أكد الطبيب المصري الدكتور محمد توفيق الاستشاري في جراحات شبكية العيون، أن أهم أهدافه كان علاج أكبر عدد من الحالات المصابة بشظايا وانفجار العيون والانفصال الشبكي في قطاع غزة، لافتا إلى أنه انتابه شعور رائع بعد أن تمكن المصابين من رؤية الحياة مرة أخرى بعد شهور من الظلام.
وقال توفيق، في أول ظهور تلفزيوني له عبر تطبيق "زووم" على قناة "dmc"، اليوم الأحد: "بدأت رحلتي للمرة الأولى إلى غزة قبل أربعة أشهر برفقة 19 طبيبا، ضمن فريق من متطوعي فريق الطوارئ الطبي التابع لمنظمة الصحة العالمية لمدة 22 يوما، لافتا إلى أنه يوجد برفقته حاليا طبيب عظام بريطاني، وطبيب تخدير أسترالي في زيارة تنتهي بنهاية أكتوبر الجارى.
وأشار إلى أن المنظومة الصحية في غزة غير مستعدة تماما للتعامل مع الأعداد الكبيرة المصابة بشظايا العين، لافتا إلى أن مستشفى غزة الأوروبي هو المكان الوحيد الذي يحتوي على غرفة عمليات مجهزة تستطيع التعامل مع تلك الحالات.
وأضاف توفيق، أن من أهم سبل العلاج لأغلب الحالات سرعة إنقاذ العين في مدة لا تقل عن شهر، ولكن الأوضاع الصعبة في القطاع تجعل الانتظار يصل لشهور، مؤكدا أن الطاقم الطبي والإداري يقوم بجهود جبارة في ظل ظروف صعبة على مدار 24 ساعة، معبرا عن انبهاره بطواقم العمل الفلسطينية.
وعن تفاصيل إجراء 30 عملية جراحية خلال 13 ساعة قال الطبيب المصري :"إنه كان هناك شريحة كبيرة من مرضي المياه البيضاء الذين تم وضعهم على قوائم الانتظار لشهور طويلة، كانوا في حاجة ماسة لإجراء العمليات الجراحية لإنقاذهم من العمى الدائم، لذلك كان يجب الانتهاء من جميع الحالات فى يوم واحد".
وأوضح الطبيب المصري، أن الصورة التي نراها عبر شاشات التلفاز لا تمس للواقع بصلة، لافتا إلى أن الحياة في المخيمات والتكدس الشديد في ظروف صعبة وعدم وجود مقومات الحياة وانقطاع التيار الكهربائي والعيش في ظلام تام وعدم وجود مياه، وعلى الرغم من ذلك فهم ملتزمون بأعمالهم منذ ساعات الصباح الأولي.
وأضاف الدكتور محمد توفيق، أن المستشفي الأوروبي خرج عن الخدمة لمدة شهرين كاملين بعد إخلائها، ولكنها استطاعت العودة مرة أخرى في خلال شهر واحد، بسبب حرص الطاقم الإداري والطبي على حماية الأجهزة والمعدات وإصرارهم على العمل في ظل ظروف صعبة، لافتا إلى أن القطاع الصحي يواجه مشكلة كبيرة في المستهلكات والأجهزة الطبية.