الخميس 17 اكتوبر 2024

تليسكوب جيمس ويب يلتقط صورًا لمجرة تنمو من الداخل إلى الخارج

صورة إرشيفية

ثقافة16-10-2024 | 22:27

إسلام علي

اكتشف العلماء مجرة صغيرة تنمو من الداخل إلى الخارج في الكون المبكر باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي.

يعد إنجازًا كبيرًا في مجال الفيزياء الفلكية، وهذه المجرة تعود إلى حوالي 700 مليون سنة بعد الانفجار الكبير، وهي فترة مبكرة للغاية من تاريخ الكون عندما بدأت المجرات في التكوّن والتشكل من سحب الغاز.

وتعد هذه المجرة المكتشفة أصغر بمئة مرة من مجرة درب التبانة، لكنها ناضجة بشكل مدهش بالنسبة لكونها في هذه المرحلة المبكرة،  ويظهر النضج في أن قلب المجرة يحتوي على تجمع كثيف من النجوم، في حين أن الأطراف تشهد تكوينًا نشطًا للنجوم، ويشير هذا إلى أن المجرة بدأت في تكوين النجوم في مركزها أولاً، ثم توسعت نحو الأطراف، وهي عملية تُعرف بـ"النمو من الداخل إلى الخارج". 
ويعتبر مثل هذا النمو نادرًا في المجرات المبكرة، إذ أن الفهم السابق لتطور المجرات كان يعتمد على نماذج أقل تفصيلاً لم تكن قادرة على توفير مثل هذه الرؤية.

 

الأهمية العلمية للاكتشاف


وتعد هذه المجرة المكتشفة المثال الأقدم الموثق للنمو من الداخل إلى الخارج، وتُشير هذه الظاهرة إلى أن المجرة بدأت تكوين النجوم أولاً في قلبها، حيث ينهار الغاز بسرعة كبيرة تحت تأثير الجاذبية ليشكل نواة كثيفة من النجوم، ومع مرور الوقت، بدأت المجرة في تكوين النجوم على أطرافها، مما أدى إلى توسعها ونموها.

قبل وجود تليسكوب ويب، لم يكن من الممكن دراسة المجرات في هذه الفترة المبكرة من تاريخ الكون بتفاصيل دقيقة، فالتكنولوجيا المتطورة للتلسكوب تسمح للعلماء برصد المجرات البعيدة للغاية، التي تبعد مليارات السنين الضوئية عن الأرض. 
وبعد امتلاك العلماء التليسكوب، تمكن ويب من التقاط صور عالية الدقة للمجرة وتحليل الضوء الصادر منها على أطوال موجية مختلفة، مما أتاح للعلماء تقدير عمر النجوم داخل المجرة وتوزيعها.

تكوين النجوم في الأطراف


وأظهرت الأبحاث أن هذه المجرة تشهد زيادة ملحوظة في تكوين النجوم في أطرافها، وهو ما يدل على أن المجرة لا تزال في مرحلة نمو نشطة.
وتمثل هذه الظاهرة تسارعًا كبيرًا في نمو المجرة، حيث تُظهر الحسابات أن المجرة تضاعف كتلتها النجمية كل 10 ملايين سنة تقريبًا، وبمقارنة مجرتنا، درب التبانة، تضاعف كتلتها فقط كل 10 مليارات سنة.

ظروف الكون المبكر


 وجود هذا النشاط الكبير في تكوين النجوم والنواة الكثيفة يُشير إلى أن المجرة غنية بالغاز، وهو المكون الرئيسي الذي تحتاجه النجوم للتكوّن، ويعكس هذا الظروف المختلفة التي كانت سائدة في الكون المبكر، حيث كانت المجرات تتمتع بكميات هائلة من الغاز مقارنة بما هو متاح الآن.

من خلال هذا الاكتشاف، يُمكن لعلماء الفلك تأكيد بعض النماذج النظرية التي كانت تتنبأ بأن المجرات تنمو بهذه الطريقة، ومع تليسكوب جيمس ويب، بات بالإمكان مراقبة هذه المجرات المبكرة ورؤية كيف بدأت تنمو وتتشكل، مما يساعد على فهم أعمق لتطور المجرات على مدى مليارات السنين، وذلك وفقا لم نقله موقع science daily.