الأربعاء 16 اكتوبر 2024

جذب أنظار العالم.. اكتشاف حوت عاش قبل 40 مليون سنة

موقع الاكتشاف

الهلال لايت 13-10-2024 | 20:04

إسلام علي

استحوذت صحراء إيكا النائية في بيرو في عام 2023، على اهتمام الأوساط العلمية بفضل اكتشاف أول بقايا من Perucetus colossus، وهو حوت عاش منذ حوالي 40 مليون عام.
وقد تم تصنيفه كأثقل حيوان عاش على وجه الأرض، ورغم أن الموقع كان صعب الوصول، إلا أن علماء الحفريات استمروا في محاولاتهم للوصول إلى الهيكل العظمي الكامل لهذا الحيوان.

لحظة فارقة في علم الحفريات
كان اكتشاف الحوت بيروسيتوس في 2023 حدثًا تاريخيًا في علم الحفريات، ليس فقط بسبب ضخامة البقايا التي تشمل 13 فقرة وأربعة ضلوع وجزء من الحوض، بل أيضًا لأنه تخطى حجم الحوت الأزرق الذي كان يُعتبر سابقًا أكبر كائن على وجه الأرض.
تشير التقديرات إلى أن طول بيروسيتوس قد يصل إلى 20 مترًا، بكتلة تُقدر بـ340 طنًا، أي ما يقرب من ضعف وزن الحوت الأزرق الذي يبلغ متوسط وزنه حوالي 170 طنًا.

لغز الهيكل العظمي الناقص


رغم عظمة هذا الاكتشاف، إلا أن الهيكل العظمي المكتشف كان غير مكتمل، مما أثار العديد من التساؤلات حول شكل الحيوان وبيئته، لم يتم العثور على الجمجمة أو الأسنان، مما جعل العلماء يتكهنون حول نظامه الغذائي. 
ووفقًا للبروفيسور ألبرتو كولاريتا، فإن واحدة من أكبر الألغاز هي ما إذا كان بيروسيتوس من الحيوانات العاشبة مثل خراف البحر، أم أنه كان زبالًا يتغذى على جثث الكائنات البحرية الأخرى.

 

بعثة متعددة التخصصات
في إطار مشروع ProArcheo وبتمويل مشترك من جامعة بيزا، عاد فريق من العلماء بقيادة البروفيسور جيوفاني بيانوتشي إلى الموقع لاستكمال الحفريات.
ضم الفريق علماء حفريات بارزين من بينهم ألبرتو كولاريتا وجوليا بوسيو، بالإضافة إلى خبراء في الجيولوجيا وعلم الحفريات الدقيقة من جامعتي كاميرينو وميلانو بيكوكا، وتوسع الفريق في منطقة الحفر للوصول إلى بقايا إضافية من الهيكل العظمي.

تحديات التضاريس
من بين التحديات الرئيسية التي واجهها العلماء كان التضاريس الوعرة لصحراء إيكا، حيث دُفنت أحفورة بيروسيتوس في تل صخري قاسٍ، وهذا الأمر صعّب عملية الحفر باستخدام الأساليب التقليدية، ولذلك، استخدم الفريق حفارة ميكانيكية لإزالة الصخور الصلبة وإنشاء منصة عمل أكثر سهولة، مكنهم هذا التدخل من الاقتراب من طبقة صخرية يعتقد أن جمجمة الحوت العملاق مدفونة فيها، فالعثور على الجمجمة قد يوفر أدلة حاسمة حول نظامه الغذائي وسلوكه.

الاهتمام العلمي والإعلامي
كان تأثير اكتشاف بيروسيتوس عالميًا، فقد صنف كأحد أهم الاكتشافات العلمية في عام 2023 من قبل مجلة ناشيونال جيوغرافيك، ولفت حجم هذا الحيوان العملاق انتباه الجمهور حول العالم، مما عزز نشر النتائج في مجلة نيتشر، وهي واحدة من أهم المجلات العلمية، كما سلط الاكتشاف الضوء على أهمية مواصلة الأبحاث حول الحياة البحرية خلال فترة الإيوسين، وهي الفترة التي عاش فيها بيروسيتوس.

أمل في اكتشافات إضافية
مع توسع البحث في الموقع، يأمل العلماء في العثور على بقايا إضافية تكمل الهيكل العظمي لهذا الحوت الغامض. وتشير التحليلات الأولية إلى أن بيروسيتوس كان يتميز بكثافة عظام عالية، مما يشير إلى أنه كان يعيش في قاع البحر بشكل أساسي، وهذا الاكتشاف قد يقدم رؤى جديدة حول البيئات البحرية القديمة التي احتضنت مخلوقات بأحجام هائلة مثل بيروسيتوس، وذلك طبقا لما نقله موقع labrujulaverde.