الجمعة 17 مايو 2024

صناعة السيارات فى مصر.. تاريخ عريق وحاضر واعد

1-3-2017 | 15:01

كتبت-ملاذ الحكيم:

شهد تاريخ صناعة السيارات فى مصر سجلًا حافلًا بالإنجازات، بدأته مصر فى الأربعينات من القرن الماضى من خلال شركة مصر للهندسة والسيارات والتى قامت على صناعتين الأولى فى اللوارى والمقطورات، والثانية صناعة أجسام الأتوبيسات الخشبية والمعدنية.

وفى الخمسينيات، شقت مصر طريقها نحو العالمية بتأسيسها مصنع "أنجليا" والذى يعتبر أول مصنع على أراضيها تابع لشركة فورد العالمية، حيث قام بإنتاج وتجميع إنتاج هذه الشركة من السيارات، وتوالت بعده الشركات المصرية لإنتاج وسائل النقل الخفيف كشركة "جورج حاوى" والتى أنتجت السيارة رمسيس، وظلت هذه الشركات تعمل حتى بدء تطبيق القرارات الاشتراكية بعد التأميم.

وفى نهاية الخمسينيات بدأت شركة فورد فى تصفية أعمالها فى مصر نتيجة عدم توفير العملات الصعبة اللازمة لاستيراد المكونات، وتحولت شركة مصر للهندسة والسيارات إلى شركة مصر للهندسة والعدد، وتم ضم شركة جورج حاوى و فؤاد درويش إلى هيئة النقل العام بالقاهرة، وبعدها تم إنشاء شركة النصر لتجميع السيارات المدنية بالتعاون مع شركة فيات.

وبعد بدء سياسة الانفتاح مع بداية التسعينات، شجعت الحكومة المصرية على إنشاء مصانع خاصة لإنتاج وتجميع السيارات، وبدأت عدة شركات عالمية بإنشاء مصانع لها فى مصر وقدمت عدة موديلات حديثة تلبى احتياجات المستهلك مقارنة بما كانت تقدمه "النصر" من موديلات أوقف إنتاجها فى مصانع فيات منذ سنوات، حيث ظهرت ماركات أخرى مثل سوزوكى وهيونداى وبيجو، وفى ظل هذا التنوع الكبير والمنافسة الشرسة، تدنت مبيعات "النصر" بشدة مما أدى إلى زيادة مديونياتها، لتصفى بعدها إنتاجها وتغلق مصانعها.

وتعليقًا على صناعة مصر للسيارات فى الوقت الحاضر، يقول اللواء حسين مصطفى المدير التنفيذى لرابطة مصنعى السيارات فى مصر، فى حديثة لـ"الهلال اليوم"، أن مصر أوقفت تصنيع السيارات البيجو فى 2005 وأيضًا تم إيقاف السيارات الكيا فى عام 2007، إلا أنه هناك ما يعادل الـ17 مصنع يعملون للشركات الكبرى مثل "بى إم دابليو" و"سوزوكي" و"نيسان" و"شيفورليه" و"شيروكي" و"تيوتا".

وأضاف أن كل هذه المصانع تجميعية فقط، أى أنها تستورد قطع الغيار من مصانع متخصصة فى 16 دولة حول العالم وتعمل على تجميع هذه الأجزاء داخل مصانعها فى مصر، مشيرًا إلى أن هذه المكونات يتم تجميعها بخبرات عالمية وتكنولوجيا عالية الدقة لا تتوفر داخل البلاد، ما يدفعهم لاستيراد هذه الخبرات أيضًا.

وأرجع تأخر مصر فى صناعة السيارات إلى العديد من العقبات تأتى فى مقدمتها ما أسماه "نمو السوق"، فكلما شهد سحب على المنتج من المستهلك كلما تشجع تصنيعه، وهو مايفتقده سوق السيارات فى مصر بالإضافة إلى أن المصانع فى مصر لا تنتج جميع الأنواع وهو ما يخلق مشكلة عدم كفاية الأسواق، ما يدفع التجار للاستيراد من الخارج.

وأشار إلى أن هذا العام بلغ حجم المبيعات حوالى 200 ألف سيارة، تم استيراد نصفهم من الخارج، على الرغم من مشكلة زيادة سعر الدولار والتى أثرت بالضرورة على ارتفاع سعر السيارات، لافتًا إلى أن السيارات النقل التجارية والسيارات الفخمة تتصدر قائمة السيارات المستوردة.