قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، في تعليقه على الضربة النوعية التي شنها حزب الله على إسرائيل باستخدام عدد كبير من المسيرات، إن هذه الضربة ليست مجرد استهداف لحيفا فقط، بل تمثل تغيرًا كبيرًا في نوعية الاستهدافات.
وأضاف أن حيفا ليست مجرد مدينة صناعية مهمة في شمال إسرائيل، بل هي "درة التاج" الاقتصادية والصناعية، حيث تجمع بين كونها مركزًا صناعيًا وعلميًا كبيرًا، بالإضافة إلى كونها أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد الإسرائيلي.
وأكد فهمي أن حيفا ليست قاعدة عسكرية تقليدية كما يعتقد البعض، بل تضم مجموعة واسعة من المنشآت الاقتصادية الحيوية، وهذا ما يجعل استهدافها ذو أهمية كبيرة بالنسبة لحزب الله.
وأوضح أن الحزب يتبع استراتيجية استباقية تهدف إلى إرباك الحسابات الإسرائيلية وإجهاد قدرتها على التنبؤ بالضربات القادمة، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية تسعى لكسر المعادلة التقليدية التي تربط بين حيفا وبيروت أو الضاحية الجنوبية، ورغم هذا، ورأى فهمي أن من المبكر القول بأن حزب الله سيلجأ لاستخدام الصواريخ بعيدة المدى في هذه المرحلة.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية كانت تسعى في عملياتها السابقة في جنوب لبنان إلى إنشاء منطقة عازلة قد تصل إلى 15 كيلومترًا و تأمين وجودها حتى ما بعد نهر الليطاني، إلا أن هذه المخططات ظلت في المستوى النظري ولم تتحقق بشكل ملموس على أرض الواقع حتى الآن.
وأشار فهمي إلى أن الضربة الأخيرة في حيفا لها تداعيات خطيرة على الرأي العام الإسرائيلي، حيث تسود حالة من الحزن والارتباك بين الإسرائيليين، بالإضافة إلى المطالبات الشعبية برد قاسٍ على هذه العملية.
ولفت إلى أن هناك انتقادات لإدارة نتنياهو بسبب ما حدث اليوم في حيفا، مؤكدًا أن هذه العملية تمثل نقطة تحول كبيرة في مسار الصراع، وقد تفتح الباب أمام تصعيد جديد.