تمثل القضية السكانية تحدياً كبيراً للدولة المصرية، ومع إطلاق المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية، والذي يعد بمثابة منصة دولية وعالمية لطرح حلول لقضية الزيادة السكانية، ولتبادل الخبرات والتأكيد على الترابط بين السكان والصحة والتنمية المستدامة، نستعرض مع أستاذ علم نفس اجتماعي اثار القضية السكانية على الاسرة، وكيف تساهم مثل هذه المؤتمرات وغيرها من مبادرات الدولة في القضاء عليها.
من جهتها، أكدت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية ، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية اثار عدة تساؤلات رئيسية حول مستقبل الدولة وتنميتها، خاصة في ظل الزيادة السكانية المتسارعة، و التي تشكل عائقاً كبيراً أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وبالرغم من بذل الكثير من الجهود والتي كان اخرها مبادرة بداية لبناء الانسان المصري والارتقاء بجودة حياة الأسرة، إلا أن تلك الأزمة مازالت تمثل تحدياً كبيراً يعرقل جهود التنمية والنمو الاقتصادي.
وأضافت أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن للزيادة السكانية تأثير كبير على الأسرة المصرية، حيث تزيد من الأعباء الاقتصادية وتحد من قدرة رب البيت على توفير الاحتياجات الأساسية لأبنائه، كما أنها تؤثر سلباً على مستوى المعيشة وتقلل من فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية الجيدة، الأمر الذي استدعى ضرورة تعزيز دور مؤسسات الدولة المختلفة في مواجهة هذه القضية، من خلال التركيز على:
- تطوير برامج توعية مستهدفة للمناطق الريفية والصعيد والأماكن النائية والحدودية، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الثقافية والاجتماعية.
- الاستثمار في التعليم والتثقيف كأداة أساسية، لتغيير السلوكيات البالية المتعلقة بكثرة الانجاب بلا شروط أو تخطيط.
- تعزيز دور المجتمع المدني والقيادات الدينية، في نشر الوعي بأهمية التخطيط الأسري، وإرسال جاليات ورائدات ريفيات لتثقيف النساء بتأثير كثرة الانجاب وتداعيات ذلك على أسرتها، وكذلك عمل برامج مخصصة لتشكيل وعي الرجال والشباب المقبلين على الزواج.
- تسليط الضوء على قصص نجاح الأسر التي طبقت التخطيط الأسري، لتشجيع الآخرين على اتباع نفس النهج، وكذلك عرض تجارب الدول التي عانت من مشكلة الانفجار السكاني، واستطاعت حلها.