وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، إلى العاصمة الإريترية "أسمرة" في زيارة تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الأوضاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، على النحو الذي يدعم عملية التنمية ويحقق مصالح شعوب المنطقة.
وجمعت مصر بإريتريا علاقات وثيقة، منذ أواخر القرن الماضي، وبرغم من ذلك فإن تلك العلاقة شهدت تطورات لافتة في عهد الرئيس عبد الفتاح، جاءت في سياق تدعيم الأمن والإستقرار الإقليمي.
العلاقات المصرية - الإريترية
ترجع جذور العلاقات المصرية - الإريترية إلى أواخر القرن الماضي، عندما دعمت مصر الثورة الإريترية، حتى تحقيق الاستقلال عن إثيوبيا في عام 1993.
وتباعًا، حرصت مصر مباشرة على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين ليكون هناك قناة شرعية بين القاهرة وأسمرة، بما يعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين.
ولعبت الدبلوماسية المصرية دور محوري حين نشأت حرب حدودية بين إريتريا وإثيوبيا امتدت منذ 1998 حتى 2000، حيث بذلت مصر جهود حثيثة في تحقيق السلام بين الجانبين.
تطور العلاقات
ومع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، في عام 2014، دخلت العلاقات بين البلدين أفقًا جديدًا، يرمي إلى تدعيم التعاون والتنسيق بين البلدين، بما يحقق السلم والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية عمومًا، ومنطقة القرن الأفريقي خصوصًا.
وفي نفس العام، قام الرئيس أسياس أفورقي بزيارة القاهرة، حيث التقي بالرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف مناقشة تطورات الأوضاع في القارة الأفريقية، لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والقرصنة.
تبع ذلك زيارة أخرى في عام 2016، بحث فيها الرئيسان سبل تنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في أفريقيا، ومنطقة القرن الأفريقي، وعلى هذا النحو جرت زيارة أخرى في عام 2018.
وفي أغسطس من عام 2019، وصل الرئيس الإريتري إلى القاهرة، مرة أخرى، في زيارة استغرقت يومين، التقي خلالها مع عدد من المسؤولين، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن مستجدات الأوضاع في القارة الأفريقية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، كما بحث تعزيز التعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، ومنها الزراعة واستغلال الثروات الحيوانية والسمكية والبنية التحتية والتجارة.
وجرت زيارة أخرى من قبل أفورقي إلى القاهرة، في عام 2020، بحث فيها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بملفات القرن الإفريقي وأمن البحر الأحمر، وتم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الحثيث المشترك لمتابعة تلك التطورات، وذلك تدعيمًا للأمن والاستقرار الإقليمي.
زيارة محورية
وفي فبراير الماضي، وصل الرئيس الرئيس الإريتري إلى مصر، في زيارة محورية، إذ جاءت في توقيت يشهد ديناميكيات جيوسياسية مُعقدة بمنطقة شمال شرق إفريقيا.
وتطرقت المباحثات التى أجرها الرئيس الإريتري مع الرئيس السيسي إلى التطورات التي يشهدها البحر الأحمر، حيث ناقش الرئيسان ما تشهده هذه المنطقة من تطورات أمنية خطيرة، وأكدا على أهمية عدم التصعيد واحتواء الموقف.
كما تم التشديد على ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة بشكل يمهد للنفاذ الإنساني الكامل والمستدام للقطاع، وإطلاق مسار حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا للمرجعيات الدولية المعتمدة.
وتوافق الرئيسان على ضرورة احترام سيادة دولة الصومال، ودعمها في رفض كافة الاجراءات التي من شأنها الانتقاص من هذه السيادة، كما تم التطرق إلى الأوضاع في السودان وتم تأكيد أهمية استمرار العمل المشترك بين مصر وإريتريا، في إطار مسار دول الجوار، من أجل التوصل إلى حلول جادة للأزمة تفضي إلى وقف إطلاق النار، بما يضع حداً للمعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب السوداني الشقيق، ويلبي تطلعاته وآماله في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
وفي السياق، ركزت المباحثات على تنشيط التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز التدفق الاستثماري عبر دعم تواجد الشركات المصرية في السوق الإريتري في القطاعات ذات الاهتمام والأولوية للجانبين، والتي تتمتع فيها الشركات المصرية بميزات نسبية وخبرات متراكمة.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين البلدين لاتتوقف عند الزيارات الرئاسية، إذ تحرص البلدان على تبادل الزيارات على مختلف المستويات، لبحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.