الإثنين 21 اكتوبر 2024

اكتشاف مقبرة بالصين ترجع إلى 5000 عام

إحدى القطع المكتشفة

الهلال لايت 20-10-2024 | 18:15

إسلام علي

تعد المقبرة المكتشفة في أنقاض وانغزوانغ في مقاطعة خنان بالصين، والتي يعود تاريخها إلى حوالي 5000 عام، واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية في العصر الحديث التي تلقي الضوء على تطور الحضارة الصينية.

وطبقا لما ذكره موقع newsweek، تمثل هذه المقبرة، التي يُعتقد أنها تخص أحد ملوك ما قبل التاريخ، جزءً من حقبة تعرف باسم "الدول القديمة"، وهي الفترة التي بدأت فيها المجتمعات الصينية الأولى بالتحول من القرى المستقرة إلى المجتمعات المعقدة ذات التسلسل الهرمي والطبقي.

السياق التاريخي والحضاري

تُعرف فترة الدول القديمة بأنها تمثل مرحلة محورية في تطور الحضارة الصينية، وظهرت خلالها ممالك صغيرة ومعقدة تعكس بداية نشوء المدن والتجارة وتطور الفنون والعمارة.

تقدم المقبرة المكتشفة دليلاً على وجود حاكم ذو نفوذ في تلك الفترة، وهو ما يعزز الفكرة بأن المجتمعات الصينية المبكرة كانت تمتلك أنظمة حكم وتنظيم معقدة.

من خلال القطع الأثرية المكتشفة، مثل الأواني الفخارية الفاخرة ومجوهرات اليشم، يتضح أن هذه المجتمعات لم تكن منعزلة بل كانت مندمجة في شبكة واسعة من التبادل التجاري والثقافي.

 ويشير هذا إلى أن الصين القديمة كانت بوتقة حضارية تفاعلت مع العديد من المناطق المحيطة بها، مما ساهم في تطور فنونها وثقافتها.

أهمية القطع الأثرية المكتشفة

من بين أهم الاكتشافات في المقبرة، الأواني الفخارية التي يعود أصل تصميماتها إلى مناطق مختلفة من الصين، ويُعتقد أن هذه القطع تعكس تفاعلاً ثقافياً واسعاً بين المجتمعات المعقدة في الشرق والجنوب والغرب، وبالإضافة إلى الفخار، تم اكتشاف أكثر من 200 قطعة من اليشم، وهي مادة كانت تعتبر رمزاً للثروة والنبل في الصين القديمة، وتستخدم عادة في الطقوس الجنائزية وتزيين المقابر.

التحليل الاجتماعي والتسلسل الطبقي

يشير حجم المقبرة وثراء القطع الجنائزية الموجودة فيها إلى أن الشخص المدفون كان يحتل مكانة اجتماعية مرموقة، ربما ملك أو زعيم سياسي مهم.

يعزز هذا الاكتشاف، الفهم الحالي لبداية ظهور الطبقات الاجتماعية في الصين المبكرة، حيث تشير المقبرة إلى وجود تسلسل هرمي واضح ومحدد في المجتمعات القديمة، وهذا التسلسل كان مرتبطاً بالممتلكات المادية والمكانة الاجتماعية، وهو ما يمكن استنتاجه من كمية وجودة القطع الأثرية المدفونة مع الميت.

التحديات التي واجهت الاكتشاف

على الرغم من الأهمية التاريخية للمقبرة، إلا أنها تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة أعمال النهب السابقة، وتم إزالة معظم الهيكل العظمي، ولم يتبق منه سوى بضع عظام من أصابع القدم، كما تم نهب وتدمير العديد من القطع المهمة،  ولكن بالرغم من ذلك، ما زالت القطع المتبقية تقدم معلومات قيمة عن الحياة والموت في المجتمعات الصينية القديمة.

التفاعل الثقافي والاندماج الحضاري

إلى جانب الأهمية الاجتماعية والسياسية، تقدم المقبرة نظرة عميقة على التفاعل الثقافي الذي كان سائداً في تلك الفترة، وعكست القطع الأثرية، بما في ذلك الأدوات الحجرية والفخاريات والتحف المصنوعة من العاج واليشم، تأثيرات من مختلف المناطق الجغرافية في الصين.

يشير هذا التنوع الثقافي إلى وجود تفاعلات وتبادل تجاري بين المجتمعات المختلفة في تلك الحقبة، مما يضيف بعداً إضافياً لفهم تطور الحضارة الصينية.