الأربعاء 9 اكتوبر 2024

ساعي البريد في الثقافة المصرية.. رجل أحبه الناس وغاب حضوره بسبب التكنولوجيا

ساعي البريد

ثقافة9-10-2024 | 11:27

فاطمة الزهراء حمدي

كان رمزًا للاتصال بين الناس، واستمرت مهنته لعقود من الزمن، وارتبطت في قلوب المصريين، فكانت مهنة "البوسطجي" أو "ساعي البريد" من أهم العوامل الراسخة في الثقافة المصرية، كانت تقوم مهنته على توصيل الرسائل والجوابات، حيث كان جزءً من الحياة اليومية في مصر، فكان ينتظره الناس بلهفة وترقب، لاستلام الجوابات السعيدة، ومنها الحزينة.

فهناك والدين ينتظرون بلهفة وشوق الاطمئنان على أبنائهم، فيأتي ساعي البريد بطلته المعروفة، ذي البدلة باهتة اللون، وحاملاً حقيبة تحتوي على ما يسر ويطمئن، وما يحزن ويؤلم، وشارة نحاسية صغيرة تعلو جيبه الأيسر، ليطمئن قلوبهم، كما تم تصويره في الروايات والقصص الشعبية، كرمز للاتصال بين الناس، خاصة في المناطق الريفية المنعزلة، مثل الرواية المصرية "البوسطجي"، للكاتب والروائي يحيى الحقي، وبها نتعرف على هيئة البوسطجي ومغامراته.

رواية "البوسطجي"

ارتبطت في أذهاننا، هيئة ساعي البريد، ذات الشخصية المحترمة والمحبوبة، ولكن جاء الكاتب والروائي الكبير يحيى حقي، ليصور لنا في روايته "البوسطجي" شخصية عباس البوسطجي، الذي كان يعيش في القاهرة، ثم ينتقل حديثًا إلى قرية كوم النخل بأسيوط، ليعمل ناظرا لمكتب البريد.

وهناك تبدأ معاناته مما يلاقاه من سوء معامله وجهل من أهل القرية، ومعاملتهم له بجفاء، حتى يقرر عباس الانتقام من أهل القرية بأن يتجسس على رسائلهم ويعرف أسرارهم، ويكشفها، ومن هنا تبدأ المعاناة.

ساعي البريد والتكنولوجيا

جاءت التكنولوجيا لتغير دور ساعي البريد، حيث أصبح البريد الإلكتروني والرسائل النصية هي الوسيلة الأساسية للتواصل السريع، ولكن رُغم تطور التكنولوجيا وتقلص دور ساعي البريد، إلا أنه مازال متواجدًا ووجوده مهمًا في الحياة، من خلال تسليم الطرود والمستندات المهمة، خاصة في ظل ازدهار التجارة الإلكترونية، وله دور هام أيضًا خاصة في المناطق التي يتعثر بها وصول التكنولوجيا.