الجمعة 11 اكتوبر 2024

9 أكتوبر 1973 .. تفاصيل اليوم الثالث للعبور

السادس من أكتوبر 1973

تحقيقات9-10-2024 | 12:20

أماني محمد

51 عاما مرت على يوم النصر، السادس من أكتوبر 1973، والذي فيه حقق الجيش المصري انتصاره المجيد وعبر قناة السويس وتقدم في معركته لتحرير أرض الفيروز، من براثن العدو، فكان نجاحه صاعقا ومدويا وفاجئ الإسرائيليين بذكاء وعبقرية وخداع استراتيجي سجله التاريخ.

وشهد يوم 9 أكتوبر 1973، استمرار المعارك بين الجيش المصري وقوات العدو، الذي أعلن في ذلك اليوم رسميا فقدانه السيطرة على خط بارليف، الذي كان يصفه بـ"المنيع"، إلا أن عبقرية وبسالة الجيش المصري حطمته في 6 ساعات، لتنجح في إتمام العبور ورفع العلم المصري على نقاطه.

يوم 9 أكتوبر 1973

وفي يوم التاسع من أكتوبر 1973، تواصلت المعارك، حيث نجح الجيش المصري في تصفية جميع حصون العدو في سيناء عدا حصن واحد في طريق بورسعيد - رمانه - العريش الساحلي، وإثر ذلك انسحبت قوات العدو إلى خط المضايق في سيناء بعد سقوط خط الدفاع الأول وخط الدفاع الثاني.

كذلك دارت معركة بحرية عنيفة أسفرت عن إغراق 5 زوارق إسرائيلية كما تقدمت القوات المصرية 15 كم في عمق سيناء، وعرفت تلك المعركة البحرية باسم معركة بلطيم، أو معركة دمياط، حيث وقعت في دلتا النيل بين مدينتي بلطيم ودمياط، وكانت بين القوات البحرية المصرية والإسرائيلية، استمرت يومي 8 و9 أكتوبر 1973، وذلك عندما توجهت ستة قوارب صواريخ سَعَر إسرائيلية إلى بورسعيد واشتبكت مع أربع قوارب صواريخ أوسا مصرية جاءت من الإسكندرية.

وعلى الجبهة السورية، قصفت قوات العدو دمشق للرد على فشلها المتوالي منذ 6 أكتوبر 1973 في الجبهة المصرية، حيث أقر العدو رسميا في 9 أكتوبر 1973 بفقده السيطرة على خط بارليف الحصين على شاطئ قناة السويس وأن القوات المصرية سيطرت عليه بالكامل بعد 3 أيام من بدء تلك الحرب.

وفي هذا اليوم في إسرائيل، وقف وزير الدفاع الإسرائيلى، موشى ديان، في مؤتمر صحفي يكشف عن الموقف العسكرى على الجبهتين المصرية والسورية، وفقا لما ذكره المشير محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات أثناء الحرب، والذي أصبح بعد ذلك رئيسا للأركان ووزيرا للدفاع، فى مذكراته «حرب أكتوبر 1937».

فيوضح الجمسي في مذكراته أن المؤتمر الصحفي لم يكن مذاعا، بعدما رفضت رئيسة الحكومة الإسرائيلية جولدا مائير إذاعته بسبب خطورة المعلومات به، فيقول إن ديان قال في مؤتمره "كنا ننوى أن نحشد كل جهودنا من أجل تحييد سوريا، ولا أعرف إذا كان فى وسعنا أن نرغمها على طلب وقف إطلاق النار، ولكن أعتقد وآمل أن نتمكن من إسكات مدافعهم والحد من قوتهم إلى أقصى حد ممكن. إن السوريين يقاومون، وعلينا أن نضع ذلك فى حسابنا، ولكننا نوشك على الحد من قوتهم، وليس فى وسعى أن أذكر أمامكم عدد المدرعات السورية التى لا تزال داخل أراضينا - يقصد الجولان السورية المحتلة - إننا نريد تحييد الجبهة السورية، فهذا من وجهة نظرى له الأفضلية الأولى لأنها ملاصقة تماما ببلادنا".

كما يوضح الجمسي في مذكراته أنه اتضح لأمريكا في 9 أكتوبر أن الموقف الإسرائيلي أصبح حرجا نتيجة الخسائر الشديدة التي تكبدتها في الأسلحة والمعدات، وهو ما أوضحه السفير الإسرائيلي ديننز للدكتور كسنجر في المقابلة التي تمت بينهما في صباح ذلك اليوم في البيت الأبيض، وهي المقابلة التي طلبت فيها إسرائيل سرعة إمدادها بالأسلحة والمعدات الثقيلة على وجه السرعة وبإلحاح شديد، واقترحت مائير السفر إلى واشنطن لطلب الأسلحة لكن كسنجر لم يوافق وتولى الأمر بنفسه.

ووفقا لمذكرات الجمسي، في مساء 9 أكتوبر نقل كسنجر للسفير الإسرائيلي قرار الرئيس الأمريكي أنه "قرر إرسال جميع قطع الغيار والمعدات المدرجة في القائمة من تجهيزات ومعدات إلكترونية، ما عدا قنابل الليزر، وأنه سيرسل عددا من الدبابات طراز م-60 وهي أحدث ما لدى أمريكا.