أسبوعان تقريبا ويتوجه الناخبون في الولايات المتحدة إلى صناديق الاقتراع، في 5 نوفمبر المقبل لانتخاب رئيسهم الجديد، في الانتخابات التي يتنافس فيها كلا من المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وكانت الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 في البداية بمثابة إعادة لنفس السباق الانتخابي لعام 2020، لكنها انقلبت رأسًا على عقب في يوليو، عندما أنهى الرئيس الأمريكي جو بايدن حملته الانتخابية وقرر الانسحاب وأيد نائبته كامالا هاريس، ليشتعل الصراع حول هل ستحصل أمريكا على أول رئيسة امرأة أم ولاية ثانية لدونالد ترامب؟.
ماذا تقول استطلاعات الرأي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024؟
حققت هاريس تقدمًا طفيفًا على ترامب في متوسطات الاقتراع الوطنية الأمريكية منذ دخولها السباق في نهاية يوليو، ولا تزال في المقدمة وشهدت هاريس ارتفاعًا في أرقام استطلاعاتها في الأسابيع القليلة الأولى من حملتها، حيث حققت تقدمًا بنحو أربع نقاط مئوية قرب نهاية أغسطس، إلا أن استطلاعات الرأي الآن باتت متقاربة بشكل كبير.
وفي الوقت الحالي، فإن استطلاعات الرأي متقاربة للغاية في الولايات السبع التي تعتبر ساحات معركة في هذه الانتخابات، ولم يحصل أي من المرشحين على تقدم حاسم في أي منها، وفقًا لمتوسطات استطلاعات الرأي.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز/ إبسوس أمس الثلاثاء أن هاريس تتقدم بشكل طفيف على ترامب بنسبة 46 في المئة مقابل 43 في المئة، وكانت هاريس تتقدم في الاستطلاع الذي أجرته المؤسسة الأسبوع الماضي بنسبة 45 في المئة إلى 42 في المئة على ترامب.
نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكية
ورغم أن هذه الاستطلاعات الوطنية الأمريكية تعتبر دليلاً مفيدًا حول مدى شعبية المرشح في جميع أنحاء البلاد ككل، إلا أنها ليست بالضرورة وسيلة دقيقة للتنبؤ بنتيجة الانتخابات، حيث تجرى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة بنظام المجمع الانتخابي، حيث تحصل كل ولاية على عدد من الأصوات يتماشى تقريبًا مع حجم سكانها.
ويبلغ إجمالي عدد أصوات المجمع الانتخابي 538 صوتًا، لذا يحتاج المرشح إلى الحصول على 270 صوتًا للفوز.
هناك 50 ولاية في الولايات المتحدة، معظمها يصوت دائمًا تقريبًا لنفس الحزب، وحتى الآن لا يوجد سوى عدد قليل من الولايات التي يتمتع فيها كلا المرشحين بفرصة الفوز، أما الولايات التي لم تحسم صوتها وتعرف بالولايات المتأرجحة.
أما في الولايات الأمريكية المتأرجحة فالوضع مختلف، ففي أريزونا وجورجيا ونورث كارولينا، تغيرت الصدارة عدة مرات منذ بداية أغسطس، لكن ترامب كان يتمتع بتقدم صغير منذ بضعة أسابيع حتى الآن، وفي المقابل في ولاية نيفادا تتقدم هاريس بشكل طفيف.
وفي الولايات الثلاث الأخرى ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، تتقدم هاريس منذ بداية أغسطس، بفارق نقطتين أو ثلاث في بعض الأحيان، لكن في الأيام الأخيرة تشددت استطلاعات الرأي بشكل كبير وأصبح لترامب الآن تقدم ضئيل للغاية في بنسلفانيا.
وكانت تلك الولايات الثلاث معاقل للديمقراطيين قبل أن يحولها ترامب إلى تأييد الحزب الجمهوري في طريقه للفوز بالرئاسة في عام 2016، واستعادها بايدن في عام 2020، وإذا تمكنت هاريس من فعل الشيء نفسه، فستكون في طريقها للفوز في الانتخابات.
فيما تعد ولاية بنسلفانيا، ولاية رئيسية لكلا الحملتين لأنها تمتلك أكبر عدد من الأصوات الانتخابية من بين الولايات السبعة، وبالتالي فإن الفوز بها يسهل الوصول إلى 270 صوتًا المطلوبة، وهي ولاية كان بايدن متأخرا فيها بنحو 4.5 نقطة مئوية عندما انسحب.
الحملات الانتخابية لهاريس وترامب
وخلال الساعات القليلة الماضية، وقعت تطورات جديدة في الحملات الانتخابية للمرشحين، وخاصة ترامب الذي نفت حملته ما قاله كبير موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي، الجنرال السابق في مشاة البحرية والمساعد الرئاسي من 2017 إلى 2019، الذي قال إن ترامب "يندرج في التعريف العام للفاشي"، وأنه يفضل النهج الديكتاتوري على الحكومة وأنه الرئيس الوحيد الذي رفض كل ما تعنيه أمريكا.
وقال ستيفن تشيونج، المتحدث باسم حملة ترامب، لصحيفة التايمز إن روايات كيلي كانت "قصصًا مفضوحة" وأن كيلي "تبرأ" من نفسه.
وفي حديثه إلى مجلة أتلانتيك، روى كيلي أن ترامب قال إنه يتمنى أن يظهر له أفراد جيشه نفس الاحترام الذي أظهره الجنرالات النازيون لأدولف هتلر، وهو ما نفته حملة ترامب، وقال أحد المستشارين لشبكة CNN: "هذا غير صحيح على الإطلاق. الرئيس ترامب لم يقل هذا قط”.
وفي حملة هاريس، وقالت هاريس إنها ليس لديها أدنى شك في أن الولايات المتحدة مستعدة لاستقبال رئيسة، وذلك في مقابلة مع هالي جاكسون من شبكة إن بي سي نيوز، أمس، مؤكدة أنه "النقطة التي يهتم بها معظم الناس حقًا هي: هل يمكنك القيام بهذه المهمة، وهل لديك خطة للتركيز عليها فعليًا؟".
كذلك في مقابلة أخرى، تعهدت هاريس بتوجيه المزيد من الأموال إلى البنوك المجتمعية لمساعدة الرجال اللاتينيين في الحصول على قروض الأعمال الصغيرة. وقالت: "يواجه الرجال من أصل إسباني في كثير من الأحيان صعوبة أكبر في الحصول على القروض من البنوك بسبب علاقاتهم وحقيقة أن الأمور ليست بالضرورة معدة بحيث يصبحون مؤهلين".
وعقد المرشح لمنصب نائب الرئيس تيم فالز، تجمعًا حاشدًا مع الرئيس السابق باراك أوباما في ماديسون بولاية ويسكونسن، حيث انتقد حدث حملة ترامب في بنسلفانيا ماكدونالدز، وعقد مسيرة أخرى في ولاية ويسكونسن في ذلك المساء.
وفي الوقت نفسه، سخر أوباما من تفاخر ترامب بشأن الاقتصاد ووصف خطاباته المتعثرة بأنها علامة على التدهور العقلي. وقال أوباما: "سوف تشعر بالقلق إذا تصرف جدك بهذه الطريقة. لكن هذا يأتي من شخص يريد سلطة غير مقيدة."
وفي المقابل توجه ترامب إلى الناخبين من أصل إسباني، حيث عقد طاولة مستديرة مع زعماء لاتينيين في منتجع الجولف الخاص به في دورال بولاية فلوريدا. وهاجم هاريس ووصفها بأنها "كسولة للغاية" و"منخفضة معدل الذكاء". وكان يشير إلى أن هاريس لم تعقد أي فعاليات انتخابية عامة أمس، وبدلاً من ذلك سجلت المقابلتين بعد يوم حافل من الحملة مع ليز تشيني يوم الاثنين. وفي تجمع حاشد لاحق في جرينسبورو بولاية نورث كارولينا، واصل ترامب هجومه: «هل تشرب؟ هل هي تتعاطى المخدرات؟".
وقدمت الحملة الجمهورية شكوى غير عادية تزعم أن حزب العمال البريطاني يتدخل في الانتخابات الرئاسية من خلال تجنيد أعضاء الحزب وإرسالهم للحملة لصالح هاريس.