الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

أدباء نوبل| من البوسنة «إيفو أندريتش» يقدم المصائر البشرية من تاريخ يوغوسلافيا

  • 8-10-2024 | 07:41

إيفو أندريتش

طباعة
  • همت مصطفى

  جائزة «نوبل» هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

نلتقى اليوم مع اشاعر والقاص و الروائي اليوغوسلافي  «إيفو أندريتش»

الميلاد والنشأة

 

وُلد  إيفو أندريتش ولد 9 أكتوبر 1892 م  في قرية دولاتس التابعة لمدينة ترافنيك في جمهورية البوسنة والهرسك، والتي كانت تابعة للجمهورية النمساوية حينذاك، وفقد والده وهو ابن عامين وأنهى دراسته الثانوية بصعوبة في مدينة سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك.

من الإقامة الجبرية إلى  الدكتوراة

 

اعتقلت الشرطة النمساوية الهنغارية «أندريتش»على خلفية اغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند في يونيو عام 1914م وقامت بسجنه، إذ كان مشتبهًا بتورطه في المؤامرة، قضى معظم الحرب في الإقامة الجبرية بسبب عدم استطاعة السلطات توجيه تهمة قوية ضده، ولم يُفرج عنه إلّا بعد عفو عام يشمل قضايا من مثل المتهم بها في يوليو 1917م.

 

درس «أندريتش» التاريخ والأدب السلافي الجنوبي بعد الحرب في جامعة «زغرب» في كرواتيا، و«جراتس» في النمسا، وحصل في النهاية على درجته في الدكتوراه من غراتس في عام 1924م، ودرس في فيينا ثم في بولندا ومثل يوغوسلافيا كدبلوماسي في أكثر من عشر مدن وعواصم أوروبية.

 

عمل «أندريتش» في الخدمة الدبلوماسية في مملكة يوغوسلافيا بين عامي 1920م -1923م، ومجددًا بين عامي 1924 -1941م، أصبح سفير يوغوسلافيا في ألمانيا في عام 1939، ولكن انتهت فترة توليه المنصب في 1941 بسبب الغزو الذي قادته ألمانيا ضد بلاده.

عاد«أندريتش» إلى بلغراد التي تحتلها ألمانيا بعد فترة قصيرة من الغزو. عاش بهدوء في شقة صديق طول مدة الحرب العالمية الثانية، في ظروف شبهها بعض كُتّاب سير الحياة بالإقامة الجبرية، وكتب بعض من أهم مؤلفاته، ومن ذلك «جسر على نهر درينا».

رُشِّح«أندريتش» بعد الحرب لعدد من المناصب الشرفية في يوغوسلافيا، التي كانت قد أصبحت منذ ذلك الوقت تحت الحكم الشيوعي،  أصبح عضوًا ناشطًا في عدة منظمات شبابية وطنية سلافية جنوبية.

لماذا حصد  «أندريتش» نوبل؟

منحت لجنة نوبل «أندريتش» جائزة نوبل في الأدب عام 1961، إذ اختارته من بين كتاب مثل جون رونالد تولكين، وروبرت فروست، وجون ستاينبيك، وإي. إم. فورستر. نوهت اللجنة إلى  أنه «أندريتش» حصل عليها وذلك بسبب «القوة الملحمية التي تبع من خلالها المواضيع وصوّر الأقدار البشرية المُستمدة من تاريخ بلاده» بعد ذلك.

 

وجدت مؤلفات «أندريتش» جمهورًا دوليًا وتُرجمت إلى عدد من اللغات، و حصل على عدد من الجوائز الأخرى في السنوات التالية في مسقط  رأسه وبلده الأصلي.

أهم روايات «أندريتش»

قدم «أندريتش» العديد من الأشعار والمسرحيات والروايات وقله منها هي المترجمة للعربية  ومن أهمها:

 

«أندريتشحوادث مدينة ترافنيك» 1560م، والتي  تحكي عن الثورات التي قامت في المدينة للانفصال عن الحكم العثماني في تلك الفترة، «جسر على نهر الدرينا» 1571م،  وهي رواية ساخرة وأحداثها في مدينة فيتشي غراد،، «الآنسة»  وهي رواية نفسية تحكي قصة مريضة نفسية اسمها رايكا، «الفناء الملعون» 1432م وتقدم  قصة رجل تخيل نفسه تناسخًا روحيًا مع ابن السلطان محمد الفاتح جمشيد.

مرض ورحيل

 

تدهورت صحة «أندريتش» بشكل كبير في أواخر عام 1974، وتوفي 13 مارس 1975  في بلجراد عاصمة صربيا في أوروبا عن عمر ناهز الـ 82 عامًا.

 

متحف «أندريتش»

في السنوات التالية لوفاة«أندريتش» ، حُوِّلت شقته في بلجراد حيث قضى فيها أغلب وقته أثناء الحرب العالمية الثانية إلى متحف، وسُميت زاوية شارع قريبة باسمه تكريمًا له، و يوجد عدد من شوارع المدن الأخرى في يوغوسلافيا سابقًا تحمل اسمه أيضًا. بدأ المخرج أمير كوستوريتسا في عام 2012 بناء بلدة عرقية في شرق البوسنة سُمِّت باسمه «أندريتشجراد»

 

كان«أندريتش» معروفًا ومُحترمًا في بلده الأصلي خلال حياته باعتباره الكاتب اليوغوسلافي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل، عالجت كتاباته بشكل رئيسي حياته في مسقط رأسه البوسنة تحت الحكم العثماني.

 

انتقض النقاد الأدبيين البوسنيين في البوسنة والهرسك مؤلفاته بدايةً من خمسينيات القرن العشرين وحتى تفكك يوغوسلافيا بسبب انحيازهم المزعوم ضد المسلمين، جرى تجنب أعماله في كرواتيا لفترة طويلة لأسباب وطنية، وحتى أنها أُدرجت ضمن القائمة السوداء لفترة وجيزة بعد تفكك يوغوسلافيا، لكن قام المجتمع الأدبي بإعادة تأهيلها في بداية القرن الواحد والعشرين، و يحظى أندريتش باحترام كبير في صربيا بسبب مساهماته في الأدب الصربي.

 

كيف وصل أدب  للقارئ العربي؟

بسبب طبيعة نشأت «أندريتش» في وسط متمازج من المسلمين والمسيحيين واليهود كانت هذه البصمة واضحه في رواياته وقد كتب عن هذه البصمة بالتفصيل الدكتور وليد السباعي الذي كان عراب تقديمه للقارئ العربي وهو الذي قام بترجمه رواياته وتقديمها إلى اتحاد الكتاب العرب الذي وافق على نشرها ونشرت في عدة طبعات حتى العام 1992م

 

وبقيت أعمال «أندريتش» حتى المترجمه منها مغيبة عن القارئ العربي قبل أن يقوم مراسل قناة الجزيرة في البوسنة والهرسك سمير حسن، بتعريف القارئ العربي به وبرواياته عن طريق عدد من اللقائات والندوات خاصة روايته الحائزة على نوبل «الفناء الملعون».

أخبار الساعة

الاكثر قراءة