سعى رئيس وزراء اليابان شيرجو إيشيبا، في أول جولة خارجية له، إلى طمأنة الشركاء الدوليين بشأن استمرارية السياسة الخارجية والأمنية التي أرساها سلفه، فوميو كيشيدا، قبل الانتخابات العامة الهامة في اليابان المقررة في وقت لاحق من هذا الشهر.
واختتم إيشيبا اليوم الجمعة زيارته إلى لاوس التي استمرت يومين، والتي تضمنت اجتماعات مهمة في قمة شرق آسيا، بمشاركة دول مثل الصين وكوريا الجنوبية وروسيا والولايات المتحدة - وفق ما نقلته صحيفة جابان تايمز اليابانية.
وشهدت القمة أيضًا اجتماعات ودية بين إيشيبا ورئيس كوريا الجنوبية يون سُوك-يول ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، وخلال المحادثات مع بكين، أعرب إيشيبا عن معارضته الشديدة للأنشطة العسكرية في بحر الصين الجنوبي والشرقي، مشددًا على أهمية "السلام والاستقرار" عبر مضيق تايوان، والتزامه بـ"الحفاظ على تواصل وثيق مع الصين على جميع المستويات."
كما أعلن رئيس الوزراء عن اتفاقيات تعاون مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في مجالات الربط الرقمي والطاقة الخضراء.
ورغم التصريحات التي صدرت عن الاجتماعات، كان تركيز الانتباه على كيفية إدارة إيشيبا لظهوره الأول على الساحة الدولية ، واعتبر المحللون أن هدفه الرئيسي هو الإشارة إلى استمرارية الدبلوماسية اليابانية عقب استقالة كيشيدا.
وأوضح شيس بلازك، محلل آسيا والهادئ، أن التحركات الأخيرة تهدف إلى إظهار أن الاضطرابات الداخلية في الحزب الديمقراطي الليبرالي لا تعني انكفاء اليابان على نفسها أو تغييرات كبيرة في أولوياتها الخارجية، ولم يتم تضمين موضوع إنشاء نسخة من الناتو في آسيا في أي من المخرجات اليابانية، إذ تعرض الاقتراح لانتقادات واسعة، حيث اعتبر الكثيرون أنه غير واقعي.
ويرى الخبراء أن التركيز على تعزيز العلاقات مع دول آسيان يلعب دورًا حيويًا، حيث انتقلت اليابان من كونها مصدرًا رئيسيًا للمساعدات التنموية إلى شريك أمني وتجاري متزايد الأهمية.
وأكد إيشيبا إلتزام اليابان بدعم آسيان، مشددًا على أهمية التعاون في البنية التحتية ومشاريع إزالة الكربون، بالإضافة إلى تعزيز الأمن البحري.
وخلال الاجتماعات، أبدى إيشيبا "قلقًا شديدًا" بشأن "تصاعد" الأنشطة العسكرية الصينية بالقرب من اليابان، مطالبًا بـ"تفسير كامل" بشأن دخول طائرة عسكرية صينية في المجال الجوي الياباني.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة إيشيبا جاءت في إطار سعيه لطمأنة الشركاء الإقليميين بشأن التزام اليابان المستمر، مع تجنب أي تصعيد محتمل في العلاقات مع الصين.