الأربعاء 16 اكتوبر 2024

اكتشاف منزل روماني بمقاطعة كاتانيا في صقلية

أرضية الفسيفساء في المنزل الروماني المكتشف في صقلية

ثقافة16-10-2024 | 17:51

إسلام علي

تتميز صقلية عن غيرها بأنها كانت مركزًا رئيسيًا للتجارة والإنتاج الزراعي في الإمبراطورية الرومانية، اعتمدت المستوطنات الرومانية الريفية مثل تلك المكتشفة بالقرب من بلدة فيزيني على الزراعة والتجارة لمسافات طويلة.

فهذه المستوطنات، التي امتدت على مساحات شاسعة، كانت تحتوي على فيلات ومرافق إنتاج زراعية تولد عوائد كبيرة، وكان نظام الطرق المتطور يربط المناطق الداخلية بالموانئ الساحلية، مما سمح بنقل المنتجات الزراعية والبضائع إلى أجزاء أخرى من الإمبراطورية.

 

الاكتشاف الأثري الحديث في صقلية

اكتشف فريق من علماء الآثار من جامعة جوتنجن بقايا منزل روماني يعود تاريخه إلى القرن الثاني إلى الرابع الميلادي في مقاطعة كاتانيا، بالقرب من بلدة فيزيني، على ارتفاع 500 متر فوق مستوى سطح البحر.

ويحتوي المنزل على أرضية فسيفسائية وغرفة تمثيلية تبلغ مساحتها نحو 100 متر مربع، وهذا المنزل كان جزءًا من قرية رومانية تمتد على مساحة حوالي 15 هكتارًا، وهي منطقة كانت تعيش على مستوى عالٍ خلال تلك الفترة.

 

أهمية القياسات الجيوفيزيائية في هذا الاكتشاف

كانت القياسات الجيوفيزيائية، بما في ذلك المسح المغناطيسي، كانت أداة أساسية في تحديد مواقع المباني المدفونة تحت الأرض دون الحاجة إلى الحفر.

استخدم الفريق هذه التقنية لتحديد وجود شذوذ في المجال المغناطيسي، مما قادهم إلى اكتشاف المبنى الروماني، وبالإضافة إلى المنزل المكتشف، أظهرت القياسات وجود مبانٍ أخرى مماثلة في المنطقة المجاورة، مما يوحي بأن القرية الرومانية كانت أكثر اتساعًا مما كان يُعتقد.

 

الخصائص المعمارية التي تم اكتشافها في القرية الرومانية

تميزت القرية الرومانية المكتشفة في صقلية بوجود أعمدة مستديرة مغطاة بالجص وربما مطلية، كما هو الحال في بومبي، كما تم العثور على نوافير مع برك رخامية، بالإضافة إلى السيراميك الفاخر المعروف باسم Terra Sigillata، والذي كان شائعًا في الفترات الرومانية.

تشير هذه العناصر إلى مستوى عالٍ من الحياة في تلك المستوطنة، مما يعكس التطور المعماري والرفاهية في الحياة اليومية.

 

ما هي أهمية هذا الاكتشاف بالنسبة لدراسة النظام الاستيطاني الروماني؟

يسلط هذا الاكتشاف الضوء على التغيرات في النظام الاستيطاني خلال العصر الروماني، حيث تم استبدال المدن اليونانية القديمة بنظام جديد من المستوطنات الريفية الكبيرة والفيلات.

كانت هذه المستوطنات تعتمد على الزراعة والتجارة لمسافات طويلة، وكانت متصلة بالمدن الساحلية عبر الطرق، وتعد القرية المكتشفة بالقرب من فيزيني شهادة على هذا التحول في طريقة العيش، وتعزز فهمنا للنظام الاقتصادي والاجتماعي في الإمبراطورية الرومانية، وذلك طبقا لما ذكره موقع labrujulaverde.