الجمعة 11 اكتوبر 2024

أمين "البحوث الإسلامية": الفتوى لها مكانة عظيمة في بناء إنسان قادر على التناغم مع الحياة

الدكتور محمد الجندي

أخبار8-10-2024 | 12:34

دار الهلال

 قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محمد الجندي، إن الفتوى لها مكانة عظيمة في بناء إنسانٍ قادر على التناغم مع الحياة؛ ففي ظل رحمة الله وتسامح الإسلام يعفى المؤمن من العقد النفسية والتشنجات العصبية التي قد تدفع به إلى مشكلات مثل محاولات الانتحار، أو الإلحاد؛ لذلك فالفتوى ليست مرتعًا لمن ليس له علم بها، فهؤلاء أخطر أداة لتدمير الإنسان وتعطيل عمارة الكون.

وأضاف الجندي، خلال كلمته اليوم الثلاثاء، في الندوة التي عقدتها دار الإفتاء المصرية تحت عنوان: (الفتوى وبناء الإنسان)، أنه من المعلوم أنه تقرَّر إجماعًا أن الشريعة إنما جاءت لمصلحة العباد في العاجل والآجل معًا، ومن أكبر الأخطار في هذا الزمان استعمال الشبكة العنكبوتية كمصدر لفتاوى المتفيهقين، فهي كارثة عظمى تخترق جدران البيوت، بل تخترق عظام الرأس وأسوار القلب وتشبَّع العقول بموجات إلحادية تارة، وتارة متطرفة، يذهب ضحيتَها الإنسانُ بطموحاته وآماله.

وأوضح الأمين العام أن المفتي الفقيه لديه فقه يتعامل من خلاله في ظل مقاصد الشريعة بالتناغم مع تفعيل طاقة الإنسان للعطاء، ومقصد الشريعة هو رعاية مصالح الناس سواء كانت ضروريات، أو تحسينيات، أو حاجيات، وبناءً على مبدأ رعاية المصالح وضع العلماء واستنبطوا قواعدَ خاصةً برفع المشقة.

وأكَّد أنه على الفقهاء أن يفهموا مراد الشارع، والحكمة في كل واقع، ومِن هنا فالمفتي هو المجتهد المتخصص المدقق، فليس كل مَن أفتى مفتيًا.

وتابع الدكتور الجندي: "نرى في الآونة الأخيرة طرحًا من الفتاوى يصطدم ببناء الإنسان، ويشعره بالخوف من الإسلام؛ إذ فقد هؤلاء روح الشريعة فخرجت جافة ضامرة، تارة بالهجوم على العلماء والأئمة المجتهدين، وتارة برمي الناس بالتكفير والطرد من رحمة الله، وأمرهم بالتفجير واستباحة الدماء والأعراض، وصار المؤمن يُرمَى بالشرك، ويصنف مع الفرق الضالة، ويُعرَف مكانه في الجحيم؛ لأنه خالف هوى جاهل من أولئك الجهلة".