السبت 19 اكتوبر 2024

تفجيرات وتعزيزات عسكرية.. اشتعال أزمة الحدود بين كوريا الشمالية والجنوبية

تصاعد التوترات بين الكوريتين

تحقيقات15-10-2024 | 16:15

محمود غانم

وسط حرب كلامية، تتزايد حدة التواترات بين الكوريتين على خلفية إعلان الشمال عن خطة "الفصل التام" لأراضي البلاد عن الجنوب في خطوة تستهدف إزالة أي آثار للوحدة بين البلدين.

انفجارات على الحدود

وقال جيش كوريا الجنوبية، إن كوريا الشمالية نسفت أجزاء من طرقها المتصلة بجارتها الجنوبية، مشيرًا في الوقت ذاته، إلى أنه أطلق "نيرانًا مضادة" بعد تلك الخطوة التي جاءت تنفيذًا لتعهد "بيونج يانج" بقطع الطرق والسكك الحديدية.

وعرض الجيش مقطع فيديو يُظهر سحبًا من الدخان الأبيض والرمادي تنبعث من الانفجار على طريق بالقرب من مدينة "كيسونج" الحدودية، وكذلك طريق ساحلي بالقرب من الحدود الشرقية، بالمقابل ظهرت حفارات وشحنات كوريا الشمالية تزيل الحطام.

والأسبوع الماضي، أعلنت كوريا الشمالية عن خطة "الفصل التام" لأراضي البلاد عن كوريا الجنوبية، والتي أعلمت بها الولايات المتحدة الأمريكية بها؛ لمنع أي سوء تقدير أو اشتباك عرضي. وعلى الرغم من ذلك فقد قابل الجنوب تلك الخطوة بإطلاق نار مضاد على مناطق، التي تقع جنوبي خط ترسيم الحدود العسكري بين البلدين.

طائرة مسيرة تخترق الأجواء

ومؤخرًا، تزايدت حدة التوترات بين البلدين بعد أن أعلنت كوريا الشمالية، أن جارتها أرسلت طائرات مسيرة تحمل منشورات دعائية إلى سماء العاصمة بيونج يانج، في 3 و9 و10 أكتوبر الجاري.

إثر ذلك، أصدر الجيش الكوري الشمالي أمرًا لوحدات المدفعية الحدودية بالاستعداد لإطلاق النار على أي طائرة مسيرة تأتي إلى أجوائها من جارتها الجنوبية.

وفي السياق ذاته، أكدت تقارير إعلامية على أن الجيش الكوري الشمالي مستعد أيضًا لأي صراع مسلح محتمل يمكن أن يتصاعد فجأة عندما يرد الجنوب على النار.

واعتبر الشمال تلك الخطوة انتهاكًا صارخًا وخطيرًا للسيادة والأمن الوطنيين، وكذلك القانون الدولي، داعية الجنوب إلى التوقف فورًا عن "الاستفزاز الخطير الذي يمكن أن يتحول إلى حرب أو يؤدي إلى صراع مسلح".

بالمقابل، نفت كوريا الجنوبية صحة رواية الشمال، مؤكدة في الوقت نفسه على أنها لم ترسل طائرات مسيرة إلى أجواء كوريا الشمالية.

وعلى وقع ذلك، عقد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون اجتماع مع كبار مسؤوليه العسكريين والأمنيين، وصف خلاله رحلات طائرات كوريا الجنوبية المسيرة بأنها "استفزاز خطير" وحدد مهام غير محددة تتعلق بـ"العمل العسكري الفوري" وتشغيل "رادع الحرب" للدفاع عن سيادة البلاد، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الكورية الشمالية.

بينما حذرت كيم يو جونج، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، الجنوب من "كارثة مروعة" في حال أرسلت طائرات مسيرة إلى الشمال مرة أخرى.

 يُشار إلى أن كوريا الشمالية كان قد بدأت مسبقًا في تفكيك الطرق البرية بين الدولتين، وذلك عقب تصريحات أدلى بها زعيمها أواخر العام الماضي، وصف فيها الكوريتين بأنهما "دولتان متعاديتان"، ومن بعدها شرعت في إزالة مصابيح الشوارع وزرع ألغامًا على طول الحدود من طريقي "جيونجوي" و"دونجيه".

هذا بالإضافة إلى نشر قوات لبناء حواجز مضادة للدبابات وتعزيز الأسلاك الشائكة داخل أراضيه من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.

ومطلع العام الحالي، دعا زعيم كوريا الشمالية إلى تغيير وضع كوريا الجنوبية في دستور بلاده إلى دولة منفصلة ومعادية، وهو ما انتقده الجنوب وتعهد بالرد عليه بشكل مضاعف.