الخميس 10 اكتوبر 2024

دراسة جديدة توضح طقوس التضحية بالبشر في حضارة السكيثيين بأوروبا

جانب من التضحية بالبشر والخيول

الهلال لايت 10-10-2024 | 01:38

إسلام علي

اكتشف علماء الآثار أدلة على طقوس التضحية بالبشر والخيول في تلة دفن ما قبل التاريخ الكبيرة في جنوب سيبيريا.

وطبقا لما ذكره موقع labrujulaverde، قد تم الكشف عن هذه الأدلة خلال أعمال التنقيب في موقع تونوغ 1 في توفا بروسيا، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Antiquity ويعتبر الموقع، الذي يعود إلى العصر الحديدي، تلة دفن ملكية من أواخر القرن التاسع، وهو واحد من أقدم وأكبر التلال في السهوب الأوراسية.

 

التضحية لأجل سلالة النخبة

كشفت الحفريات عن بقايا مجزأة لما لا يقل عن 18 حصانًا وإنسان واحد، مما يشير إلى أنها تم التضحية بها تكريمًا لفرد نخبوي دفن في المكان.

 

وُجدت هذه البقايا مقترنة بتحف على الطراز السكيثي ومعدات ركوب الخيل، مما يدل على أن هذا الدفن يمثل مثالًا مبكرًا على طقوس الجنازة التي كانت تركز على الخيول عند السكيثيين اللاحقين، والتي تم وصفها في النصوص الكلاسيكية الأوروبية.

 

كان السكيثيون من شعوب العصر الحديدي في السهوب الأوراسية، ويُعرفون بثقافتهم المرتبطة بالخيول وفنهم المميز المعروف بـ "الطراز الحيواني".

 

حضارة السكيثيين

يعد السكيثيون مجموعة من الشعوب البدوية التي عاشت في السهوب الأوراسية خلال العصر الحديدي، وخاصة بين القرنين السابع والثالث قبل الميلاد.

يُعتبرون من أبرز ثقافات هذا العصر، وقد انتشروا عبر مناطق واسعة تشمل أجزاء من أوكرانيا وروسيا وكازاخستان ومناطق من الشرق الأوسط.

 

الحياة البدائية

كان السكيثيون يعيشون في مجموعات بدوية، يعتمدون بشكل كبير على تربية الماشية والصيد، وكانت الخيول جزءًا أساسيًا من حياتهم، حيث استخدموها في التنقل والقتال.

 

الثقافة والفن

 اشتهروا بفنهم الفريد، الذي يُعرف باسم "الفن الحيواني"، والذي تميز بتصوير الحيوانات بأسلوب تجريدي، وهذا الفن كان جزءًا من الزخارف على الأسلحة والأدوات.

 

التجارة

رغم حياتهم البدوية، شارك السكيثيون في التجارة مع الشعوب الأخرى، بما في ذلك الإغريق والفُرس، وكانت لهم علاقات تجارية مهمة مع حضارات مثل اليونان القديمة.

 

التاريخ

كانوا معروفين بشجاعتهم ومهاراتهم القتالية، استخدموا الخيول في المعارك، وحققوا انتصارات ملحوظة على عدد من الإمبراطوريات، بما في ذلك الإمبراطورية الفارسية.

 

الديانة

 كانت لديهم معتقدات دينية معقدة، تضمنت عبادة آلهة مختلفة، وكانوا يمارسون طقوسًا دينية، بما في ذلك طقوس التضحية، وبحلول القرن الثاني الميلادي، بدأت شعوب السكيثيين في الانقراض أو التحول إلى ثقافات أخرى، مثل السارماتيين، وقد أثروا بشكل كبير على الثقافات المختلفة التي جاءوا في اتصال معها.

 

وفي هذا السياق، قال جينو كاسباري، المؤلف الرئيسي للدراسة من معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان الجيولوجي وجامعة برن في سويسرا، لمجلة نيوزويك: اكتشفنا طقوس دفن فريدة كانت تُعتبر لفترة طويلة مبالغة من قبل المؤرخ اليوناني هيرودوت لجعل البدو الرحل في السهوب يبدو أكثر همجية".

 

وأكد: سمح لنا علم الآثار بجمع المصادر المكتوبة والبقايا المادية من مسافات بعيدة عبر السهوب الأوراسية"، وأضاف كاسباري: لقد أنشأ الناس مشهدًا من جثث بشرية وحيوانات أليفة قيمة للغاية، وهو عرض للقوة الشديدة".

 

وأوضح أنه بالرغم من عدم اليقين بشأن المعاني المحددة لهذه الطقوس، فإن رؤية مثل هذا الترتيب من الجثث المتعفنة كانت ستوضح بشكل قاطع أن أهل هذه الأراضي يجب ألا يُعبث بهم.

 

أصول السكيثيين

تشير الاكتشافات إلى أن التلة تعود إلى شعب مرتبط بالسكيثيين، الذين هاجروا من آسيا الوسطى إلى السهوب البنطية في جنوب غرب روسيا وأوكرانيا، على الرغم من أن أصولهم الدقيقة لا تزال غامضة.

 

تمثل هذه الاكتشافات أحد أقدم الأمثلة على ممارسات الدفن على الطراز السكيثي، مما يوحي بأن السكيثيين، المعروفين أكثر في أوروبا الشرقية، قد نشأوا في الشرق.

 

وأوضح كاسباري: غالبًا ما يُفهم مصطلح السكيثيين كمرجع عرقي، لكن سكان تونوغ لم يكونوا سكيثيين بالمعنى الضيق، ولا نعرف ما كانوا يسمون أنفسهم به، لكن ثقافتهم المادية تحمل العديد من السمات التي سنجدها لاحقًا في منطقة شمال البحر الأسود وحتى غرب السهوب الأوراسية، باختصار، كانوا مرتبطين ثقافيًا، لكنهم لم يعتبروا أنفسهم شعبًا واحدًا أو إمبراطورية".

 

تشير العناصر المميزة لمراسم الدفن القربانية إلى تأثيرات من أمثلة العصر البرونزي المتأخر في منغوليا، مما يدل على أن الطقوس السكيثية نشأت جزئيًا من الشرق والجنوب، متأثرة بثقافات الخيول في العصر البرونزي في منغوليا.

 

واختتم كاسباري بقوله:  إنها حالة أخرى تسلط الضوء على التغيرات الهائلة وانتقال الأفكار التي حدثت خلال العصر الحديدي المبكر عبر مسافات شاسعة على سهول أوراسيا، وقد كان هذا التطور مقدمة لإمبراطوريتي الهون والمغول، اللتين أثرتا بشكل كبير على تاريخ أوروبا وشرق آسيا"، وذلك طبقا لما ذكره موقع newsweek.

 

تقاليد التضحية بالبشر

كانت لدى الآشوريين طقوس تُستخدم فيها التضحية بالبشر، وخاصة خلال الاحتفالات الدينية، إذ كانوا يقدمون ضحايا بشرية إلى الآلهة للحصول على رضاها.

 

حضارة المايا

استخدم شعب المايا طقوس التضحية البشرية كجزء من عباداتهم للآلهة، وكانت هذه الطقوس تُعتبر ضرورية لضمان الصحة والازدهار، تم تقديم الضحايا غالبًا في المعابد خلال الاحتفالات الكبرى.

 

حضارة الأزتك

كانت التضحية البشرية جزءًا أساسيًا من الدين الأزتيكي، اعتقد الأزتيك أن تقديم الضحايا للآلهة كان ضروريًا للحفاظ على توازن الكون ولضمان استمرار الحياة، كان يتم التضحية بالعديد من الأسرى خلال طقوس دينية كبيرة.

 

الحضارة الإغريقية القديمة

 كانت لدى الإغريق طقوس تضحية معينة، وغالبًا ما كانت تُستخدم خلال الاحتفالات الدينية أو لتحسين الظروف العسكرية، ويُعتبر تقديم القرابين جزءًا من التواصل مع الآلهة.

 

الحضارة الهندوسية

 تحتوي بعض النصوص القديمة على إشارات إلى طقوس التضحية البشرية، لكن هذه الطقوس كانت نادرة وارتبطت في بعض الأحيان بالتقاليد القديمة والممارسات الدينية.