شددت الدكتورة حنان بلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط، على ضرورة إيجاد حل سلمي للنزاع والحرب الموجودة حاليا على الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، مؤكدة أن استهداف المنشآت الصحية والكوادر الطبية يعرقل تقديم المساعدات للدول التي تشهد هذه الحروب وتلك النزاعات.
وقالت بلخي، في تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش أعمال "المؤتمر العربي الأول حول دور الكفاءات الصحية العربية المهاجرة في دعم النظم الصحية بالدول العربية"، الذي اختتمت أعماله مؤخرا بالأردن، إن "المطلوب الآن هو إيجاد حل سلمي للنزاع والحرب الموجودة الآن على الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، كما نطالب بحماية وعدم استهداف الأطباء والمنشآت الصحية"، مشيرة إلى أن استهداف الأطباء والمراكز الصحية والرعاية الصحية يؤثر بالسلب جدا على عمل منظمة الصحة العالمية في تقديم المساعدات الطبية والصحية في الدول التي تتعرض للنزاعات والحروب.
وأضافت أن دور منظمة الصحة العالمية هو أثناء السلم وأثناء الحرب أيضا، متابعة قائلة: "وجود الحروب يلزم علينا التجهيزات ما قبل الحرب، للأسف، لكن نحن نقوم طوال السنة وطوال الأعوام بإعداد الكوادر الصحية لتكون هي الأولى في الاستجابة سواء للمشاكل السياسية والحروب وأيضا للمشاكل البيئية مثل الزلازل والفيضانات لكي يكون الخطة الأولى للدفاع متواجد في أرض الواقع للقيام بالاستجابة".
وأشارت بلخي، إلى أن منظمة الصحة العالمية تساعد الدول الأعضاء بها وخصوصا في ظل حرب غزة ولبنان على تقديم المساعدات وإيجاد الإمدادات الطبية من المركز التشغيلي للمنظمة على سبيل المثال في دبي بالإمارات وإدخالها إلى الأراضي الأكثر حاجة إليها، كاشفة عن إدخال 4 إلى 5 طائرات على الأقل إلى لبنان وفلسطين بمساعدة الشركاء والإمارات وبقيادة وزير الصحة في لبنان ووزير الصحة في فلسطين أيضا.
وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية تعمل دائما على إنفاذ هذه الإمدادات وتواجدها في المخازن استباقا لما قد يحدث من نقص حاد في الإمدادات الطبية والصحية في تلك المناطق التي تشهد حروب ونزاعات، مشيرة إلى أن المنظمة تعمل أيضا على تدريب الكوادر للاستجابة السريعة للطوارئ أول شيء وتدريب المتدربين أو المطوعين والاستجابة للكوارث وخصوصا الكبيرة التي يتم استقبال عدد كبير قد يكون بالمئات من المرضى خلال تلك النزاعات أو الحروب.
وحول مشاركتها في المؤتمر العربي الأول حول دور الكفاءات الصحية العربية المهاجرة في دعم النظم الصحية بالدول العربية الذي اختتمت أعماله مؤخرا بالأردن، كشفت الدكتورة حنان بلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط، أنها أطلقت مؤخرا 3 مبادرات مهمة للإقليم في قطاع الصحة، عقب انتهاء أعمال اللجنة الإقليمية، تهدف في المقام الأول إلى توفير أطباء من الإقليم للإقليم لسد النقص المحتمل في المستقبل من بعض التخصصات من الكوادر الطبية والصحية في منطقتنا، مشيرة إلى أن 15 بالمئة من الكفاءات الصحية العربية تعمل خارج بلدانها ونعمل حاليا على توفير فرص لإعادتهم إلى أوطانهم.
وأشارت إلى أن مشاركتها في المؤتمر تأتي من أجل عرض والاتفاق على هذه المبادرات من قبل جامعة الدول العربية والدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية لإطلاق عملية لإعادة التدريب والتعليم المستمر للكوادر الصحية والطبية التي تحتاج دائما للبحث والدراسة والتطوير العلمي، مشيرة إلى أن هناك بعض الدول في منطقتنا يكون توفير هذا التدريب والتعليم والتطوير المستمر صعب وبالتالي تعمل المنظمة على مساعدة هذه الدول للقيام بهذا الدور في إطار جذب الكوادر الصحية والطبية التي تعمل في الخارج.
وكان مؤتمر دور الكفاءات الصحية العربية المهاجرة في دعم النظم الصحية بالدول العربية، والذي اختتمت أعماله الأحد الماضي بالأردن، قد دعا إلى ضرورة وضع استراتيجية للاستفادة من هذه الكفاءات لدعم القطاعات الصحية في الدول العربية، وتفعيل دورها، وإيجاد المناخ الملائم لإطلاق طاقاتها في خدمة دولها الأصلية.