الثلاثاء 15 اكتوبر 2024

واشنطن بوست: استهداف إسرائيل لمستشفى الأقصى أحدث دليل على عدم وجود مكان آمن في غزة

غارة إسرائيلية

عرب وعالم14-10-2024 | 23:02

دار الهلال

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عددها الصادر اليوم الاثنين، إن الغارة الإسرائيلية على محيط مستشفى شهداء الأقصى كانت مثالاً آخر على تعرض مستشفيات غزة، التي من المفترض أن تحظى بحماية إضافية بموجب القانون الدولي، للهجوم الإسرائيلي وأحدث دليل على عدم وجود مكان آمن في القطاع.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير إخباري لمراسليها، إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجمع المستشفى في وسط غزة في وقت مبكر من اليوم الإثنين حيث أدت ألسنة اللهب إلى تمزيق الخيام التي تؤوي النازحين، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، كما أظهرت مقاطع الفيديو من مكان الحادث رجلاً يحترق حياً بينما لم يكن بوسع المارة فعل شيء سوى المشاهدة.

وأضافت الصحيفة أن موقع الغارة كان مليئًا بالخيام التي أقامتها عائلات فرت من القتال في أماكن أخرى في القطاع.

ووفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، فإن غالبية المصابين من الغارة الليلية والنيران التي أعقبتها - كثير منهم في حالة خطيرة - كانوا من النساء والأطفال.

وقال شاهد عيان للصحيفة، إن الخيام اشتعلت فيها النيران حيث هزت عدة انفجارات المنطقة، مضيفا :" كانت النيران سريعة جدًا وأحرقت جميع الخيام، رأيت ثلاثة أشخاص يحترقون وعشرات الإصابات ومئات العائلات تركض وتصرخ وتبحث عن أطفالها".

وردًا على أسئلة من صحيفة واشنطن بوست، قال مكتب الإعلام التابع للجيش الإسرائيلي إن القوات الجوية "نفذت ضربة دقيقة" على المسلحين الذين يعملون في قطعة أرض مجاورة لمبنى المستشفى وأن الحادث قيد المراجعة.

وشاركت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدج، مقطع فيديو مع الصحيفة، أظهر رجال الإنقاذ يلفون جثة متفحمة في بطانية ويمكن رؤية قدم سوداء تبرز من الكفن المؤقت.

وأضاف شهود عيان للصحيفة :" أن هناك حالة من الخوف والذعر، والنازحون ليس لديهم مأوى سوى النوم في العراء، معظم الناجين يعانون من حروق شديدة، لكنهم سيموتون بعد فترة لأن حروقهم عميقة، إنها مجرد مسألة وقت".

ومع اشتعال النيران في الخيام، تدفق العشرات من الجرحى إلى قسم الطوارئ بالمستشفى حيث كان العديد من الجرحى من النساء والأطفال، وبعد شروق الشمس، قام النازحون بالتقاط بقايا الخيام المتفحمة والمشوهة والهياكل المعدنية والمركبات، وفقا لمقاطع الفيديو.

واستعرضت الصحيفة حجم المعاناة التي يشهدها النظام الصحي في غزة حيث يتعرض لضغوط شديدة جراء الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المرافق الصحية والعاملين الطبيين، وأوامر الإخلاء الإسرائيلية ونقص الإمدادات الحيوية.

وأوضحت الصحيفة إن إسرائيل أمرت بإخلاء ثلاثة مستشفيات في شمال غزة الأسبوع الماضي، وفقًا لمنير البرش، المدير العام لجميع المستشفيات في غزة، وسط هجوم مكثف على أقصى محافظة في شمال القطاع كما تقدر الأمم المتحدة أن 175 ألف شخص عالقون هناك.

وتابعت الصحيفة أنه على مدى الأسبوعين الماضيين، لم تسمح إسرائيل بدخول المساعدات الغذائية إلى شمال غزة بالكامل، حيث تقول الأمم المتحدة إن حوالي 400 ألف شخص محاصرون، كما تقول وزارة الصحة في غزة اليوم /الإثنين/ إن المستشفيات تعاني من نقص الغذاء والماء، وطالبت بالمساعدة في إجلاء المرضى.

وفي الوقت نفسه، اتهمت جماعات إنسانية وحقوقية، إسرائيل بانتهاك القانون الدولي من خلال منع المساعدات، وفقا لما أوردته الصحيفة.

وقُتل أكثر من 42000 شخص وجُرح أكثر من 98000 في حرب إسرائيل في غزة، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، والتي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين ولكنها تقول إن غالبية الضحايا من النساء والأطفال.

وأضافت الصحيفة، أن ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص في جميع أنحاء قطاع غزة - 90 في المائة من السكان - نازحون داخليًا، الذين لجأوا إلى المستشفيات والمدارس، على أمل أن تمنحهم المؤسسات المدنية بعض الحماية الإضافية، ولكن إسرائيل هاجمت مراراً وتكراراً المدارس التي تؤوي النازحين فضلاً عن المستشفيات.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في بيان إن "القوات الإسرائيلية أطلقت مساء أمس الأحد عددا من قذائف الدبابات على منطقة مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، خمسة منها أصابت مدرسة تابعة للأونروا تؤوي نازحين، ما أسفر عن مقتل 22 شخصا على الأقل كانوا يحتمون هناك".

وأضافت الأونروا أن المدرسة كان من المفترض أن تكون موقعا للتطعيم خلال المرحلة الثانية من حملة تقودها الأمم المتحدة لتطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال، "ولكن بسبب الأضرار التي لحقت بها لم يكن من الممكن استخدامها".