الثلاثاء 15 اكتوبر 2024

تصوير سديم الوردة.. نظرة إلى مشهد فلكي مؤقت

جانب من المشهد

ثقافة15-10-2024 | 08:45

إسلام علي

يعد سديم الوردة هو سحابة عملاقة من الغاز والغبار تتشكل بفضل ولادة النجوم داخلها، وتظهر بألوان رائعة بفضل نشاط هذه النجوم، ويتميز السديم بحلقات ملونة، حيث يبدأ باللون الأزرق في الداخل، ثم يتحول إلى الأصفر في المنتصف، وينتهي بالأحمر في الخارج.

أين يقع سديم الوردة؟

يقع سديم الوردة على بعد 5000 سنة ضوئية من الأرض، في كوكبة وحيد القرن، وإنه أحد أكثر السدم إثارة للإعجاب في الفضاء، ويبلغ عرضه حوالي 130 سنة ضوئية، مما يجعله أكبر بخمس مرات من سديم الجبار، رغم أنه أبعد بنحو أربعة أضعاف.

لماذا يعتبر سديم الوردة مميزًا؟

يعد سديم الوردة واحد من أكبر مناطق تكوين النجوم في الكون، ويتكون من كميات هائلة من الغاز والغبار، وتُنتج ألوانه الجميلة بفضل تأثير الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن النجوم الضخمة التي تعمل على تأيين الغاز المحيط، فاللون الأصفر والذهبي ناتج عن تأيين الأكسجين، واللون الأحمر يعكس تأيين الهيدروجين، واللون الوردي يشير إلى تأيين السيليكون.

مجموعة من النجوم الضخمة في مركز السديم

في وسط سديم الوردة، توجد مجموعة النجوم الزرقاء الشابة المعروفة باسم NGC 2244 هذه النجوم الضخمة، التي يبلغ عمرها حوالي 2 مليون عام فقط، تشكلت بفعل الجاذبية المتبادلة للغازات داخل السديم، وتعتبر هذه المجموعة مركزًا رئيسيًا للسديم، حيث نحتت وأضاءت التجويف الكبير الذي نراه.

خراطيم الفيل: الأعمدة الغامضة

يمكنك رؤية تشكيلات غريبة تعرف باسم "خراطيم الفيل" أو أعمدة الغبار في السديم، هذه الأعمدة تشير إلى انتقال الغاز المؤين الساخن بالقرب من النجوم إلى الهيدروجين الأكثر برودة خلفها، وشكلها يشبه الجذع لأن الغاز الأكثر برودة يقاوم توسع الفضاء حول النجوم الشابة.

مستقبل سديم الوردة

رغم جماله المذهل، إلا أن سديم الوردة لن يستمر إلى الأبد. في غضون حوالي 10 ملايين سنة، سيعمل الإشعاع الصادر عن النجوم الشابة الضخمة على تبديد السديم بالكامل، مما يعني أن هذا المشهد الرائع هو ظاهرة مؤقتة في الكون.

التقاط الصورة

تم تصوير سديم الوردة بواسطة كاميرا الطاقة المظلمة (DECam) عالية الدقة، وهي جزء من مرصد سيررو تولولو في صحراء أتاكاما في تشيلي. 

التُقطت الصورة بدقة تبلغ 570 ميجابكسل، ونُشرت بمناسبة الذكرى الخامسة لمختبر NOIRLab التابع للمؤسسة الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، وذلك نقلا عن موقع Live science.