ثلاثة أسابيع حاسمة تترقبها الولايات المتحدة الأمريكية، والعالم أيضا، استعدادا للانتخابات الرئاسية 2024، التي يتنافس فيها كل من: كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي، المرشحة عن الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب، الرئيس السابق، المرشح عن الحزب الجمهوري، حيث يواصل المرشحان حملاتهما استعدادا للتصويت في 5 نوفمبر المقبل.
الانتخابات الرئاسية الأمريكية
وأدلى أكثر من 14 مليون شخص بأصواتهم، خلال التصويت المبكر، وفقًا لمختبر الانتخابات بجامعة فلوريدا الأمريكي، وسيواصل المزيد في الأيام المقبلة، حيث تفتح جميع ولايات البلاد الخمسين تقريبًا مراكز الاقتراع للتصويت المبكر وقبول بطاقات الاقتراع بالبريد.
ولا تحسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية من خلال التصويت الشعبي الوطني بل من خلال تصويت الهيئة الانتخابية، والذي يحول الانتخابات إلى 50 منافسة على مستوى الولاية، حيث تمنح 48 ولاية من أصل 50 ولاية جميع أصواتها الانتخابية للفائز في ولاياتها، إما هاريس أو ترامب، بينما تخصص ولايتي نبراسكا وماين أصواتهما حسب عدد الأصوات في الولاية والمنطقة الكونجرسية.
ويعتمد عدد الأصوات الانتخابية في كل ولاية على عدد السكان، لذا فإن الولايات الأكبر حجمًا تتمتع بأكبر قدر من النفوذ في تحديد النتيجة الوطنية الإجمالية، حيث يحتاج الفائز إلى 270 من أصل 538 صوتًا انتخابيًا للمطالبة بفترة ولاية جديدة مدتها أربع سنوات في البيت الأبيض بدءًا من يناير المقبل.
وتختتم الحملة الرئاسية الأمريكية السباق النهائي، حيث تركز كامالا هاريس ودونالد ترامب، على سبع ولايات، تمثل ساحة معركة سياسية من المرجح أن تحدد النتيجة، حيث تخوض هاريس حملتها اليوم في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، بينما يتوجه ترامب إلى جرينفيل بولاية نورث كارولينا.
تُظهر استطلاعات الرأي أن هاريس أو ترامب يتقدمان بشكل كبير أو مريح إلى حد ما في 43 ولاية، وهو ما يترك النتيجة للولايات السبع المتبقية وهي ثلاث ولايات من الشمال (ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا)، وولايتين في الجنوب الشرقي (كارولينا الشمالية وجورجيا) وولايتين في الجنوب الغربي (أريزونا ونيفادا).
ويواصل كلا من هاريس وترامب، حملاتهما في هذه الولايات، من خلال جدول سفر من المرجح أن يستمر خلال الأسبوعين الأخيرين من الحملة.
كامالا هاريس: ترامب يفتقر إلى اللياقة
وخلال المقابلة، أكدت هاريس أن الرئيس السابق دونالد ترمب يفتقر إلى اللياقة، معتبرة أن هذا الأمر سيؤدي إلى استبعاد الناخبين له في السباق الرئاسي حسب ما نقلت وكالة "بلومبرج"، موضحة أن ترامب "سيخسر لهذا السبب.. رؤساء الولايات المتحدة يدخلون الغرف المختلفة في جميع أنحاء العالم بالسُلطة المُكتسَبة للحديث عن الديمقراطية وسيادة القانون، ولذا فهم يحتاجون إلى التحلي باللياقة وكذلك الالتزام بالقواعد والأعراف".
وخلال حضورها التجمع الانتخابي داخل إحدى الكنائس في أتلانتا، الأحد، حثت الناخبين على رفض المرشحين الذين "ينشرون الكراهية والانقسام"، وذلك في سعيها إلى حشد الناخبين من أصل إفريقي في المرحلة الأخيرة من حملتها الرئاسية.
وبحسب "بلومبرج"، قالت المرشحة الديمقراطية خلال حديثها إلى حشد من الناخبين الأمريكيين من أصل إفريقي في ولاية جورجيا: "ما نراه هو أن بعض الأشخاص يحاولون تعميق الانقسامات بيننا، ونشر الكراهية، وزرع الخوف، وإحداث الفوضى"، مضيفة أن هذه الانتخابات يجب أن تتمحور بشكل أكبر حول أفكار المرشحين الداخلية، وليس مجرد الشخصيات.
ترامب في بنسلفانيا
وفي الوقت نفسه، كان دونالد ترامب في بنسلفانيا، حيث ظهر وهو يرتدي مئزرًا في مطعم للوجبات السريعة والعمل في قسم البطاطس المقلية في المطبخ وتسليم الطلبات للعملاء في ممر القيادة، بعد فترة وجيزة من عمله في المطعم، تفاخر ترامب بأنه "عمل الآن لمدة 15 دقيقة".
وخلال تواجده في بنسلفانيا، وجه ترامب "إهانة مشينة" لكامالا هاريس خلال تجمع انتخابي، وفق ما أوردت شبكة CNN، حيث قال: "إنها شخصية فظيعة، يسارية متطرفة ومجنونة... لذا عليكم أن تخبروا كامالا هاريس أنكم قد سئمتم، وأنكم لا تستطيعون تحمل الأمر بعد الآن، لا يمكننا تحملك، أنت نائبة رئيس قذرة".
وأضاف المرشح الجمهوري: "أنت أسوأ نائبة رئيس، كامالا، لقد تم طردك، اخرجي من هنا".
ماذا تقول استطلاعات الرأي؟
وأصبح السباق أكثر تقاربًا في استطلاعات الرأي، حيث تتقدم هاريس بنقطة واحدة فقط على ترامب في استطلاع جديد، إذ يظهر أحدث متوسط لاستطلاعات الرأي الوطنية الأمريكية، التي جمعتها FiveThirtyEight، أن هاريس كانت تتقدم على ترامب بفارق 2.1 نقطة، أما الآن باتت هاريس تتقدم على ترامب بفارق نقطة واحدة فقط في أحدث استطلاع رأي أجرته كلية إيمرسون؛ وهو هامش أصغر من وقت سابق من هذا الشهر.
أظهر الاستطلاع الوطني الأمريكي الذي شمل 1000 ناخب محتمل أن هاريس حصلت على 49% وترامب حصل على 48% من الأصوات، حيث يقول الاستطلاع إن ما يقول ما يقرب من 1 من كل 5 ناخبين (17%) اتخذوا قرارهم في الشهر الماضي فقط، وكان هؤلاء الناخبون أكثر ميلاً إلى التصويت لهاريس (60%) مقارنة بترامب (36%). وعلى الرغم من هذا، فقد انخفض تقدم هاريس على المستوى الوطني، وليس ارتفع.
وشهدت جورجيا أول يوم للتصويت المبكر يوم الثلاثاء الماضي، محطمة بذلك الأرقام القياسية بإدلاء 328 ألف بطاقة اقتراع، وهذا أكثر من ضعف عدد الأصوات التي تم الإدلاء بها في نفس اليوم في عام 2020 والذي يقدر بـ136000 بطاقة اقتراع.
وفي حين أنه من غير الواضح أي مرشح استفاد أكثر من التصويت المبكر، فإن الأرقام تشير إلى أن الناخبين منخرطون في هذه الدورة الانتخابية وأن الدفع نحو التصويت المبكر ناجح.