أكدت جامعة الدول العربية حرصها على صقل الشخصية الشبابية وإكسابها المهارات والخبرات العلمية والعملية بالنظر لحجم التحديات التي تواجه الشباب العربي بمسار التنمية مثل المعلومات المغلوطة ومشاكل التحصيل العلمي وكسب مهارات إبداعية في مختلف المجالات.
وقالت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة - في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية لقمة "الإبداع الإعلامي للشباب العربي" التي انطلقت اليوم /الأحد/ - إن الرهان يأتي على الاهتمام بالشباب ليكون حصنًا منيعًا للتصدي للظواهر ضمن حزمة من الأدوات والآليات التي تنظم العمل العربي المشترك.
وأوضحت أهمية النسخة الأولى من القمة لكونها تجمع شباب الجامعات على مستوى الوطن العربي لتعزيز الإبداع وبحث سبل تطوير صناعة الإعلام، منوهة بأن الإعلام يلعب دورًا هامًا في تعزيز الوعي بمختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية في ظل عصر التكنولوجيا الحديثة التي تتقاطع مع مختلف المجالات، حيث أن لوسائل الإعلام بأنواعها المختلفة دور كبير في تشكيل الوعي المجتمعي التي أصبحت اليوم ركنًا أساسيًّا لاستقبال المعلومات وللتواصل بالنسبة للكثير من الشباب العربي.
وطالبت أبو غزالة مستخدمي وسائل الاعلام بإيصال محتوى إيجابي وتشجيع الشباب على المشاركة في تقديم وتطوير محتوى متميز واستخدام التكنولوجيا الحديثة في إيجاد مضامين إعلامية مبتكرة.
وأشارت إلى أهمية وحدة الصف والحفاظ على تماسك النسيج الوطني الذي يتعرض اليوم للعديد من الهجمات، مما يستدعي أن يلتزم إعلامنا العربي بميثاق الشرف الذي أقرته جامعة الدول العربية بمبادئه وأهدافه ومنها التعامل الواعي مع قضايا العصر في ضوء المتغيرات الدولية والتقدم التقني المتسارع بمجالات الإعلام والاتصال والمعلومات وظواهر العولمة بما يؤكد دور الإعلام العربي في حماية الهوية العربية وإبراز الصورة الصحيحة للأمة العربية وحضارتها وقضاياها الجوهرية.
وأضافت أن قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي تهدف إلى اكتشاف الطاقات الشبابية والإبداعية، وتعزيز الوعي باستخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي بما يتماشى مع القيم المهنية والأخلاقية للمجتمع العربي، وتمكين الشباب العربي الموهوب في مجال الإعلام من خلال توجيههم ودعمهم وتوفير الموارد اللازمة؛ لتعزيز مهاراتهم وتطوير قدراتهم، ولتنمية مساهماتهم الفعالة في صناعة الإعلام العربي.
وأعربت عن تطلعها إلى أن تتضمن القمة جلسات نقاشية بناءة تتمحور حول الذكاء الاصطناعي وتحدياته من المجال الإعلامي، لافتة إلى نجاح منتدى الشباب العربي الأوروبي الثامن الذي عُقد بالتعاون مع مجلس أوروبا وباستضافة من وزارة الشباب والرياضة في مصر، وذلك بالمدينة الشبابية في محافظة الأقصر تحت عنوان "الشباب والحوار بين الثقافات في عصر الذكاء الاصطناعي"، حيث جاء اختيار مواضيع المنتدى من منطلق أهمية التمسك بثقافة الحوار والتفاهم والتقارب والترويج لها بين الثقافات المختلفة خاصة في ظل الحروب التي تشهدها مناطق مختلفة في العالم في الوقت الراهن، منوهًا بأن هذا المنتدى يهدف لاستمرار الحوار بين الثقافات العربية والأوروبية في ظل الذكاء الاصطناعي وما يمثله من فرص أو تهديدات.
وأوضحت أن موضوعات القمة جاءت لتتماشى مع متطلبات العصر، حيث ستطرق إلى تأثير التكنولوجيا الحديثة على كتابة المحتوى والكتابة الصحفية وتحديات التغطيات الإعلامية في الدول العربية والأمن الرقمي للموسسات الإعلامية والصحفية وغيرها من الموضوعات التي من شأنها أن تطور مهارات الشباب الإعلاميين وتصقل مهاراتهم الإبداعية وقدراتهم المهنية.
ولفتت إلى الدور الهام الذي تلعبه جامعة الدول العربية من خلال مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب لإطلاق الاستراتيجيات الهامة ولتنظيم الأنشطة والمنتديات والبرامج التي من شأنها أن تعمل كآليات لتحفيز الشباب، إذ تساهم هذه الآليات في تشجيع الشباب على مواصلة الإبداع وعلى رفع آدائهم وإنتاجيتهم بمختلف المجالات الفكرية والابداعية والمجال العلمي والتقني؛ لسد الفجوة بين النهضة العلمية والتقنية بين عالمنا العربي والعالم الصناعي المتقدم.
وقالت "إن هذا الحضور الكبير اليوم يمثل فرصة مميزة لتبادل الأفكار والرسائل الإعلامية مع نخبة متفردة من رموز الإعلام والمبدعين من كافة انحاء الوطن العربي، ونحن على يقين أن القمة ستسهم في تعزيز مشاركة الرؤى والأفكار حول دور الإعلام في تعزيز قدرة الشعوب على المضي قدمًا في مضمار التنمية، وتعزيز قدرة الشباب".
وأعربت السفيرة هيفاء أبو غزالة عن تقديرها لإهداء هذه النسخة للشباب الفلسطيني الصامد أمام جبروت الاحتلال، مشيرة إلى الدور البارز للإعلام في تغطية الأحداث، حيث شاهد العالم عبر منصات التواصل الاجتماعي، كيف قام الشباب الفلسطيني المناضل بالتصدي للعدو وتوثيق جرائمه في ظل القصف المستمر.