، وثقته في قواته المسلحة الباسلة وفي قدراتها الكبيرة، وثقته في قيادته الحكيمة. 

حرب أكتوبر أعادت مصر إلى وضعها الطبيعي ومكانتها المتميزة في منطقة الشرق الأوسط بعد هزيمة يونيو عام 1967م.

حرب أكتوبر أثبتت للعالم أجمع قدرة المصريين على تحقيق النصر، وإنهاء أكذوبة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، إذ استطاع الجيش المصري عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف المنيع، حرب أكتوبر لقنت العدو الصهيوني درسًا لن ينساه، واستعادة الأرض المسلوبة، حرب أكتوبر أظهرت مدى عبقرية الجيش المصري وقدرته على تحدي الصعاب وتحقيق النصر الغالي ورفع راية النصر عالية، حرب أكتوبر أثبتت القدرة على التخطيط العلمي السليم واختيار الوقت المناسب للحرب وحشد كل القوى المصرية والعربية والتنسيق مع الأشقاء في سوريا لبدء الحرب.

كما أدت حرب أكتوبر إلى سقوط نظرية الأمن الإسرائيلي أو نظرية الحدود الآمنة. 

قد أدت حرب أكتوبر إلى إجبار إسرائيل على الانسحاب من الحدود التي زعمت أنها أصبحت آمنة، انسحبت منها تحت ضغط القوات العسكرية المصرية في أكتوبر 1973م.

لقد أثبتت حرب أكتوبر إمكانية تحقيق المفاجأة الكاملة للعدو وللعالم واهتزاز الثقة في المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، على الرغم مما تملكه الأخيرة من وسائل الاستطلاع الإلكترونية الحديثة، لقد تأكد للعالم أن المصريين كعادتهم يحملون شيئًا آخر غير السلاح الذي يحاربون به، هذا الشيء هو الإيمان بالله والثقة بالنفس والثأر للكرامة.

لقد أدت هذه الحرب إلى تعزيز الوحدة الوطنية المصرية التي تجلت في الالتفاف حول القيادة السياسية، فلم يكن هناك فرق بين مسلم ومسيحي، بل كانوا كلهم مصريون. 

كان من أبرز نتائج ومكتسبات نصر أكتوبر هو بدء مشروعات كبرى بأرض الفيروز سيناء الحبيبة من خلال ربطها بوادي النيل والعمل على تحويلها إلى منطقة استراتيجية متكاملة، إضافة إلى استرداد السيادة الكاملة على شبه جزيرة سيناء وعودة قناة السويس للملاحه الدولية. 

وبفضل نصر أكتوبر اتجهت مصر في السنوات العشر الأخيرة (2014 - 2024م) إلى حركة التنمية الشاملة التي شهدتها البلاد والقيام بمشروعات عملاقة وإرساء دعائم الجمهورية الجديدة الأمر الذي ترتب عليه إحداث نقلة نوعية تاريخية في جميع قطاعات الدولة بين الاقتصاد والعمران والتنمية والمرافق والصحة والطاقة والصناعة وإنتاج آلاف المشروعات الجديدة في كل أرجاء مصرنا الحبيبة، وأيقنت القيادة السياسية في مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أن البنية التحتية هي العمود الفقري للتنمية المستدامة للمجتمعات وأن الاهتمام بها يساعد على جذب الاستثمارات، ومن هذا المنطلق كانت الانطلاقة،  وكان اتجاه مصر نحو التحول لاستراتيجيات التنمية المستدامة من خلال الخطط الإستراتيجية التي ركزت عليها.

وأجمعت رؤى المحللين الاقتصاديين أن المشروعات القومية (تخطيط قيادة وتنفيذ شعب) أن الجمهورية الجديدة أثبتت أن مصر تمتلك إرادة وإدارة حقيقية تستطيع تحقيق قفزات كبيرة نحو التنمية الشاملة.

إن التنمية الشاملة في الجمهورية الجديدة، هي استعادة لروح أكتوبر التي تميز بها المصريون عام 1973م، الجمهورية الجديدة هي تحدٍ جديد للمصريين قيادة وحكومة وشعبًا،  تبنت الدولة سياسات جديدة ومبتكرة لتنمية وتوطين الصناعات من خلال تدعيم حزم متنوعة وجديدة من محفزات الاستثمارات لتشجيع جذب المؤسسات المحلية والأجنبية على الاتجاه لهذه المجتمعات الجديدة ومن خلال تلك المحفزات كان الإسراع في تنفيذ برامج التنمية في المجتمعات الصناعية وتأسيس المدن الاقتصادية والمدن الذكية والتوسع في إنشاء العديد من التجمعات الصناعية الجديدة. 

إن نصر أكتوبر، والتنمية في الجمهورية الجديدة صنوان لا يفترقان، فتحقيق نصر  أكتوبر ساعد على إرساء دعائم الجمهورية الجديدة في التنمية واستعادة روح أكتوبر في بناء الجمهورية الجديدة. 

في النهاية كل التحية والتقدير للرئيس محمد أنور السادات صاحب قرار الحرب والسلام، وكل التحية والتقدير لقواتنا المسلحة الباسلة، وكل التحية والتقدير لشعب مصر العظيم، وكل التحية والتقدير لشهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن تحيا مصر عزيزة خفاقة، وكل التحية والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي مؤسس دعائم الجمهورية الجديدة.

الاكثر قراءة