السبت 19 اكتوبر 2024

هل تسبب كورونا في إصابة البشر بـ"العمى الزمني"؟

الزمن لايمر

تحقيقات18-10-2024 | 20:44

محمود غانم

نحو خمس سنوات مرت على ظهور فيروس "كورونا"، ومنذ ذلك الحين، يزعم البعض أننا فقدنا إحساس الشعور بالزمن أو ابتلينا بما يُعرف بـ"العمى الزمني"، ودون الوقوف عند ذلك المصطلح كثيرًا. فإن ربط عدم الشعور بالوقت بفيروس "كورونا" في ذاته أمر غريب، لأن حدة الجائحة تراجعت بشكل واضح مؤخرًا، حسبما تذكر الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع.

وتؤكد في حديثها لـ"دار الهلال"، على أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال الانسياق وراء تلك الأقاويل؛ لأنها لا تقوم على أساس علمي سليم، يقتضي دراسة مختلف فئات المجتمع، لكن تعميم تلك الحالة على المجتمع بأكمله لا يصح.

وتضيف "خضر":" إن هناك حقيقة لابد أن ندركها جميعًا، مفادها أن الزمان يمر، وهذا أمر طبيعي، فقطار الحياة سريع، ولابد أن نتفهم ذلك".

وأردفت إن فيروس "كورونا" كان له تأثير ممتد طال أكثر من ناحية من حياتنا، بما في ذلك الجانب النفسي والفكري، هذا بالإضافة إلى تسجيل عدد كبير من الوفيات، الذين من بينهم أشخاص نعتز بهم، مما كان له تأثير علينا، خصوصًا أن ذلك حصل في فترة زمنية قصيرة، لكن في الأخير تلك هي الحياة، وسنة الله في خلقه.

وأشارت أستاذة علم الاجتماع، إلى أن الاعتقاد السائد أننا "نُغمض أعيننا ونجد الدنيا تغيرت"، معلقة بالقول:"هذا غير صحيح؛ لأن الحياة تسير بنفس النمط، لكن بالتأكيد الـ"كورونا" كان لها تأثير علينا بشكل سلبي ومخيف، ومن ذلك الشعور باقتراب الموت منا في أي وقت أو اللحظة، ما جعل من تلك الفترة علامة في حياتنا، دون شكلها الرتيب".

كورونا كانت البداية

من جانبه، يرى الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، أن العديد من الأزمات المتلاحقة التي مرت بنا، خلال الخمس سنوات المنقضية كان لها تأثير على حياتنا، ما أدى إلى الشعور بعدم مرور الزمن.

وأوضح في حديثه لـ"دار الهلال"، أن البداية كانت عند ظهور فيروس "كورونا"، لكنه إحدى الأسباب، وليس السبب الرئيسي، حيث يأتي بجانب ذلك التطورات الاقتصادية والعالمية التي حدثت في تلك المدة، كل ذلك أعطى إحساس بعدم الشعور بمرور الوقت، وأن كل شيء يعود إلى الخلف.

وأردف فرويز بأن الشخص دائمًا يرتب حياته على شكل خطوات، يفعلها مرة تلوى الأخرى، أما من بعد عام 2019، أصبح ذلك غير ممكن، وذلك نظرًا للأزمات الحاصلة، بما في ذلك الحروب الدائرة بجوارنا، كل ذلك يُضفي إلينا عامل التأخير، وبالتالي نفسيًا أنت متأخر.

ويوكد على أن بداية حل تلك الأزمة، يبدأ بحل كل الأزمات المحيطة بنا، وفي مقدمة ذلك الأزمات الاقتصادية، حيث بحلها يبدأ صلاح كل شئ بشكل تدريجي.